اللهم صل على محمد وآل محمد
قال علي عليه السلام: "لا تضيعنّ حقّ أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخٍ من ضيّعت حقه".
البعض من منطلق حميمية صداقتهم يتخلون عن كثير من آداب الصداقة، فأحياناً يتفوهون ببعض الأمور الغير محبذة ظناً منهم أن الأمر طبيعي وعادي، من يدري ربما أنت بذلك تدخل في قلب صديقك الحزن بدلاً من السرور.
يقول أحد تلاميذ العارف الشيخ محمد عتيق: قلت له مرة؛ سمعت من يقول "بين الأحباب تسقط الآداب". فقال: "أنا أسأل الأشخاص الذين يقولون هذا الكلام: هل الآداب شيء حسن أم لا؟! حتماً سيقولون: الأدب شيء حسن. فأقول في جوابهم: إذا كان لدى الإنسان شيء حسن.. فلماذا لا يقدمه لأصدقائه؟!".
البعض عندما يرافقه صاحبه لباب بيته يقول له كذباً "تفضل معي" والحقيقة أنه ربما لا يريده أن يأتي لبيته، إذا كنت تريده أن يدخل معك فيجب عليك أن تصر عليه إصراراً وتسحبه من يديه إلى بيتك لأن البعض يصل بهم الخجل إلى رفض دعوة الدخول -مع رغبتهم في ذلك- وذلك خوفاً من عدم رضا صاحب الدار والشك في جديته في هذا الأمر، ونفس الكلام بالنسبة لإعطاء الهدايا والدعوة إلى طعام وغيرها.
عندما يخرج الضيف من دارك، بل ليس فقط عندما يكون في دارك بل حتى عندما تراه وتمشي معه أو عندما يزورك ويَدخُلك من ذلك السرور فقل له بأنك قد سررت بوجوده، لأن ذلك أدوم في استمرارية العلاقة بينك وبينه، هناك فرق بين أن تعبر عن سرورك بشكل رسمي ومعتاد وبين أن تعبر عن سرورك بشكل يوحي للطرف المقابل بأنك بالفعل قد سُعدت بوجوده.
وإياك والضحك عندما يكلمك صاحبك، لا تضحك لأي أمر لأنها تعتبر سخرية واستهزاء في جميع الأعراف، البعض -للأسف- اعتاد على ذلك لدرجة أن البعض يضحك في مواطن يُكره الضحك فيها، الضحك حسن إذا أرادك جليسك أن تضحك ولكن الضحك بدون أن يكون هناك شيء مثير للضحك فهي تعد سخرية مهما كانت النية