اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه القصّة تفضّل بروايتها لي (للمؤلّف) سماحة السّيّد محمّد العلوي حفظه الله، وهي عن شفاء زوجة سماحته من مرض يئس الأطبّاء ونفضوا أيديهم من علاجه، بل وقاموا بتحديد زمن نهائي لحياتها... يقول السّيّد:
قبل حوالي عشرين عاماً، كنت وعائلتي نسكن في منطقة السّيّدة زينب عليها السّلام في راوية الشّام، فلاحظت بعض مظاهر الضّعف غير الطّبيعيّة بدأت بالظّهور على زوجتي أمّ حسين، حيث هبط وزنها ثلاثون كيلو جراماً خلال شهر واحد فقط! أي بمعدّل كيلو جرام واحد كلّ يوم. فأخذتها إلى الطّبيب، فأجرى لها الفحوصات اللّازمة وأخذ عيّنة من دمها وطلب منّي مراجعته بعد أسبوعين، لأنّه سوف يقوم بإرسال العيّنات إلى فرنسا.
وبعد مضيّ الأسبوعين راجعنا الطّبيب، فأخبرنا وهو يبدي أسفه الشّديد بأنّ أمّ حسين تعاني من أخطر وأشدّ أنواع مرض الوباء الكبدي، فتأثّرت تأثّراً كبيراً، وخاصّة أنّها زوجة صالحة، وأمّ أولادي، وهي في تلك الفترة لم تكن قد تجاوزت الثّلاثين سنة من عمرها.
فقرّرت بعد ذلك التّوجّه إلى طبيب آخر مشهور في الشّام؛ علّني أجد حلّاً أو أسمع خبراً آخر عن حالتها.
وبعد أن أجرى الطّبيب الثّاني الفحوصات اللّازمة وأخذ العيّنات، طلب منّي مراجعته بعد أسبوعين، لأنّه سوف يقوم بإرسال العيّنة إلى فرنسا.
وبعد مضيّ الأسبوعين، توجّهت إليه، فأكّد لي الأمر، وأخبر زوجتي وهو يبدي تأسّفه وتأثّره بأنّها لن تعيش أكثر من ستّة أشهر من الآن.
فتأثّرتُ –السّيّد- كثيراً، بخلاف زوجتي الّتي أبدت درجة كبيرة من الصّبر والرّضا بقضاء الله سبحانه وتعالى.
فخرجنا من عند الطّبيب، وتوجّهت إلى منطقة السّيّدة زينب عليها السّلام. وعلم بعض الإخوة بالموضوع فأخبرني أحدهم بوجود طبيب حاذق في لبنان، وطلب منّي عرض زوجتي عليه، فوافقت وأخذتها إلى بيروت، وكنّا حينها في أواخر شهر شعبان المعظّم، ولمّا عرضت عليه حالتها، واطّلع على أشعّاتها وتقارير فحوصاتها السّابقة قال لي: فعلاً، إنّ الأوراق تثبت أنّها تعاني من مرض الكبد الوبائي الخطير، وأنا سوف أجري لها فحوصات أخرى وأرسلها إلى فرنسا، وطلب منّي مراجعته بعد أسبوعين من الآن.
وقد قمت بعد ظهور نتيجة الفحص الأوّل والثّاني بعدّة أمور توسّلاً بأهل البيت عليهم السّلام، ومنها أنّني اتّصلت بشخص أثق به في كربلاء المقدّسة –وكان ذلك أيّام حكم النّظام السّابق-، وطلبت منه أن يبحث لي عن أربعين شخصاً مؤمناً ليدعوا لزوجتي تحت قبّة الإمام الحسين عليه السّلام ليلة الجمعة، ويقرأوا بعدها دعاء الجوشن الكبير الّذي يحتوي على ألف اسم وصفة لله سبحانه وتعالى.
كما أنّني قمت بإقامة مجلس عزاء في حسينيّة الإمام على عليه السّلام في السّيّدة زينب عليها السّلام بالشّام لمدّة عشر ليالٍ، وكلّ ليلة كان يرتقي المنبر خطيب غير الّذي قرأ في اللّيلة السّابقة ليقرأ عن مصائب أهل البيت عليهم السّلام، فخصصنا ليلة عن الإمام الحسين عليه السّلام، وليلة عن عليّ الأكبر، وليلة عن القاسم، ومن ضمن اللّيالي خصصنا ليلة لأبي الفضل العبّاس وليلة عن أمّه أمّ البنين سلام الله عليهم أجمعين، وأنا أرجو من ذلك كلّه الشّفاعة عند الله لشفاء زوجتي أمّ حسين.
وبعد مضيّ أسبوعين وهي المدّة الّـتي حدّدها الطّبيب في لبنان، اتّصلت به من سوريا أستفسر منه عن النّتيجة، فطلب منّي معاودة الاتّصال به بعد عشر دقائق ريثما يطلب ملف المريضة، فعاودت الاتّصال به، فأجابني بكلّ ثقة: النّتيجة طبيعيّة وزوجتك لا تعاني من أي مرض!
قلت له: تأكّد يا دكتور من الأوراق ومن اسم المريضة، فلعلّ في الأمر خطأ ما.
فقال لي: أنا متأكّد وهذا اسم زوجتك على الأوراق أمامي، وهي لا تعاني من شيء. فشكرته وقلت له: أنا قادم إليك بنفسي.
فاستقللت سيّارة وتوجّهت إلى عيادته في بيروت واستلمت منه النّتيجة لأراها بعيني، ليس من باب عدم التّصديق، ولكن لكي يطمئنّ القلب، ولكي أري النّاس كرامة أهل البيت عليهم السّلام.
وكان الطّبيب في غاية التّعجّب وقال لي: ماذا صنعت خلال هذه المدّة؟
فأخبرته عن توسّلي بآل البيت عليهم السّلام، فلم يستغرب ذلك حيث كان من أتباع أهل البيت عليهم السّلام.
وقد مضى الآن (في وقت سرد القصّة) على هذه الحادثة عشرون عاماً وزوجتي ولله الحمد في صحّة جيّدة، بلطف الله وبركات أهل البيت الأطهار عليهم السّلام لا سيّما سيّدنا أبي الفضل وأمّه السّيّدة الكريمة أمّ البنين عليهم السّلام أجمعين.
المصدر: من قصص المتوسّلين بسيّدنا العبّاس وأمّ البنين