هل حبيب بن مظاهر هو مسجّل الزوّار؟
---------------------
السؤال:
ما رأيكم بالقصتين التالية:
القصة الأولى: كان حبيب ابن مظاهر في شبابه من المواليين للإمام علي عليه السلام, وكان محباً للإمام الحسين لمعرفته بشأن الحسين ولما سمع من جده النبي محمد, والحسين مازال صغيرًا، وإذا شاهد حبيب الحسين مع جده رسول الله, كان حبيب يقوم من مكانه ويأخذ شيئًا من التراب الذي تحت أقدام الحسين ويشمه ويقول: والله إني أحب هذا الطفل - يقصد الحسين-.
فقال له النبي محمد –صلّى الله عليه وآله-: أتحبه يا حبيب؟
فيقول حبيب: نعم يا رسول الله.
فيقول: أبشرّك يا حبيب أنك سيطول بك العمر بعدي, وتقاتل مع ولدي هذا فتقتل معه, فيتبسم حبيب ويستبشر وجهه.
القصة الثانية: كان الحسين عليه السلام طفلاً صغيراً, وحبيب بن مظاهر شاباً عشرينياً تقريباً, وكان يعشق الحسين بن علي والرسول عشقاً جنونياً حتى أنه يتبع أثره أينما ذهب فلاحظ مظاهر الأسدي تلك الحالة عند ابنه حبيب فسأله عن سبب ذالك!
أجابه حبيب: أبي إني أحب الحسين بجنون وانجذب إليه بمجرد النظر إليه تنتابني حالة من الذوبان فيه.
سأله أبوه وماذا تتمنى؟
قال حبيب: أتمنى لو يزورنا الحسين في بيتنا. فوعده أبوه أن يكلّم الإمام علي, ويدعوهم إلى بيتهم وتناول الغذاء أو العشاء. وافق الإمام علي عليه السلام كرماً منه أن يحضر إلى الوليمة, وطلب منه أن يحضر الحسنين معه وأخبره بمدى حب حبيب للحسين عليه السلام.
في يوم الوليمة كان حبيب مرتبكًا ومشتاقًا وفرحًا بقدومهم إليهم, وكان يصعد السطح وينزل ليراقب وصولهم وعندما ﻻح له نورهم ارتبك حبيب تعثر وسقط من على السطح ومات.
عندما رأى مظاهر ابنه هكذا خجل من الإمام علي وأخذ جثة حبيب وخبأها في إحدى الدور حتى ينتهوا من ضيافة الأئمة ثم يقوم بتجهيز ابنه ودفنه.
عندما دخل الإمام علي عليه السلام لم يخبره مظاهر بما حدث ﻻبنه تأدبًا مع الضيف, لكن الإمام سأل عنه, وقال له: إن حبيبًا مشتاق للحسين, وها هو الحسين في بيته, أين هو؟
فأخذ مظاهر باﻻعتذار بأنه مشغول بعض الشيء.
كرّر الإمام السؤال, ومظاهر كل مرة يبحث عن عذر, لكن الإمام ألحّ عليه بأن يناديه أو يريه إياه, فاعترف مظاهر بما حدث.
طلب الإمام رؤية جثته, وعندما نظر إليه الإمام علي سالت دموعه ونظر للحسين, وقال له: ابني حسين إن هذا الشاب يحبك, وقد مات شوقًا إليك فماذا تصنع له؟
دمعت عين الحسين ورفع طرفه الحزين إلى السماء, وطلب من الله أن يعيده حيًا كرامة للحسين ولحب الحسين.
استجاب الله للحسين في الحال, وعاد حبيب للحياة, وقال الأمير علي عليه السلام: لحبك للحسين ستكون مسجّل زوار ولدي الحسين -عليه السلام- فلا يزوره إﻻ من سجّلت اسمه يا حبيب.
قالوا: فقال له الإمام علي (أنت من اليوم اسمك حبيب, لأنك حبيب الحسين), فنادوه منذ ذاك اليوم حبيبًا. فحبيب له اسم سمّاه به أهله, ولكن أمير المؤمنين هو الذي غيّر اسمه بسبب هذه القصة.
الجواب:
1/ بحثت عن هاتين القصتين فلم أجدها في المصادر والكتب المعروفة. ولذا أطلب ممن ساهم في نشرها بين الناس أن يرشدنا لكتاب أو مصدر لعالم وشخصية معروفة قد ذكرت ذلك مع رقم الجزء والصفحة والطبعة.
2/ بعض المصادر التي راجعتها ولم أجد هاتين القصتين فيها:
معجم رجال الحديث- السيد الخوئي 5: 201.
مستدركات علم رجال الحديث – الشيخ علي النمازي الشاهرودي 2: 302.
جامع الرواة – الشيخ محمد علي الأردبيلي 1: 178.
موسوعة الإمام الحسين في الكتاب والسنة والتاريخ – الشيخ محمد الريشهري 4: 177.
3/ يوجد خلاف في اسم الأب, هل هو (مظاهر أو مظهّر). ولم أجد أحد العلماء ذكر أن هناك اسم سابق لحبيب, ومن يدّعي وجود اسم آخر له فليرشدنا للمصدر مشكورًا.
4/ لو كانت القصتان السابقتان مذكورتين ولو بسند ضعيف, لأشار إليها العلماء ولو إشارة. لاحظ أيها المؤمن أن العلماء ذكروا في مناقب حبيب أن هناك سلام خاص باسمه ضمن زيارة الناحية والزيارة الرجبية, فكيف لم يفتهم حفظ هذه الميزة لحبيب, وهو وجود سلام باسمه, ولكن فاتهم ذكر القصتين السابقتين لو كانتا فعلًا من الأحاديث المروية !!!!!!
5/ اختلف العلماء في كون حبيب من صحابة رسول الله – صلّى الله عليه وآله-.
6/ إذا كان حبيب من صحابة رسول الله, وكان عمره قد تجاوز العشرين, فلماذا لم نسمع مشاركته في معارك رسول الله؟
7/ ارسوا على رأي وموقف, هل رسول الله – صلّى الله عليه وآله- هو الذي بشّر حبيبه باستشهاده بين يدي أبي عبد الله, أو الذي بشّره بذلك هو أمير المؤمنين ضمن القصة المذكورة أعلاه, أو هو أمير المؤمنين بعد انتهاءه من حروبه الثلاثة.
8/ إذا كانت الوليمة المذكورة أعلاه في زمن حياة النبي, فلماذا لم يدع رسول الله – صلّى الله عليه وآله- للوليمة؟
وإذا كان بعد زمن حياة النبي, فمعنى ذلك أن عمر الحسين كان سبع سنوات على الأقل, وعمر حبيب كان 27 سنة – بناء على قولكم بأن الفارق بينهما عشرين سنة تقريبًا-. فلم يكن الحسين طفلًا صغيرًا.
9/ ضمن مقالة في موقع مركز الأبحاث العقائدية:
بعد التحقيق والتتبع في الكتب الروائية لم نعثر على رواية تشير إلى علّة دفن حبيب بن مظاهر (رض) في المكان الفعلي, فعلى هذا لا يمكننا القول بأن دفن حبيب بن مظاهر (رض) في هذا المكان كان بأمر مخصوص من الإمام زين (عليه السلام) وأنه يدل على وجود ميّزة خاصة في حبيب (رض) دون باقي الأصحاب لعدم وجود النص حول هذا المطلب.
ويوجد قولان عن المؤرخين حول مكان قبر حبيب بن مظاهر (رض) (الكبريت الاحمر:124/3, أسرار الشهادة:451):
القول الأول: إن بني أسد دفنوا حبيباً منفصلاً عن باقي الأصحاب وأرادوا أن يكون له قبرًا مخصوصًا لأنه كان من بني أسد.
القول الثاني: إن الأصحاب قد دفنوه حول القبر المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) وجعل لكل واحد منهم قبراً واحداً، وأما قبر حبيب فاشتهر لأن بني أسد كانوا يأتون إلى قبره, ويجتمعون حوله, ويعتنون به, فلهذا عرف قبره.
10/ لم أجد حتى الآن دليلاً على أن حبيب – رضوان الله عليه- هو الذي يسجّل أسماء الزوّار. ولماذا لا تقوم الملائكة بتسجيل أسماء الزوّار كما تقوم بتسجيل بقية الأعمال.
والسلام على الحسين المظلوم وأهل بيته وأصحابه
27 / جمادى الآخرة / 1436 هـ
---------------------
السؤال:
ما رأيكم بالقصتين التالية:
القصة الأولى: كان حبيب ابن مظاهر في شبابه من المواليين للإمام علي عليه السلام, وكان محباً للإمام الحسين لمعرفته بشأن الحسين ولما سمع من جده النبي محمد, والحسين مازال صغيرًا، وإذا شاهد حبيب الحسين مع جده رسول الله, كان حبيب يقوم من مكانه ويأخذ شيئًا من التراب الذي تحت أقدام الحسين ويشمه ويقول: والله إني أحب هذا الطفل - يقصد الحسين-.
فقال له النبي محمد –صلّى الله عليه وآله-: أتحبه يا حبيب؟
فيقول حبيب: نعم يا رسول الله.
فيقول: أبشرّك يا حبيب أنك سيطول بك العمر بعدي, وتقاتل مع ولدي هذا فتقتل معه, فيتبسم حبيب ويستبشر وجهه.
القصة الثانية: كان الحسين عليه السلام طفلاً صغيراً, وحبيب بن مظاهر شاباً عشرينياً تقريباً, وكان يعشق الحسين بن علي والرسول عشقاً جنونياً حتى أنه يتبع أثره أينما ذهب فلاحظ مظاهر الأسدي تلك الحالة عند ابنه حبيب فسأله عن سبب ذالك!
أجابه حبيب: أبي إني أحب الحسين بجنون وانجذب إليه بمجرد النظر إليه تنتابني حالة من الذوبان فيه.
سأله أبوه وماذا تتمنى؟
قال حبيب: أتمنى لو يزورنا الحسين في بيتنا. فوعده أبوه أن يكلّم الإمام علي, ويدعوهم إلى بيتهم وتناول الغذاء أو العشاء. وافق الإمام علي عليه السلام كرماً منه أن يحضر إلى الوليمة, وطلب منه أن يحضر الحسنين معه وأخبره بمدى حب حبيب للحسين عليه السلام.
في يوم الوليمة كان حبيب مرتبكًا ومشتاقًا وفرحًا بقدومهم إليهم, وكان يصعد السطح وينزل ليراقب وصولهم وعندما ﻻح له نورهم ارتبك حبيب تعثر وسقط من على السطح ومات.
عندما رأى مظاهر ابنه هكذا خجل من الإمام علي وأخذ جثة حبيب وخبأها في إحدى الدور حتى ينتهوا من ضيافة الأئمة ثم يقوم بتجهيز ابنه ودفنه.
عندما دخل الإمام علي عليه السلام لم يخبره مظاهر بما حدث ﻻبنه تأدبًا مع الضيف, لكن الإمام سأل عنه, وقال له: إن حبيبًا مشتاق للحسين, وها هو الحسين في بيته, أين هو؟
فأخذ مظاهر باﻻعتذار بأنه مشغول بعض الشيء.
كرّر الإمام السؤال, ومظاهر كل مرة يبحث عن عذر, لكن الإمام ألحّ عليه بأن يناديه أو يريه إياه, فاعترف مظاهر بما حدث.
طلب الإمام رؤية جثته, وعندما نظر إليه الإمام علي سالت دموعه ونظر للحسين, وقال له: ابني حسين إن هذا الشاب يحبك, وقد مات شوقًا إليك فماذا تصنع له؟
دمعت عين الحسين ورفع طرفه الحزين إلى السماء, وطلب من الله أن يعيده حيًا كرامة للحسين ولحب الحسين.
استجاب الله للحسين في الحال, وعاد حبيب للحياة, وقال الأمير علي عليه السلام: لحبك للحسين ستكون مسجّل زوار ولدي الحسين -عليه السلام- فلا يزوره إﻻ من سجّلت اسمه يا حبيب.
قالوا: فقال له الإمام علي (أنت من اليوم اسمك حبيب, لأنك حبيب الحسين), فنادوه منذ ذاك اليوم حبيبًا. فحبيب له اسم سمّاه به أهله, ولكن أمير المؤمنين هو الذي غيّر اسمه بسبب هذه القصة.
الجواب:
1/ بحثت عن هاتين القصتين فلم أجدها في المصادر والكتب المعروفة. ولذا أطلب ممن ساهم في نشرها بين الناس أن يرشدنا لكتاب أو مصدر لعالم وشخصية معروفة قد ذكرت ذلك مع رقم الجزء والصفحة والطبعة.
2/ بعض المصادر التي راجعتها ولم أجد هاتين القصتين فيها:
معجم رجال الحديث- السيد الخوئي 5: 201.
مستدركات علم رجال الحديث – الشيخ علي النمازي الشاهرودي 2: 302.
جامع الرواة – الشيخ محمد علي الأردبيلي 1: 178.
موسوعة الإمام الحسين في الكتاب والسنة والتاريخ – الشيخ محمد الريشهري 4: 177.
3/ يوجد خلاف في اسم الأب, هل هو (مظاهر أو مظهّر). ولم أجد أحد العلماء ذكر أن هناك اسم سابق لحبيب, ومن يدّعي وجود اسم آخر له فليرشدنا للمصدر مشكورًا.
4/ لو كانت القصتان السابقتان مذكورتين ولو بسند ضعيف, لأشار إليها العلماء ولو إشارة. لاحظ أيها المؤمن أن العلماء ذكروا في مناقب حبيب أن هناك سلام خاص باسمه ضمن زيارة الناحية والزيارة الرجبية, فكيف لم يفتهم حفظ هذه الميزة لحبيب, وهو وجود سلام باسمه, ولكن فاتهم ذكر القصتين السابقتين لو كانتا فعلًا من الأحاديث المروية !!!!!!
5/ اختلف العلماء في كون حبيب من صحابة رسول الله – صلّى الله عليه وآله-.
6/ إذا كان حبيب من صحابة رسول الله, وكان عمره قد تجاوز العشرين, فلماذا لم نسمع مشاركته في معارك رسول الله؟
7/ ارسوا على رأي وموقف, هل رسول الله – صلّى الله عليه وآله- هو الذي بشّر حبيبه باستشهاده بين يدي أبي عبد الله, أو الذي بشّره بذلك هو أمير المؤمنين ضمن القصة المذكورة أعلاه, أو هو أمير المؤمنين بعد انتهاءه من حروبه الثلاثة.
8/ إذا كانت الوليمة المذكورة أعلاه في زمن حياة النبي, فلماذا لم يدع رسول الله – صلّى الله عليه وآله- للوليمة؟
وإذا كان بعد زمن حياة النبي, فمعنى ذلك أن عمر الحسين كان سبع سنوات على الأقل, وعمر حبيب كان 27 سنة – بناء على قولكم بأن الفارق بينهما عشرين سنة تقريبًا-. فلم يكن الحسين طفلًا صغيرًا.
9/ ضمن مقالة في موقع مركز الأبحاث العقائدية:
بعد التحقيق والتتبع في الكتب الروائية لم نعثر على رواية تشير إلى علّة دفن حبيب بن مظاهر (رض) في المكان الفعلي, فعلى هذا لا يمكننا القول بأن دفن حبيب بن مظاهر (رض) في هذا المكان كان بأمر مخصوص من الإمام زين (عليه السلام) وأنه يدل على وجود ميّزة خاصة في حبيب (رض) دون باقي الأصحاب لعدم وجود النص حول هذا المطلب.
ويوجد قولان عن المؤرخين حول مكان قبر حبيب بن مظاهر (رض) (الكبريت الاحمر:124/3, أسرار الشهادة:451):
القول الأول: إن بني أسد دفنوا حبيباً منفصلاً عن باقي الأصحاب وأرادوا أن يكون له قبرًا مخصوصًا لأنه كان من بني أسد.
القول الثاني: إن الأصحاب قد دفنوه حول القبر المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) وجعل لكل واحد منهم قبراً واحداً، وأما قبر حبيب فاشتهر لأن بني أسد كانوا يأتون إلى قبره, ويجتمعون حوله, ويعتنون به, فلهذا عرف قبره.
10/ لم أجد حتى الآن دليلاً على أن حبيب – رضوان الله عليه- هو الذي يسجّل أسماء الزوّار. ولماذا لا تقوم الملائكة بتسجيل أسماء الزوّار كما تقوم بتسجيل بقية الأعمال.
والسلام على الحسين المظلوم وأهل بيته وأصحابه
27 / جمادى الآخرة / 1436 هـ
تعليق