تويت
أقامت شعبة المكتبة النسويّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة ندوة إلكترونيّة يوم الأحد: 9 /8/2020م، الموافق لـ 19/ ذو الحجة/ 1441هـ، تناولت أهميّة التعليم لذوي الاحتياجات الخاصّة، وذلك في ضمن فعاليّاتها الثقافيّة الإلكترونيّة المستمرّة خلال جائحة (كورونا) برنامج (معاً لتستمرّ المعرفة)على موقعها في منتدى الكفيل العالميّ ـ قسم المكتبة النسويّة ـ قدّمتها (أ. سارة الحفّار) ـ مديرة معهد الكفيل لذوي الاحتياجات الخاصّة ـ تناولت خلاله الخصائص الذهنيّة والنفسيّة والجسديّة التي تتميّز بها هذه الفئة، وكيفيّة التعامل معها قائلةً: (في البدء علينا معرفة أنّ الأطفال ذوي الإعاقة وبكلّ فئاتها وتصنيفاتها تكون تدريباتهم خاصّة، لذلك هم ذوو احتياجات خاصّة، وكلّ طفل يختلف عن الآخر وإن تشابه معه في بعض الخصائص والصفات، وعلينا دوماً مراعاة الفروق الفرديّة وعدم مقارنته مع غيره من الأطفال، بل مقارنته مع نفسه كيف كان سابقاً وكيف أصبح فيما بعد عند وضع الخطّة التدريبيّة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وعلينا أيضاً الابتعاد عن بعض المعتقدات الخاطئة في التربية الخاصّة، كالتركيز على جوانب القصور والإعاقة وإهمال جوانب القوة لدى ذوي الاحتياجات الخاصّة)، مضيفةً: (بإمكان هذا الطفل التعلّم في أغلب الأوقات، وعن طريق التعلّم والتدريب يُصبح شخصاً أكثر فاعليّة وسعادة، ومن السهل العيش معه).
وعن أهميّة دعم المؤسّسات الاجتماعيّة لهذه الشريحة تحدّث (أ. أسامة خطّاب) ـ أحد المشاركين في الندوة ـ مبيّناً: (ينقسم الدعم إلى قسمين: الدعم الماديّ، والدعم المعنويّ، فالدعم الماديّ يتمثّل في دعم المنشآت والبُنى التحتيّة وخصوصاً في القطاع الصحيّ، والخدمات العامّة من الكهرباء إلى النظافة، وتوفير المساحات الخضراء والاستعانة بالخبراء المعماريّين والبيئيّين لتوفير بيئة آمنة ومسكن نظيف تتوافر فيه كافّة الوسائل الأساسيّة والحاجات الأوليّة كي تدعم نشئاً صحيحاً يتمتّع بالاتّزان النفسيّ والصحّة البدنيّة والعقليّة، وعنده من معاني الجمال ما يؤهّله للتحلّي بالذوق السليم في التعامل بعيداً عن الضغوط التي قد تضطرّه إلى أشكال من التطرّف ممّا يُسهم في تدهور الإمكانات، فتُصبح مقاومة ظروف الإعاقة صعبة؛ لأنّ الأصحّاء أنفسهم غير قادرين على درء مفاسد مجتمعهم وشروره، فما بالكَ بالمعاقين الذين هم أشدّ حاجة إلى الاهتمام).
الندوة كعادتها شهدت حضوراً وتفاعلاً كبيرين من قبل المشاركين مما دعا الى تمديد فترة الندوة لفترة زمنية اطول عن الوقت المحدد لها.
لابد ان يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة برعاية خاصة واهتمام، لدمجهم في المجتمع والحياة العامة بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، وجعلهم فئة منتجة تسهم في عملية تنمية المجتمع والدولة، وقد عززت المؤسسات التابعة للعتبة العباسية المقدسة متمثلةً (بمعهد الكفيل لذوي الاحتياجات الخاصة) جهودها من أجل تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لهذه الشريحة ليجعلوا منهم أشخاصاً فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم لتحسين مستوى حياتهم وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل.