تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
يُنقل أن شخصاً كان قد وقع في معصية فدخله بسبب ذلك حزن شديد وقال في نفسه "أنا الآن مبعد عن الحضور عند الله ولن أكون نقياً" في تلك الليلة وبينما هو يفكر في الله عز وجل أخذه النعاس فرأى كأنه في المسجد ورأى في المسجد مجموعة من الناس يبدو من ظاهرهم الصلاح والقرب الشديد من الله وكانوا منشغلين بالله عز وجل فسمع قائلاً يقول له "أنت لست مبعداً عن الحضور عند الله" فأفاق واستغرق في البكاء لشدة عطف الله عز وجل.
لاحظ الرواية التالية:
قال الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الله تعالى أشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده مِن رجلٍ أضَلَّ راحلتَه وزادَه في ليلةٍ ظلماءَ فوجَدَها، فاللهُ أشدُّ فرحاً بتوبةِ عبده مِن ذلك الرجلِ براحلته حين وجَدَها"¹.
نستشف من الرواية أن الله هو الذي يفتقدنا عندما نغيب عنه، فماذا لو كان العبد يفتقد الله أيضاً؟ هو يريدك أن تتوب فلا تفر منه إذا عصيته، أعد توبتك ولو نقضتها ألف مرة، "إن الله يحب التوابين" التواب هو الذي يكرر المعصية ويتوب، وهو صادق في حبه لله لأنه يعود لله عز وجل بالتوبة كلما عصى، فلا تفر من الله فهو يريدك أن تُقبل، ولن يطردك إذا عدت إليه!
تأمل في هذه الرواية؛ أوحى الله لموسى عليه السلام: "يا موسى، لم تغثْ فرعون لأنك لم تخلقْه، ولو استغاث بي لأغثته"² هذه هي رحمة الله!
¹ | بحار الأنوار ج ٦ / باب ٢٠.
² | عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ١ / باب ٣٢.