إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوفيق بين (شاء الله ان يراني قتيلا) وبين (تخيير الحسين بين النصر ولقاء الله) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوفيق بين (شاء الله ان يراني قتيلا) وبين (تخيير الحسين بين النصر ولقاء الله) .

    وبه نستعين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .

    ان العبارة الأولى لا تتعارض مع العبارة الثانية بل يمكن التوفيق بينها .
    فالمشيئة الإلهية في قول الإمام الحسين (عليه السلام) : (( شاء الله أن يراني قتيلا وأن يراهن سبايا )) لا تندرج تحت عنوان الجبر فلا يتصور أحد أن الله تبارك وتعالى قد أجبر الحسين (عليه السلام) على القتل وأجبر عياله على السبي ، وأجبر يزيد ومن معه على قتل الحسين (عليه السلام) فلا يمكنه التراجع عن قتله .
    و هذا التصور لا ينسجم مع عقيدة الشيعة الإمامية القائلة بأنه (( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين )) كما صرح به الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، وحينئذ يجب أن نفهم مقولة الإمام الحسين (عليه السلام) : (( شاء الله أن يراني قتيلاً، وقد شاء الله أن يراهن سبايا )) على أساس صحيح لا يصادم ذلك الاعتقاد الحق ، ويكون ذلك عبر التأمل في معنى المشيئة ، فإن المشيئة الإلهية لا تتقاطع مع مشيئة العباد ولا تلجأ العباد أو تجبرهم على أفعالهم ، فهي ليست في عرض مشيئة العباد بل في طولها ، أي أن الله تعالى قد شاء أن يشاء العبد ويختار ، والفعل الصادر من العبد إنما صدر باختيار العبد وبمشيئة الله تعالى التي جعلته مختاراً .
    وبعبارة أخرى ان الإرادة والمشيئة الالهية التي تتعلق بأفعال العباد لا تعني الجبر ولا تستلزمه ، ففي الوقت الذي نؤمن فيه بأنّ كل شيء يحدث في العالم هو بقضاء الله سبحانه وقدره ، نؤمن أيضاً بأن ما يصدر من العباد من أفعال تصدر منهم بمحض اختيارهم من دون جبر وإكراه ، ولذا صحّ نسبة الافعال اليهم واستحقوا عليها الثواب والعقاب ، قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } . (1) . وقال تعالى : {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } . (2) .
    وملخص الكلام أنّ قضاء الله سبحانه ومشيئته تتعلق بالفعل الصادر من العبد اختياراً ، فتحقق المشيئة ليس هو الفعل على كل حال حتى يلزم الجبر بل الفعل على أن يصدر منه بالاختيار والإرادة .
    فالإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن مجبوراً أو مسلوب الارادة عند توجهه الى كربلاء بل كان مختارا في فعله .
    ومما يدل على نفي الجبر عن الإمام الحسين (عليه السلام) ما روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :
    سمعت أبي يقول : (( لما التقى الحسين (عليه السلام) عمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب ، أنزل الله تعالى النصر حتى رفرف على رأس الحسين (عليه السلام) ، ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله ، فاختار لقاء الله )) . (3) .
    ويظهر مما تقدم أنه لا تنافي بين قول الإمام الحسين (عليه السلام) : (( شاء الله أن يراني قتيلا وأن يراهن سبايا )). وبين (( تخيير الحسين بين النصر ولقاء الله )) .
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) الآية (7 و 8) / من سورة الشمس .
    (2) الآية (3) / من سورة الإنسان .
    (3) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 45 / الصفحة 12 - - - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) / لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) / الصفحة 580 - - - الملهوف / ابن طاووس / الصفحة 60 و 61 .

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X