بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آثار التعلق بالدنيا السلبية على روح الإنسان وسلوكه:
إن الذي لم يتعلق بالشهوات واللذائذ الدنيوية والذي لم يصبح أسيراً لها، يستفيد من النعم واللذائذ الدنيوية بالمقدار الذي يعتبره العقل ضرورياً والذي أجازه الشرع. ويمكن القول بجرأة إن منشأ كافة حالات الألم والحزن والاضطراب، هو عدم الاستفادة أو الحرمان من اللذائذ والنعم الدنيوية.
فقد تحدثت دراسات علماء النفس أن الميل نحو الله والآخرة هو من جملة العوامل التي لا تؤدي إلى الضغط والألم، بل إن الاضطراب والألم على علاقة بالدنيا، سواء استفاد الإنسان منها أم لم يستفِد. هؤلاء قد أحاطت الدنيا بقلوبهم وأفكارهم فلا تسمح لهم بلحظة واحدة من التفكير بأنفسهم والعودة إلى ذواتهم والتخلص من فخّ الدنيا وآلامها.
‼️إنّ الذين يتمتعون بنعم ولذائذ الدنيا ويظنون أنهم أصابوا شيئاً، لم يدركوا أن ثمن ما حصلوا عليه هو سلب الهدوء والراحة وتحمل المشكلات والكثير من الصعوبات. وأما إذا تحملوا بعض الصعوبات والآلام لأجل الوصول إلى اللذة الدنيوية، فسيدركون أنهم دفعوا ثمناً كبيراً أمام لذة قليلة.
إذاً فامتلاك الكثير من الملذات لا يزيد الهدوء والاطمئنان، بل يقلّل من ذلك. ويؤيد هذا الادعاء الظروف الحاكمة اليوم على الدول المتقدمة، هذه الدول التي تمتلك أكبر مقدار من أطباء النفس وكذلك أفضل المستشفيات النفسية. مع العلم أن اللذائذ الدنيوية لو كانت تؤدي إلى الهدوء النفسي والروحي عند الإنسان، فلماذا يرتفع مقدار المصابين بالأمراض النفسية عندهم؟
في الجهة المقابلة هناك أشخاص يعيشون في حواشي وزوايا بلدنا وهم يمتلكون إمكانيات محدودة وقليلة، ولكنهم يتمتّعون بنشاط وحيويّة في حياتهم، ويلتذّون بمعيشتهم ومحبتهم لله وذلك لأنهم غير متعلقين بالدنيا.