بسم الله الرحمن الرحيم
نقل السيد عباس المدرسي -حفظه الله - : ذهبت برفقة والدي المرحوم إلى لقاء العالم الرباني آية الله السيد حجت قدس سره في منزله الكائن خلف مدرسة الحجية بقم المقدسة . فحكى لنا السيد حجت قصة وقعت له أيام دراسته قائلا :
كنت في فقر مدقع مالي شديد إلى درجة لم أحصل أنا وزوجتي وأطفالي ما نأكله قدر الحاجة الطبيعية ذات يوم حينما عزمت على الخروج إلى الدرس قالت لي زوجتي: يا سيد .. ليس لدينا اليوم أي شيء من الطعام على الإطلاق ، أنزلت رأسي خجلا وودعتها إلى الدرس ولما عدت إلى المنزل وجدت الوضع مؤلما للغاية...
فدخلت غرفتي وصليت ركعتين هدية إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة (عليه السلام) .
ثم قلت مخاطبا إياه .. سيدي لمن نحن ندرس ونتعلم السنا طلاب مدرستك ، السنا جنود نهضتك ؟
إذا كنا كذلك فأعنا على لقمة العيش كي نواصل طريقك .
ساعة وإذا بطرقة على باب المنزل ، ذهبت وفتحت الباب، سلّم علّي الطارق وسلّمني ظرفا وقال : كل شهر مثل هذا اليوم آتيك بمثله ولا تخبر أحدا وفي أمان الله !...
مشى ولم أستطع أن أكلمه بسبب التعجب والسرور والبهجة الغالبة . دخلت المنزل وفتحت الظرف أمام زوجتي وكان فيه من المال ما يسد حاجة العوائل المرفهة في شمال طهران !
صرنا بذلك المال نشتري جميع حوائجنا المنزلية ويبقى فائض منه على الحاجة . وكما اخذ مني العهد لم أصرح بهذا الأمر الغريب لأحد . حتى جاء على وعده بعد شهر فقدم لي ظرفا آخر . واستمر هذا الكرم شهران آخران حتى سألته : هل من الممكن أن اعرف اسمك الشريف ؟
قال اسمي الحاج (...) من العمارة التجارية رقم (...) في سوق طهران . وذات يوم كنت جالسا مع شقيق زوجتي وهو العالم الكبير آية الله الشيخ مرتضى الحائري ( رحمة الله عليه ) ابن المرجع الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس حوزة قم فبحت له بالسر .
ثم راحت الأيام حتى اليوم الموعود ، حيث كنت انتظر الرجل فلم يأت .. وانتهى الشهر ولم أره . وبدا المال ينفذ وينفذ حتى نهاية الشهر الآخر فعادت الأيام بالضيق وصعوبات الجوع ، ثم تذكرت انه أعطاني عنوانه فلماذا لا أذهب إليه واستفسر عن سبب الانقطاع ؟!
وهكذا جئته على العنوان فدخلت عليه الغرفة ، سلمت وجلست حتى انتهى الحاضرون من مهامهم وخرجوا . فدنوت منه وسألته عن حاله وكنت أود أن يفاتحني الموضوع بنفسه ولكنه لم يفعل ... ففاتحته به خجلا وقلت : يا حاج .. كنت قد عودتنا على عطاء سخي وقد انتظرتك حسب الاتفاق في ثلاثة الأشهر الاخيره فلم أتشرف باللقاء ؟
خيرا إنشاء الله . أطرق الرجل رأسه قليلا ثم نظر إلي نظرة الآسفين وقال : إن الذي امرني أن أعطيك امرني بالتوقف ! .
سكت الرجل ولم يتكلم أكثر من هذا . هنا عرفت كم قد خسرت من لطف الإمام وكرمه عندما خالفت الشرط بان لا أبوح بالسر لأحد ولو كان آية الله الشيخ مرتضى الحائري
---------------------------------------
📖 قصص وخواطر قصة رقم 582 ص 617 .
نقل السيد عباس المدرسي -حفظه الله - : ذهبت برفقة والدي المرحوم إلى لقاء العالم الرباني آية الله السيد حجت قدس سره في منزله الكائن خلف مدرسة الحجية بقم المقدسة . فحكى لنا السيد حجت قصة وقعت له أيام دراسته قائلا :
كنت في فقر مدقع مالي شديد إلى درجة لم أحصل أنا وزوجتي وأطفالي ما نأكله قدر الحاجة الطبيعية ذات يوم حينما عزمت على الخروج إلى الدرس قالت لي زوجتي: يا سيد .. ليس لدينا اليوم أي شيء من الطعام على الإطلاق ، أنزلت رأسي خجلا وودعتها إلى الدرس ولما عدت إلى المنزل وجدت الوضع مؤلما للغاية...
فدخلت غرفتي وصليت ركعتين هدية إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة (عليه السلام) .
ثم قلت مخاطبا إياه .. سيدي لمن نحن ندرس ونتعلم السنا طلاب مدرستك ، السنا جنود نهضتك ؟
إذا كنا كذلك فأعنا على لقمة العيش كي نواصل طريقك .
ساعة وإذا بطرقة على باب المنزل ، ذهبت وفتحت الباب، سلّم علّي الطارق وسلّمني ظرفا وقال : كل شهر مثل هذا اليوم آتيك بمثله ولا تخبر أحدا وفي أمان الله !...
مشى ولم أستطع أن أكلمه بسبب التعجب والسرور والبهجة الغالبة . دخلت المنزل وفتحت الظرف أمام زوجتي وكان فيه من المال ما يسد حاجة العوائل المرفهة في شمال طهران !
صرنا بذلك المال نشتري جميع حوائجنا المنزلية ويبقى فائض منه على الحاجة . وكما اخذ مني العهد لم أصرح بهذا الأمر الغريب لأحد . حتى جاء على وعده بعد شهر فقدم لي ظرفا آخر . واستمر هذا الكرم شهران آخران حتى سألته : هل من الممكن أن اعرف اسمك الشريف ؟
قال اسمي الحاج (...) من العمارة التجارية رقم (...) في سوق طهران . وذات يوم كنت جالسا مع شقيق زوجتي وهو العالم الكبير آية الله الشيخ مرتضى الحائري ( رحمة الله عليه ) ابن المرجع الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس حوزة قم فبحت له بالسر .
ثم راحت الأيام حتى اليوم الموعود ، حيث كنت انتظر الرجل فلم يأت .. وانتهى الشهر ولم أره . وبدا المال ينفذ وينفذ حتى نهاية الشهر الآخر فعادت الأيام بالضيق وصعوبات الجوع ، ثم تذكرت انه أعطاني عنوانه فلماذا لا أذهب إليه واستفسر عن سبب الانقطاع ؟!
وهكذا جئته على العنوان فدخلت عليه الغرفة ، سلمت وجلست حتى انتهى الحاضرون من مهامهم وخرجوا . فدنوت منه وسألته عن حاله وكنت أود أن يفاتحني الموضوع بنفسه ولكنه لم يفعل ... ففاتحته به خجلا وقلت : يا حاج .. كنت قد عودتنا على عطاء سخي وقد انتظرتك حسب الاتفاق في ثلاثة الأشهر الاخيره فلم أتشرف باللقاء ؟
خيرا إنشاء الله . أطرق الرجل رأسه قليلا ثم نظر إلي نظرة الآسفين وقال : إن الذي امرني أن أعطيك امرني بالتوقف ! .
سكت الرجل ولم يتكلم أكثر من هذا . هنا عرفت كم قد خسرت من لطف الإمام وكرمه عندما خالفت الشرط بان لا أبوح بالسر لأحد ولو كان آية الله الشيخ مرتضى الحائري
---------------------------------------
📖 قصص وخواطر قصة رقم 582 ص 617 .