ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻧﺤﻦ ﻋﺎﺟﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴّﺔ ﻟﻠﻤﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ
ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﻭﻋﺠﺰﻧﺎ . ﻟﻨﻔﻜﺮ
ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ. ﻫﻞ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒّﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ
ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻨﺎ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﺷﻴﺌﺎً؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ : "ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻟﻠﻤﺘﻜﺒّﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﻧﻄﻔﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﺪﺍً ﺟﻴﻔﺔ " ( 2 ).
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺒّﺮ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻧﺘﻨﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺟﻴﻔﺔ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ
ﻟﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ؟ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ. ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺮﻓﺔ: " ﺇﻟﻬﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻌﺰّ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻟّﺔ
ﺃﺭﻛﺰﺗﻨﻲ ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﺳﺘﻌﺰّ ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻧﺴﺒﺘﻨﻲ
" ( 3 ).
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻟﻠﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺾ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻫﻮ
ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﺰ
ﺑﺬﺍﺗﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺬﻝّ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ، ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ . ﻃﺒﻌﺎً
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ
ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺷﻌﺮ
ﺑﻔﻘﺮﻩ ﻭﻓﺎﻗﺘﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ،
ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﻧِﻌَﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ. م/ن.
ﻧﺤﻦ ﻋﺎﺟﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴّﺔ ﻟﻠﻤﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ
ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﻭﻋﺠﺰﻧﺎ . ﻟﻨﻔﻜﺮ
ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ. ﻫﻞ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺘﻜﺒّﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ
ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻨﺎ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﺷﻴﺌﺎً؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ : "ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻟﻠﻤﺘﻜﺒّﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﻧﻄﻔﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻏﺪﺍً ﺟﻴﻔﺔ " ( 2 ).
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺒّﺮ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻧﺘﻨﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺟﻴﻔﺔ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ
ﻟﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ؟ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ. ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺮﻓﺔ: " ﺇﻟﻬﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻌﺰّ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻟّﺔ
ﺃﺭﻛﺰﺗﻨﻲ ﺃﻡ ﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﺳﺘﻌﺰّ ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻧﺴﺒﺘﻨﻲ
" ( 3 ).
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻟﻠﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺾ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻫﻮ
ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﺰ
ﺑﺬﺍﺗﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺬﻝّ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ، ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ . ﻃﺒﻌﺎً
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ
ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺷﻌﺮ
ﺑﻔﻘﺮﻩ ﻭﻓﺎﻗﺘﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ،
ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﻧِﻌَﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ. م/ن.