بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}... يقول آية الله المعظم السيد عبد الاعلى السبزواري [طاب رمسه] :
سبق الكلام في هذا الخطاب الدالّ على كمال العناية بالمؤمنين ، حيث جعلهم عزّ وجلّ مورد الإفاضة واللطف وتشريع الأحكام دون غيرهم ، إلّا أنّه نزيد هنا أنّ هذا النداء الربوبي يشير إلى معنى دقيق لا يوجد في أي خطاب آخر ، وهو أنّ المؤمنين لمّا تشرّفوا بالإيمان وأعرضوا عن جميع المميزات ونبذوا كلّ الحواجز الّتي ابتدعها أهل الزيغ والضلال فصارت رابطة الإيمان أقوى الروابط الّتي تشدّ بعضهم مع بعض وأشدّها تأثيرا عليهم ، فلم تبق رباطة أخرى تحرّكهم وتؤثّر عليهم من الروابط الّتي أقامتها الجاهليّة الغابرة والحاضرة لاستيعاب الدين والعقيدة والحدّ من تأثيرهما ، كرابطة الجنس واللغة واللون وغيرها ، وخمدت كلّ الصرخات الباطلة والأهواء الزائفة والعادات السيئة ، فأصبحوا بفضل الإيمان أمة واحدة بررة متحابّين يشدّ بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص ، لا تمييز فيها ولا فضل إلّا بالتقوى لأنهم عبيد اللّه والمؤمنون به ، فتشرّفوا بهذا النداء الربوبي ، وناداهم الجليل تعالى بأهل الإيمان وأمته لأنّهم أمة متميّزة ، لا أمة الجنس ، ولا اللون ، ولا أمة اللغة ولا القوم ولا العصبية ، ولا الأرض ، لأنّهم آمنوا باللّه تعالى وتربّوا بتربيته عزّ وجلّ ، وتميّزوا بعقيدة خالصة وتحمّلوا أعظم مسؤوليته ، وهي التبليغ والشهادة ؛ لأنّهم علموا بأنّ هذه العقيدة لا بدّ أن تطبق على واقع الأرض ، فأصبحوا شهداء للّه تعالى على خلقه ، فهذا النداء الربوبي يتضمّن العقيدة والتوجيه والتربية والإعداد ، فما أعظمه وأشدّ تأثيره على المؤمنين الّذين تميّزوا بخالص العقيدة ، ولذا ورد في الحديث : أنّ جميع ما ورد في القرآن الكريم من هذا الخطاب فعلي عليه السّلام رأسه وأميره ، والسرّ في ذلك معلوم لأنّه عليه السّلام تميّز بصدق الإيمان وخالص العقيدة وثباتها وعرف ما يتضمّن هذا النداء من المسؤولية فآمن وعمل بمقتضاه ، فصار بحقّ رأسه وأمير المؤمنين .
_______________________________
آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (رحمه الله)، مواهب الرحمن، ج١٠، ص٧.
قوله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}... يقول آية الله المعظم السيد عبد الاعلى السبزواري [طاب رمسه] :
سبق الكلام في هذا الخطاب الدالّ على كمال العناية بالمؤمنين ، حيث جعلهم عزّ وجلّ مورد الإفاضة واللطف وتشريع الأحكام دون غيرهم ، إلّا أنّه نزيد هنا أنّ هذا النداء الربوبي يشير إلى معنى دقيق لا يوجد في أي خطاب آخر ، وهو أنّ المؤمنين لمّا تشرّفوا بالإيمان وأعرضوا عن جميع المميزات ونبذوا كلّ الحواجز الّتي ابتدعها أهل الزيغ والضلال فصارت رابطة الإيمان أقوى الروابط الّتي تشدّ بعضهم مع بعض وأشدّها تأثيرا عليهم ، فلم تبق رباطة أخرى تحرّكهم وتؤثّر عليهم من الروابط الّتي أقامتها الجاهليّة الغابرة والحاضرة لاستيعاب الدين والعقيدة والحدّ من تأثيرهما ، كرابطة الجنس واللغة واللون وغيرها ، وخمدت كلّ الصرخات الباطلة والأهواء الزائفة والعادات السيئة ، فأصبحوا بفضل الإيمان أمة واحدة بررة متحابّين يشدّ بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص ، لا تمييز فيها ولا فضل إلّا بالتقوى لأنهم عبيد اللّه والمؤمنون به ، فتشرّفوا بهذا النداء الربوبي ، وناداهم الجليل تعالى بأهل الإيمان وأمته لأنّهم أمة متميّزة ، لا أمة الجنس ، ولا اللون ، ولا أمة اللغة ولا القوم ولا العصبية ، ولا الأرض ، لأنّهم آمنوا باللّه تعالى وتربّوا بتربيته عزّ وجلّ ، وتميّزوا بعقيدة خالصة وتحمّلوا أعظم مسؤوليته ، وهي التبليغ والشهادة ؛ لأنّهم علموا بأنّ هذه العقيدة لا بدّ أن تطبق على واقع الأرض ، فأصبحوا شهداء للّه تعالى على خلقه ، فهذا النداء الربوبي يتضمّن العقيدة والتوجيه والتربية والإعداد ، فما أعظمه وأشدّ تأثيره على المؤمنين الّذين تميّزوا بخالص العقيدة ، ولذا ورد في الحديث : أنّ جميع ما ورد في القرآن الكريم من هذا الخطاب فعلي عليه السّلام رأسه وأميره ، والسرّ في ذلك معلوم لأنّه عليه السّلام تميّز بصدق الإيمان وخالص العقيدة وثباتها وعرف ما يتضمّن هذا النداء من المسؤولية فآمن وعمل بمقتضاه ، فصار بحقّ رأسه وأمير المؤمنين .
_______________________________
آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (رحمه الله)، مواهب الرحمن، ج١٠، ص٧.