اللهم صل على محمد وآل محمد
" اعلم أن النفس إذا تابعت القوّة الشهويّة سمّيت بهيمة، و إذا تابعت القوّة الغضبيّة سمّيت سبعيّة، و إن جعلت رذائل الأخلاق ملكة لها سمّيت شيطانيّة. و سمّى اللّه تعالى هذه الجملة في التنزيل نفسا أمّارة ، أي أمّارة بالسوء إن كانت رذائلها ثابتة.
و إن لم تكن ثابتة بل تكون مائلة إلى الشر تارة و إلى الخير أخرى و تندم على الشر و تلوم عليه سمّاها لوّامة .
و إن كانت منقادة للعقل العملي سمّاها مطمئنّة .
و المعين على هذه المتابعات هو قطع العلائق البدنيّة، كما قال بعضهم نظما:
إذا شئت أن تحيى فمت عن علائق
من الحس خمس، ثم عن مدركاتها
و قابل بعين النّفس مرآة عقلها
فتلك حياة النفس بعد مماتها
و إزالة الموانع الدنيويّة عن خاطره، و المعين على ذلك أيضا هو إضعاف قواه الشهوانيّة و الغضبيّة بإضعاف حواسّه بتقليل الأغذية و التنوّق فيها، فإن لذلك أثرا عظيما في حصول الكمال، و التأهّل لخدمة حضرة ذي الجلال،
كما قال فيثاغورس : عودوا أنفسكم الشيء الطفيف فإنّه أقل لاحتياجكم و أشبه بكم بالمبدإ الأوّل، فإنّه غير محتاج.
ثم الغرض من الرياضة امور ثلاثة:
1 أوّلها: إزالة الموانع عن الوصول إلى الحق، و هي الشواغل الظاهرة و الباطنة.
2 و ثانيها: جعل النفس الحيوانيّة مطاوعة للعقل العملي، الباعث على طلب الكمال.
3 و ثالثها: جعل النفس مستعدّة لقبول فيض الحق لتصل إلى كمالها الممكن لها ".
----------------------------
الخواجة نصير الدين الطوسي_ره