تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبّب إلى الناس".
من يحسن التعامل مع الخلق سيتمكن من فهم الله عز وجل أكثر، بل الشخص الذي يكون لله أقرب تعلو أخلاقه كما هو حال خاتم النبيين صلى الله عليه وآله الذي قال "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" والذي قال في حقه رب العالمين "وإنك لعلى خلق عظيم" من هذه الأحاديث تتضح أهمية التودد للناس.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "خير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يؤلف ولا يألف".
يُنقل أن أحدهم قال: "سمعت صوتاً يهتف بي قائلاً: فلان لا يستحم. فتعجبت من هذا القول كثيراً لأن صاحبي يستحم ويتعطر دائماً، ولكن مع مرور الأيام انكشف لي معنى هذا الكلام وكان المقصود من ذلك هو جفاء خلقه، فهو لا يبدي مودته لأحد ولا يتفاعل مع الآخرين بقدر تفاعلهم معه".
البعض تراه مع الله في أسمى الحالات ولكن عندما يتعامل مع الناس فهو لا يفقه سنة من سنن التعامل، بل البعض من هؤلاء يصل لمرحلة الإستحقار والنبذ والتعالي وقسوة في التعامل مع الآخرين، وهكذا يتسلل الغرور إلى قلبه ويطول الكلام في تعداد الرذائل الخلقية التي تداخل الناس بسبب سوء الخلق، لذلك يحثنا النبي الأكرم وأهل بيته عليهم السلام على حسن الخلق وذلك لضمان طهارة الإيمان من الغل والغش والخبث.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "تعهّدوا أنفسكم، فإنّ الله عزّ وجلّ يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه". كذلك من لا يتآلف مع الآخرين لا يجلس إليه أحد لسوء خلقه وربما تكون له رائحة بالفعل في العالم الآخر وأن الملائكة تتأفف من ريحه.