السؤال: قول الائمة (عليهم السلام) حول خلق القرآن
ما موقف الشيعة من مسألة خلق القرآن؟
نجد في التاريخ أن علماء قد امتحنوا في هذه القضية على رأسهم أحمد بن حنبل ونعيم المروزي، لكن لا نجد أثراً يذكر لأئمة أهل البيت للتصدي لهذه المقولة! فهل القول عندهم كان هو أن القرآن مخلوق (كما يقول الخوارج والمعتزلة) أم كان لهم موقف لم يصلنا خبره، أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
إن مسألة خلق القرآن إذا كنا قد عرفنا دوافع إفتعالها اتضح لنا موقف أهل البيت (عليهم السلام)! فمسألة خلق القرآن لا تحمل طابعها العلمي والديني بقدر ما تحمل طابعاً ودوافع سياسية صرفة، أهمها تصفية حسابات الخليفة العباسي المأمون مع أهل السنة لأسباب عديدة لا يمكن ذكرها في المقام ، على أن أهل السنة قد استفادوا من الإصرار على القول بعدم خلق القرآن اعتبارات سياسية أخرى ، إذ كان المتوكل العباسي الذي رفض سياسة المأمون قال بعدم خلق القرآن وقرّب الذين رفضوا بالخضوع لقول المأمون السياسي وأسبغ عليهم طابع الإصرار على عدم التساوم في دين الله ... إلى آخرها من الأمور التي استفاد بها بعضهم سياسياً كمعارضين ومؤيدين لسياسات هو جاء غير صحيحة .
لذا فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلاّ لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت (عليهم السلام) يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة، وبالمقابل فان أهل البيت (عليهم السلام) رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا (عليه السلام) تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون حديثه (عليه السلام) ــ وبذلك تجد أن الإمام (عليه السلام) قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء دونها طائل .
نعم، ان الأئمة (عليه السلام) أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة (عليهم السلام) إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي كما قلنا .
تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
هذا مضمون حديثه (عليه السلام) لماذا لا تذكروا نص الحديث ؟؟؟؟
ولم توضحوا رأي الشيعة بجلاء كل اجابتكم حول خلق القرآن هي انه كلام لا فائدة منه وانه قضية سياسية ولم تصرحوا بانه مخلوق ام لا وماذا يترتب على قولنا انه مخلوق مثلا او كان من الازل ؟؟؟
انا هنا اتعرض بعض الاوقات لاسئلة في الجامعة واعتبر موقعكم خير مركز لاخذ منه اعتقاداتي لا ان اسمع كلام مبهم
الجواب:
سُئل الإمام العسكري (عليه السلام): القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال: للسائل: يا أبا هاشم، الله خلق كل شيء وما سواه مخلوق. (مناقب آل أبي طالب ج2/ 525).
وسُئل الإمام الرضا (عليه السلام): ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا. (أمالي الصدوق/ 326).
وسُئل الإمام الصادق(عليه السلام): جُعلت فداك إختلف الناس في القرآن فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقال آخرون: كلام الله مخلوق. فكتب (عليه السلام): القرآن كلام الله مُحدث غير مخلوق، وغير أزلي،مع الله تعالى ذكره...) الحديث (التوحيد/ 156).
وقال أيضاً: ((قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ووحي الله وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من أطلاق المخلوق عليه ؛ لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوثَاناً وَتَخلُقُونَ إِفكاً )) (العنكبوت:17). أي كذباً.
وقال عز وجل حكاية عن منكري التوحيد: (( مَا سَمِعنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِن هَذَا إِلاَّ اختِلاَقٌ )) (ص:7). أي افتعال وكذب.
ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.
(بحار الأنوار ج89/ 199).
مركز الابحاث العقائدية