بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحاج حسين الشاكري سمعت ممن سمع من العلاّمة الاميني (قدس سره) يقول:

كنت في ليلة من ليالي القدر في حرم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد منتصف الليل، ولعلها كانت ليلة القدر، ليلة شهادة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكنت مشغولاً بالعبادة والتهجد، إذ دخل الحرم رجل قروي حاملاً ابنه الكسيح، فأنزله من على متنِه وربطه بالضريح المطهر وجلس عنده برهةً، ثم قال لولده باللّهجة الدارجة: «بوي آني رايح آكل فرني من باب الصحن وأجيك أشوفك علي طيّبك» ، أي: «إني ذاهب إلى خارج الصحن لاتناول قليلاً من المحلّبي ثم أعود إليك لارى أنّ الامام عليٌ (عليه السلام) قد شافاك من مرضك». فتركه في مكانه وخرج من الحرم، يقول الشيخ الاميني: ولقد لفت نظري كلام القروي الذي قال لولده بضرس قاطع، وكأنّه على موعد من الامام (عليه السلام) في شفاء ولده الكسيح حتماً، وذلك بإذن الله تعالى ; لما لامير المؤمنين من منزلة رفيعة عنده.

ثم أردف الاميني قائلاً: سلبني كلام هذا القروي توجهي، وأصبحت أتوقع حدثاً مهماً، وما أن انقضت ساعة إلاّ وقام الصبي الكسيح من عند الضريح على قدميه وهو يصرخ وينادي والده: «بُويَ إنتَ وين عِفتني؟» أي: «لماذا تركتني وحدي؟»، وفي هذه الاثناء دخل القروي والد الكسيح إلى الحرم، وشاهد ولده واقفاً على قدميه، فناداه: «ها بُويَ طَيَّبك علي؟» أي: «يا ولدي شافاك الامام عليّ (عليه السلام)؟»، فأمسك ولده بيده ماشياً على قدميه وخرجا من الحرم المطهر، وكأنّ شيئاً لم يكن، وكأنه لم تحدث معجزة ولا كرامة لامير المؤمنين (عليه السلام) .
-------------------------
ربع قرن مع العلامة الأميني