( طرائف و حكم )
1 ) زار بعضُهم بعضَ العارفين، فوجده مُـبْتَلَى بأمراضٍ عديدة، وآلامٍ شديدة ، فقال لِتَسْلِيَتِهِ : يا هذا ! مَن لا يصبر على البلاء ، فليس صادقاً في دعوى المحبة.
- فقال العارف : ليس كما قلتَ ، ولكن مَنْ لَمْ يَجِدْ لذةً في البلاء ، لم يكن صادقاً في دعوى المحبة.
2 ) جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ (1) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، نَقِيُّ الثَّوْبِ ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) .
فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ (2) دَرِنُ الثَّوْبِ (3) ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ الْمُوسِرِ ، فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْءٌ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ " ؟!
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ لِي قَرِيناً يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيح ، وَ يُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَن ، وَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي (4)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لِلْمُعْسِر :
" أَتَقْبَلُ " ؟
قَالَ : لا .
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : وَ لِمَ ؟!
قَالَ : أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ !
((شرح الكلمات ))
1 . رجل موسر : أي رجل غني ذو ثروة و مال . 2.المعسر : الفقير .
3. أي وسخ الثوب .
4. أي وهبتُ للرجل الفقير نصف أموالي تعويضاً عن الإساءة التي صدرت مني تجاهه .
3 ) عن الصادق عليه السلام قال: ألمسجون من سجنته دنياه عن آخرته .
4 ) قيل لبعض الصوفية: ما التصوف ؟ فقال : الإعراض عن الأغراض .
5 ) قال بعض الأعراب لابن عباس : مَن يُحَاسِبُ النَّاس يومَ القيامة؟ فقال: يُحَاسِبُهم الله تعالى، فقال الأعرابي: نَجَوْنَا إذاً وربُّ الكعبة، فقيل: وكيف؟ قال: إنَّ الكريمَ لا يدقِّق في الحساب .
6 ) من وصيةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن مسعود: إن النور إذا وقع في القلب انفتح وانشرح،
قيل: يا رسول الله ! فهل لذلك علامة ؟
فقال: نعم ، ألتجافي عن دار الغُرور، والإنابة إلى دار الخلود والإستعداد للموت قبل نزوله،
- بابن مسعود ! من اشتاق إلى الجنة نازَعَ في الخيرات، ومَنْ خافَ النارَ تركَ الشهوات، ومن تَرَقَّبَ الموتَ رَغِبَ إلى الطاعات، ومن زَهِدَ في الدنيا هانَتْ عليه المصيبات...
7 ) قال رجلٌ لعابدٍ مِنَ العـُبّاد: أَيُّ يومٍ يكون عيدك ؟
فقال: كُلُّ يومٍ لا أَلْبسُ فِيهِ ثَوْبَ المعاصي.
8 ) قيلَ لِرَاهِب: مِنْ أَيْنَ تأكل ؟ فأشار إلى فَمِه وقال: الذي خَلَقَ الرَّحى يَأتيها بالطحين.
( الرحى : الطاحون )
9 ) قال بعض العارفين : قد جُمِعَتْ مَكارمُ الاخلاق في أربع : قِلَّة الكلام ، قلة الطعام ، قلة المنام و الإعتزال عن الأنام .
10 )السرير الذهبي لا يمنع من الأحلام المزعجة.
11 ) إلهي ! لَكَ الحَمْدُ الذي أنتَ أَهْـلُهُ
على نِعَمٍ مَا كنتُ قَطُّ لها أهلا
أَزيدُكَ تقصيراً ، تَزِدْني تَفَضُّلاً
كَأَنّي بالتقصيرِ أَسْـتَوْجِبُ الفَضْلا !
1 ) زار بعضُهم بعضَ العارفين، فوجده مُـبْتَلَى بأمراضٍ عديدة، وآلامٍ شديدة ، فقال لِتَسْلِيَتِهِ : يا هذا ! مَن لا يصبر على البلاء ، فليس صادقاً في دعوى المحبة.
- فقال العارف : ليس كما قلتَ ، ولكن مَنْ لَمْ يَجِدْ لذةً في البلاء ، لم يكن صادقاً في دعوى المحبة.
2 ) جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ (1) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، نَقِيُّ الثَّوْبِ ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) .
فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ (2) دَرِنُ الثَّوْبِ (3) ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ الْمُوسِرِ ، فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْءٌ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ " ؟!
قَالَ : لا .
قَالَ : " فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ " ؟!
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ لِي قَرِيناً يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيح ، وَ يُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَن ، وَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي (4)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لِلْمُعْسِر :
" أَتَقْبَلُ " ؟
قَالَ : لا .
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : وَ لِمَ ؟!
قَالَ : أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ !
((شرح الكلمات ))
1 . رجل موسر : أي رجل غني ذو ثروة و مال . 2.المعسر : الفقير .
3. أي وسخ الثوب .
4. أي وهبتُ للرجل الفقير نصف أموالي تعويضاً عن الإساءة التي صدرت مني تجاهه .
3 ) عن الصادق عليه السلام قال: ألمسجون من سجنته دنياه عن آخرته .
4 ) قيل لبعض الصوفية: ما التصوف ؟ فقال : الإعراض عن الأغراض .
5 ) قال بعض الأعراب لابن عباس : مَن يُحَاسِبُ النَّاس يومَ القيامة؟ فقال: يُحَاسِبُهم الله تعالى، فقال الأعرابي: نَجَوْنَا إذاً وربُّ الكعبة، فقيل: وكيف؟ قال: إنَّ الكريمَ لا يدقِّق في الحساب .
6 ) من وصيةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن مسعود: إن النور إذا وقع في القلب انفتح وانشرح،
قيل: يا رسول الله ! فهل لذلك علامة ؟
فقال: نعم ، ألتجافي عن دار الغُرور، والإنابة إلى دار الخلود والإستعداد للموت قبل نزوله،
- بابن مسعود ! من اشتاق إلى الجنة نازَعَ في الخيرات، ومَنْ خافَ النارَ تركَ الشهوات، ومن تَرَقَّبَ الموتَ رَغِبَ إلى الطاعات، ومن زَهِدَ في الدنيا هانَتْ عليه المصيبات...
7 ) قال رجلٌ لعابدٍ مِنَ العـُبّاد: أَيُّ يومٍ يكون عيدك ؟
فقال: كُلُّ يومٍ لا أَلْبسُ فِيهِ ثَوْبَ المعاصي.
8 ) قيلَ لِرَاهِب: مِنْ أَيْنَ تأكل ؟ فأشار إلى فَمِه وقال: الذي خَلَقَ الرَّحى يَأتيها بالطحين.
( الرحى : الطاحون )
9 ) قال بعض العارفين : قد جُمِعَتْ مَكارمُ الاخلاق في أربع : قِلَّة الكلام ، قلة الطعام ، قلة المنام و الإعتزال عن الأنام .
10 )السرير الذهبي لا يمنع من الأحلام المزعجة.
11 ) إلهي ! لَكَ الحَمْدُ الذي أنتَ أَهْـلُهُ
على نِعَمٍ مَا كنتُ قَطُّ لها أهلا
أَزيدُكَ تقصيراً ، تَزِدْني تَفَضُّلاً
كَأَنّي بالتقصيرِ أَسْـتَوْجِبُ الفَضْلا !