إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير اية : تفسير مختصر لسورة ( الناس )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير اية : تفسير مختصر لسورة ( الناس )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    تفسير سورة الناس

    قال الله تعالى : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَـهِ النَّاسِ (٣) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الَّناسِ (٥) مِن الْجِنَّةِ وَ الَّناسِ (٦) ﴾

    بربّ النّاس أعوذ :

    في هذه السّورة يتجه الخطاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) باعتباره الأسوة والقدوة : (قل أعوذ بربّ النّاس ، ملك النّاس ، إله النّاس) يلاحظ أن الآيات ركزت على ثلاث من صفات الله سبحانه هي (الربوبية والمالكية والألوهية) وترتبط كلها ارتباطاً مباشراً بتربية الإِنسان ونجاته من براثن الموسوسين .

    المقصود من الإِستعاذة بالله ليس طبعاً ترديد الإِستعاذة باللسان فقط ، بل على الإِنسان أن يلجأ إليه جلَّ وعلا في الفكر والعقيدة والعمل أيضاً ، مبتعداً عن الطرق الشيطانية والأفكار المضللة الشيطانية ، والمناهج والمسالك الشيطانية والمجالس والمحافل الشيطانية ، ومتجهاً على طريق المسيرة الرحمانية ، وإلاّ فإن الإِنسان الذي أرخى عنان نفسه تجاه وساوس الشيطان لا تكفيه قراءة هذه السّورة ولا تكرار الفاظ الإِستعاذة باللسان .


    على المستعيذ الحقيقي أن يقرن قوله "ربّ النّاس" بالإِعتراف بربوبية الله تعالى ، وبالإِنضواء تحت تربيته وأن يقرن قوله "ملك النّاس" بالخضوع لمالكيته ، وبالطاعة التامة لأوامره وأن يقرن قوله : "إله النّاس" بالسير على طريق عبوديته ، وتجنب عبادة غيره .


    ومن كان مؤمناً بهذه الصفات الثلاث وجعل سلوكه منطلقاً من هذا الإِيمان فهو دون شك سيكون في مأمن من شرّ الموسوسين .

    هذه الأوصاف الثلاثة تشكل في الواقع ثلاثة دروس تربوية هامّة ... ثلاث سبل وقاية ... وثلاث طرق نجاة من شرّ الموسوسين ، إنّها تؤمن على مسيرة الإِنسان من الأخطار . (من شرّ الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور النّاس) .


    كلمة "الوسواس" أصلها صوت الحَلي (اصطكاك حلية بحلية) .

    ثمّ اطلق على أي صوت خافت .

    ثمّ على ما يخطر في القلب من أفكار وتصورات سيئة ، لأنّها تشبه الصوت الباهت الذي يوشوش في الأذن .

    "الوسواس": بمعنى الموسوس ، وهي في الآية بهذا المعنى .

    "الخنّاس" صيغة مبالغة من الخنوس وهو التراجع ، لأنّ الشياطين تتراجع عند ذكر اسم الله والخنوس له معنى الإِختفاء أيضاً ، لأن التراجع يعقبه الإِختفاء عادة .

    فقوله سبحانه : (من شرّ الوسواس الخناس) أي أعوذ بالله من شرّ الموسوس ذي الصفة الشيطانية الذي يهرب ويختفي من ذكر اسم الله .
    الشياطين يمزجون أعمالهم دائماً بالتستر .

    ويرمون بالقاءاتهم في الإِنسان بطريقة خفية حتى يخال الإِنسان أن هذه الإِلقاءات من أفكاره ، وهذا ما يؤدي إلى ضلاله وغوايته .
    عمل الشيطان هو التزيين ، واخفاء الباطل تحت طلاء الحق ، والكذب في قشر من الصداق ، والذنب في لباس العبادة ، والضلال خلف ستار الهدايةة.

    وبإيجاز، الموسوسون متسترون، وطرقهم خفية، وفي هذا تحذير لكل سالكي طريق الله أن لا يتوقعوا رؤية الشياطين في صورتهم الأصلية ، أو رؤية مسلكهم على شكله المنحرف .
    أبداً ...فهم موسوسون خناسون ... وعملهم الحيلة والمكر والخداع والتظاهر والرياء وإخفاء الحقيقة .


    جملة (من الجنّة والنّاس) تنبيه على حقيقة هامّة هي إن "الوسواس الخناس" لا ينحصر وجوده في مجموعة معينة، ولا في فئة خاصّة، بل هو موجود في الجن والإنس ...في كل جماعة وفي كل ملبس ، فلابدّ من الحذر منه أينما كان ، والإِستعاذة بالله منه في كل أشكاله وصوره .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X