إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*العباس بن علي بن أبي طالب* ( *عليهم السلام* ) (٢)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *العباس بن علي بن أبي طالب* ( *عليهم السلام* ) (٢)


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وروى أبو مخنف أنه لما منع الحسين (عليه السلام) وأصحابه من الماء وذلك قبل أن يجمع على الحرب اشتد بالحسين وأصحابه العطش، فدعا أخاه العباس فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليلا، فجاؤوا حتى دنوا من الماء، واستقدم أمامهم باللواء نافع فمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدي، فامتنعوا منه بالسيوف وملأوا قربهم وأتوا بها والعباس بن علي ونافع يذبان عنهم ويحملان على القوم حتى خلصوا بالقرب إلى الحسين. فسمي السقاء وأبا قربة.
    وروى أبو مخنف أنه لما كاتب عمر بن سعد عبيد الله بن زياد في أمر الحسين (عليه السلام) وكتب إليه على يدي شمر بن ذي الجوشن بمنازلة الحسين ونزوله، أو بعزله وتولية شمر العمل، قام عبد الله بن أبي المحل بن حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر الوحيد - وكانت عمته أم البنين - فطلب من عبيد الله كتابا بأمان العباس وإخوته، وقام معه شمر في ذلك، فكتب أمانا وأعطاه لعبد الله، فبعثه إلى العباس وإخوته مع مولى له يقال له: كزمان، فأتى به إليهم فلما قرأوه قالوا له: أبلغ خالنا السلام وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية. فرجع، قال: ووقف شمر في اليوم العاشر ناحية فنادى: أين بنو أختنا، أين العباس وإخوته، فلم يجبه أحد، فقال لهم الحسين (عليه السلام): أجيبوه ولو كان فاسقا، فقام إليه العباس فقال له: ما تريد؟ قال: أنتم
    آمنون يا بني أختنا. فقال له العباس: لعنك الله ولعن أمانك، لئن كنت خالنا أتؤمنا وابن رسول الله لا أمان له؟ وتكلم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا.

    وروى أبو مخنف أيضا وغيره أن عمر بن سعد نادى في اليوم التاسع:
    يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنة.
    فركب الناس وزحفوا، و ذلك بعد صلاة العصر، والحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتبيا بسيفه و قد خفق على ركبتيه، فسمعت زينب الصيحة فدنت منه وقالت: أما تسمع الأصوات يا أخي قد اقتربت! فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه وأخبرها برؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه يدعوه ...
    ثم قال العباس له: يا أخي قد أتاك القوم فنهض، ثم قال: " يا عباس، اركب بنفسي أنت حتى تلقاهم فتقول لهم: ما لكم؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عما جاء بهم "، فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير وحبيب فقال لهم: ما لكم وما بدا لكم وما تريدون؟ فقالوا:
    جاء أمر عبيد الله أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم. قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم، فوقفوا ثم قالوا: القه فأعلمه ذلك، ثم أعلمنا بما يقول.
    فانصرف العباس يركض فرسه إلى الحسين (عليه السلام) يخبره، ووقف أصحابه يخاطبون القوم حتى أقبل العباس يركض فرسه فانتهى إليهم، فقال: يا هؤلاء: إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق، فإذا أصبحنا التقينا فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه أو كرهنا فرددناه. قال: وإنما أراد بذلك أن يردهم عن الحسين تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله، وقد كان الحسين (عليه السلام) قال له: " يا أخي إن استطعت أن تؤخرهم هذه العشية إلى غدوة،
    وتدفعهم عنا لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار "، فقال لهم العباس ما قال، فقال عمر بن سعد: ما ترى يا شمر؟ فقال: ما ترى أنت، أنت الأمير والرأي رأيك، فقال:
    قد أردت أن لا أكون ذا رأي.
    ثم أقبل على الناس فقال: ماذا ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج: سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها.
    وقال قيس بن الأشعث: لا تجبهم إلى ما سألوك فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة. فقال: والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية، ثم أمر رجلا أن يدنوا من الحسين (عليه السلام) بحيث يسمع الصوت فينادي: إنا قد أجلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحنا بكم إلى الأمير، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم.

    ------------------------------
    أبصار العين في أنصار الحسين (عليه السلام).
    المؤلف : الشيخ محمد السماوي.
    تاريخ الوفاة : ١٣٧٠.
    ص : ٥٨-٦٠.








    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X