اللهم صل على محمد وآل محمد
هل خاف النبي التبليغ بأمر الإمامة عندما نزل قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}؟
خوف الأنبياء ليس خوفاً على ذواتهم الشخصية، إنما خوف رسالي..
نحن نرى بأن القرآن الكريم، قد نسب الخوف إلى أحد الأنبياء السلف، وهو من أولي العزم، نبي الله موسى (عليه السلام )،
حيث قال الله تعالى عنه:
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}..
حتى أن الحسين (عليه السلام ) خرج من المدينة خائفاً يترقب..
فالنبي (صلى الله عليه واله) كان يحتمل بأن تبليغ موضوع الولاية فيه تبعات كثيرة،
حيث أن بعض النفوس محقونة بالأحقاد البدرية والحنينية والخيبرية ضد علي(عليه السلام )..
وبالتالي،
بمقتضى الأمور يرى أن المسألة صعبة جداً..
ولكن الله تعالى قوّى قلبه،
ووعده بالعصمة من الناس..
وما حديثنا اليوم بعد ألف وأربعمائة سنة، إلا برهان على أن ذكر علي (عليه السلام ) لن يخبو أبدا.
ألا وَإنَّ رَأْسَ الأمر بِالْمَعْرُوفِ أَنْ تَنْتَهُوا إلى قَوْلي وَتُبَلِّغُوهُ مَنْ لَمْ يَحْضُرْ وَتَأْمُرُوهُ بِقَبُولِهِ عَنّي وَتَنْهَوْهُ عَنْ مُخالَفَتِهِ..(من خطبة الغدير)
--------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي