تعنى مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة بحفظ النتاج الثقافيّ الوطنيّ، والتعريف به عن طريق حفظ المعلومات وإتاحة الانتفاع بها للباحثين والأجيال القادمة، إضافة إلى حماية حقّ المؤلّف وحقّ الملكيّة الفكريّة، إنّ الوعي بالوثيقة ودورها وأهميّتها وصونها هي مسؤوليّة الجميع من أفراد ومؤسّسات المجتمع، وإعطاء هذا الجانب الثقافيّ مساحة مناسبة في المنتديات الثقافيّة كان الهدف من إقامة المكتبة النسويّة لندوتها الإلكترونيّة (دور المكتبات في حفظ الوثائق وأرشفتها) على موقعها في شبكة الكفيل (قسم المكتبة النسويّة) يوم الأحد: 16 /8/2020م، الموافق لـ 26/ ذو الحجة/ 1441هـ، قدّمتها (أ. م. د. غصون مزهر حسين ـ أستاذة في كليّة التربية الأساسيّة ـ الجامعة المستنصريّة)، التي بيّنت فيها أهميّة دور المؤسّسات والمكتبات في حفظ الوثائق وأرشفتها، من كتب ومخطوطات ومقتنيات بما يحفظ التراث والتاريخ من الضياع والاندثار، ويُسهم مساهمة فعّالة في تقدّم المجتمعات والأفراد وتطوّرهم عن طريق تسهيل عمليّات البحث العلميّ والتحقيق في شتى أنواع العلوم والمعارف، مشيرة إلى الدور المفصليّ والمهمّ لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة التي قامت بهذا الدور عن طريق مركز الفهرسة ونظم المعلومات وعلى أتمّ وجه من حيث الإمكانات والتقنيّات المتطوّرة في حفظ الكتب والمخطوطات وأرشفتها وفهرستها، وإتاحتها للمستفيدين والباحثين بكلّ انسيابيّة وسهولة، ولم يقتصر دور المركز على هذا الجانب فقط، بل أخذ على عاتقه مهمّة تدريب الملاكات المكتبيّة في المؤسّسات العلميّة والتربويّة والمكتبات العامّة والخاصّة وتطويرهم، وممّا تجدر الإشارة إليه هو المكانة المتميّزة التي وصل إليها المركز عالميّاً وإقليميّاً وعلى كافّة المستويات.
وأضافت السيّدة (نهلة حاكم) من وَحدة المطالعة قائلةً:
إنّ أفضل تكريم يقدّم للعلماء هو حفظ تراثهم العلميّ وصيانته، والمكتبات منذ القدم كانت المستودع الأمين الخازن للجهود العلميّة والتاريخيّة والفكريّة والأدبيّة خلال سنين من الدراسات والبحوث والمقالات المقدّمة من قِبلهم، وهم مَن بذلوا قصارى جهودهم في خدمة الإنسانيّة.. كذلك كانت المكتبات هي الداعمة لهم عن طريق رفدهم بالمصادر والمعلومات، وكذلك حفظت نتائج العمل الدؤوب عبر التوثيق والأرشفة بأنواعها، وحفظ ذلك التراث للأجيال.
إنّ ما يدوَّن اليوم سيكون محوراً للحديث عنه في المستقبل، وهو الذي سيحفظ التاريخ الذي نريد أن يسجَّل عنّا.