تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندما يستقر عشق الله في القلب سيتجلى وجودك الروحي لأن الروح كما أسلفنا تميل للكمال المطلق وهاهي تسير نحو الكمال المطلق اللامتناهي "وهو الله" فهي إذاً تتصرف بمقتضى كونها روح.
فالنور الآن يجري في جميع مراتبك "النفس والبدن" ولأجل أن تستوفي من هذا النور يجب عليك أن تخطو نحو الله بجميع مراتبك ليتفرع النور في وجودك بالكامل فلا يبقى مجال لأي ظلمة أو حجاب.
من ضمن تلك الأمور السير للمسجد، فقد ورد بأن من يمشي للمسجد لصلاة واجبة فله بكل خطوة عشر حسنات وتغفر له عشر سيئات، السبب في ذلك هو أن الإنسان عندما يخطو للمسجد فهو يسير ويسعى نحو الله فيتحصل بسبب سيره لله نور في القلب ومع ظهور النور تنقشع الظلمات، لهذا كان له ثواب بكل خطوة، وكذلك النظر للقرآن، ورد أن النظر للقرآن عبادة، بل حتى النظر للمخلوقات بعاطفة إلهية والرفق بهم، بل حتى الجمادات كل هذه من موجبات اشتداد محبة الله في القلب.
الميل لكل شيء يتعلق بالله يسبب نوراً في القلب حتى لدى العصاة والمذنبين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله "إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه" فالنور يزول بسبب بعض التصرفات السيئة.
لذلك يتوجب على الإنسان قتل حالة السرور الزائد عن الحد عن طريق الحزن؛ عن الإمام الباقر عليه السلام: "وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن" فالنور يعود بالتحزن بعد موجات واضطرابات.
حتى كيفية المشي وسرعته تؤثر في توجه القلب، حركة الأعضاء والإكثار من العبث وحك البدن يشتتان القلب عن النور، نفس الحال مع الثرثرة والصراخ.