بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن للموت لفزعًا وهولاً عظيمًا، وعقباتٍ شديدةً تبدأ بسكرات الموت، ثم ضمة القبر، ثم فتنة القبر وسؤال منكر ونكير، ثم العذاب أو النعيم، كلها أهوال عظيمة لا ينجو منها إلا أهل الإيمان والعمل الصالح، فمن كان يخاف الموت فليستعد بالعمل الصالح، فإنه يهون عليك الموت وكرباته…
فيا أيها الناس: لقد خلق الله هذه الدنيا وجعلها ممرًا للدار الآخرة، وأمرنا أن نتزود منها بالعمل الصالح، ولقد تكاثرت النصوص الشرعية في بيان هذه الحقيقة التي غفلنا عنها جميعا، إلا من رحم الله، فأصبح الواحد منا يعيش في هذه الدار وكأنه مخلَّد فيها، يعمل عمل الخالدين، ويبني بناء المغرورين، فأصبح ذكر الموت لدى الجميع من المنغِّصات، ولا يكرهون شيئا ككرههم لذكر الموت، لأننا عمَّرنا الدنيا وخرَّبنا الآخرة.
فالكل وإن طالت الأعمار راحِل، وبريق الدنيا مهما لمع زائل، وعمودها مهما استقام مائل.
ألا أيها الناسي ليوم رحيله *** أراك عن الموت المفرق لاهيا
ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى *** وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة *** وما عمروا من منزل ظل خاويا
وهم في بطون الأرض صرعى جفاهم *** صديق وخلّ كان قبل موافيا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم *** وحيداً فريداً في المقابر ثاويا
جفاك الذي قد كنت ترجو وداده *** ولم تر إنساناً بعهدك وافيا
فكن مستعداً للحُمام فإنه *** قريب ودع عنك المنى والأمانيا
عباد الله: هذه هي حقيقة الدنيا، متاع الغرور، إن في حياة كل مخلوق ساعةً تسمى ساعة الصفر، بل لحظة الصفر، هي التي عبر عنها المولى -جل في علاه- بقوله: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)[الأعراف: 34]، وبقوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)[الأنعام: 61]، لحظة في حياة كل مخلوق لو اجتمع من بأقطار الدنيا على أن ينقذوه ما استطاعوا، كما قال المولى -جل وعلا-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الواقعة: 83- 87].
هذه اللحظة -عباد الله- الكل يفر منها، ويخاف أن تفجأه وهو غير مستعِدّ لها، غير أن هذا الحذر لا يدفع القدر، فقد قطع الله على الناس الطريق بقوله: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ)[الجمعة: 8]؛ أيّ طريق سلكت بل هربت منه ستجد الموت يقابلك، وهذا التعبير عجيب، يدل على أن الإنسان يسلك الطريق المؤدي به إلى الموت، والموت لا ينتظره على الطريق بل يقابله يسير إليه أيضًا، وعند الالتقاء تكون ساعة الصفر، عندها يقف كل شيء في الحياة لهذه النفس، ويتجه إلى الدار الآخرة مخلِّفَا الدنيا بأَسْرِها وراءه، لا يأخذ منها شيئًا ألبتة، إلا عمله أيَّا كان صالحًا أو سيئًا، والعياذ بالله.
هذه اللحظة هي لحظة المنادي، لحظة إجابة الداعي إلى الدار الآخرة، لحظة أخفاها الله لا يعلمها أحد غيره -جل في علاه-، ليكون الإنسان مستعدًّا دائمًا ليوم الرحيل، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك: 2].
أيها المؤمنون: إن للموت لفزعًا وهولاً عظيمًا، وعقباتٍ شديدةً تبدأ بسكرات الموت، ثم ضمة القبر، ثم فتنة القبر وسؤال منكر ونكير، ثم العذاب أو النعيم، كلها أهوال عظيمة لا ينجو منها إلا أهل الإيمان والعمل الصالح، فمن كان يخاف الموت فليستعد بالعمل الصالح، فإنه يهون عليك الموت وكرباته.
إن المتأمل في نصوص الكتاب والسنة يرى كيف حث المولى -جل وعلا- الناس للاستعداد لهذا اليوم، فناداهم باسم الإيمان بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، ولا يتسنَّى للمسلم أن يموت على الإسلام حتى يكون يقظًا كل لحظة خوفًا أن يُسلَب منه إيمانه وهو لا يشعر، خصوصًا في هذا الزمن الذي “يصبح الرجل فيه مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا“، والفتن تعصف بالناس عصفًا، والعياذ بالله.
معاشر المسلمين: لنكن على يقظة واستعداد، فالموت يأتي فجأة، لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، ولا أميرًا ولا ضعيفًا، الناس كلهم عنده سواسية، يعرف المؤمن لتقبضه ملائكة الرحمة أو كافرًا لتقبضه ملائكة العذاب، والعياذ بالله.
.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن للموت لفزعًا وهولاً عظيمًا، وعقباتٍ شديدةً تبدأ بسكرات الموت، ثم ضمة القبر، ثم فتنة القبر وسؤال منكر ونكير، ثم العذاب أو النعيم، كلها أهوال عظيمة لا ينجو منها إلا أهل الإيمان والعمل الصالح، فمن كان يخاف الموت فليستعد بالعمل الصالح، فإنه يهون عليك الموت وكرباته…
فيا أيها الناس: لقد خلق الله هذه الدنيا وجعلها ممرًا للدار الآخرة، وأمرنا أن نتزود منها بالعمل الصالح، ولقد تكاثرت النصوص الشرعية في بيان هذه الحقيقة التي غفلنا عنها جميعا، إلا من رحم الله، فأصبح الواحد منا يعيش في هذه الدار وكأنه مخلَّد فيها، يعمل عمل الخالدين، ويبني بناء المغرورين، فأصبح ذكر الموت لدى الجميع من المنغِّصات، ولا يكرهون شيئا ككرههم لذكر الموت، لأننا عمَّرنا الدنيا وخرَّبنا الآخرة.
فالكل وإن طالت الأعمار راحِل، وبريق الدنيا مهما لمع زائل، وعمودها مهما استقام مائل.
ألا أيها الناسي ليوم رحيله *** أراك عن الموت المفرق لاهيا
ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى *** وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة *** وما عمروا من منزل ظل خاويا
وهم في بطون الأرض صرعى جفاهم *** صديق وخلّ كان قبل موافيا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم *** وحيداً فريداً في المقابر ثاويا
جفاك الذي قد كنت ترجو وداده *** ولم تر إنساناً بعهدك وافيا
فكن مستعداً للحُمام فإنه *** قريب ودع عنك المنى والأمانيا
عباد الله: هذه هي حقيقة الدنيا، متاع الغرور، إن في حياة كل مخلوق ساعةً تسمى ساعة الصفر، بل لحظة الصفر، هي التي عبر عنها المولى -جل في علاه- بقوله: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)[الأعراف: 34]، وبقوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)[الأنعام: 61]، لحظة في حياة كل مخلوق لو اجتمع من بأقطار الدنيا على أن ينقذوه ما استطاعوا، كما قال المولى -جل وعلا-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الواقعة: 83- 87].
هذه اللحظة -عباد الله- الكل يفر منها، ويخاف أن تفجأه وهو غير مستعِدّ لها، غير أن هذا الحذر لا يدفع القدر، فقد قطع الله على الناس الطريق بقوله: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ)[الجمعة: 8]؛ أيّ طريق سلكت بل هربت منه ستجد الموت يقابلك، وهذا التعبير عجيب، يدل على أن الإنسان يسلك الطريق المؤدي به إلى الموت، والموت لا ينتظره على الطريق بل يقابله يسير إليه أيضًا، وعند الالتقاء تكون ساعة الصفر، عندها يقف كل شيء في الحياة لهذه النفس، ويتجه إلى الدار الآخرة مخلِّفَا الدنيا بأَسْرِها وراءه، لا يأخذ منها شيئًا ألبتة، إلا عمله أيَّا كان صالحًا أو سيئًا، والعياذ بالله.
هذه اللحظة هي لحظة المنادي، لحظة إجابة الداعي إلى الدار الآخرة، لحظة أخفاها الله لا يعلمها أحد غيره -جل في علاه-، ليكون الإنسان مستعدًّا دائمًا ليوم الرحيل، (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)[الملك: 2].
أيها المؤمنون: إن للموت لفزعًا وهولاً عظيمًا، وعقباتٍ شديدةً تبدأ بسكرات الموت، ثم ضمة القبر، ثم فتنة القبر وسؤال منكر ونكير، ثم العذاب أو النعيم، كلها أهوال عظيمة لا ينجو منها إلا أهل الإيمان والعمل الصالح، فمن كان يخاف الموت فليستعد بالعمل الصالح، فإنه يهون عليك الموت وكرباته.
إن المتأمل في نصوص الكتاب والسنة يرى كيف حث المولى -جل وعلا- الناس للاستعداد لهذا اليوم، فناداهم باسم الإيمان بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، ولا يتسنَّى للمسلم أن يموت على الإسلام حتى يكون يقظًا كل لحظة خوفًا أن يُسلَب منه إيمانه وهو لا يشعر، خصوصًا في هذا الزمن الذي “يصبح الرجل فيه مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا“، والفتن تعصف بالناس عصفًا، والعياذ بالله.
معاشر المسلمين: لنكن على يقظة واستعداد، فالموت يأتي فجأة، لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، ولا أميرًا ولا ضعيفًا، الناس كلهم عنده سواسية، يعرف المؤمن لتقبضه ملائكة الرحمة أو كافرًا لتقبضه ملائكة العذاب، والعياذ بالله.
.