تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ عندما يجالس الإنسان شخصاً، فإنه لا يكف عن تذكره لفتراتٍ تطول، ولا يقتصر الأمر على تذكره بل التحدث معه في القلب وكأنه فعلاً معه.
فليكن الأمر كذلك مع الله، الفرق بين هذا وذاك هو وجود الله بالفعل في القلب وأصقاع الوجود فضلاً عن النفس، يبقى الآن أن نستشعر وجود الله تعالى في كل مكان لكي نكتسب الرفقة الإلهية؛ يتوجب على المريد لله تعالى والسائر إليه أن يستشعر وجود الله كما لو كان يرافق آدمياً، وشتان بين الله وبين الآدمي فالمقصود هو أن يسير في الطريق وهو مع الله ويذكر الله قبل النوم، وأن تغفو العين في تلك الحالة من استشعار وجود الله، فنحن عادةً نمشي مع الأصدقاء وننسى الله.
جرب حين التجول في الطرق استحضار وجود الله تعالى معك، إذا دهمك أمر أو أزعجك شيء أو شخص فاشكُ إليه.
بل وحتى في خضم الفوضى بين الأصدقاء أو جموع الناس إذهل عنهم وتوجه إلى الله في قلبك أو بلسانك قائلاً "يا رب" وإذا استطعت أن تبقيها في القلب فقط فافعل، لأن التوجه إلى الله بالقلب أفضل وأثره يكون أقوى.
في الصلاة أيضاً، وعند قراءة القرآن أو الدعاء، استحضر أنك تخاطب الله تعالى بالدعاء، هذه العبادات روحها هو استحضار وجود الله تعالى، فلا تغفل.
قال الرسول الأكرم صلى الله عليهم وآله وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ: اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".
"وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون محيط".