تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
المثبطون هم أشخاص عجزوا عن تحقيق هدف أو عدة أهداف في حياتهم، وفي كثير من الأحيان هم أعجز من أن يكون لديهم طموح أو أهداف أو مشروع إصلاحي ..., فيقومون بتثبيط أو إحباط الآخرين عن الوصول لهذه الأهداف؛ لأنهم لم يصلوا إليهالسبب أو آخر.
والمثبّط شخص حسود، لا يريد لغيره تحقيق أي هدف لم يتمكن هو من تحقيقه، فهذا المرض لم يقتل صاحبه فحسب؛ بل إنه يحاول الانتقال بالعدوى الى الآخرين (الناجحين) ليسقط من هممهم وإراداتهم.
الا تسمع قريش كيف اتهمت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو افضل خلق الله خاتم الانبياء والرسل
بأنه
ساحر
كذاب
مجنون
(كَذَلِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ)
[سورة الذاريات 52]
لماذا
لنفس السبب أرادوا تثبيطه واقعاده عن المشروع الإلهي
وهنالك صنف آخر من المثبطين يحاولون الوقوف في طريق أحلامك، واهدافك
ليس حسدًا؛ بل بطيب نية، بحجة أن أحلامك سوف تضيع حياتك، أو أن هذا العمل لاجدوى منه أو جربنا العمل قبلك
وهذا الصنف من المثبطين هم الحمقى، الذين لم يعوا معنى الإبداع، وأن الكائن البشري كائن خلق ليتميز في حياته، ويتطور مع مرور الزمن، وليس كباقي الحيوانات التي تولد على همة البقاء على الحياة إلى أن تموت وكذلك لم يدعوا أن هناك ثمة تغيرات تجري منها زمانية ، مكانية ,قابيلة القائمين على العمل فتختلف قدراتهم سواء أفراد أو مؤسسات
وكما قيل: لا تصاحب الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
تراهم في كل مكان حولك فانتبه منهم, واجعل بينك وبينهم حاجزًا معنويًا وحسيًا, فهم أشد خطرًا عليك من وسوسة الشيطان, لهم أساليب كثيرة وعديدة, يكون ساعة في قالب مدح مبطن, أو استهزاء مع ابتسامة، أو يظهر على شكل غمز ولمز, ومنه الظاهر للعيان الذي لا يحتاج إلى بيان، وهم على كل شكل ولون من حولنا, فقد يكون رئيسك أو مرءوسك, أو من تعتبره صديقًا مقربًا, أو قد يكون من أقرب الأقارب، إنهم المثبطون من حولنا فاحذرهم.
إن مجرد تفكيرهم في محاولة انتقادك سلبيًا يعتبر بمثابة شهادة لك بأنك موجود، وأنك مثمر، فهم لا يرمونك بالحجر إلا في محاولة لقطف ثمارك, فهم قد يحسدونك على ما أنت فيه, ومن حيث يشعرون أو لا يشعرون، وقد قيل: لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله ومن أساليبهم أنهم إذا لم يستطيعوا أن يجدوا عليك مدخلًا نسبوا الفضل لغيرك،فلا تلتفت لهم وامض في طريقك, فلو كان الطريق سهلًا لفعلوا مثلما فعلت، ولكن شقّ عليهم الأمر, وخارت العزيمة, فكان الأسهل لهم أن يثبطوا غيرهم.ولعل أكبر المثبطين الحسودين وأغباهم في هذا الكون هو إبليس؛ حيث طرده الله من رحمته، فأراد إبليس تثبيط الإنسان عن المعالي وبلوغ الجنان، ويريده أن يذهب معه إلى الجحيم!!
(قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِراطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ)
(ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ)
(سورة الأعراف ١٦ ,١٧)
نعم, نحن بشر، وقد يتأثر بعضنا بما يقال حولنا, ولكن لا تقف، واجعل من كلامهم
وهمزهم دافعًا لك يشحنك إلى الأمام.
إن التثبيط داء قديم صحب الإنسان منذ عهده الأول, ولا يزال مصاحبًا له، وهو إنما ينمو ويشتد ويقوى بين الأقرباء أو بين المعارف والمجاورين والمنافسين.
---------------------
منقول