اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ماذا نقول فيمن أشرقت الأرض والسماء ، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته ؟؟؟
عن سلمان المحمدي قال : إن إمراة من الأنصار يقال لها ام فروة كانت تحض على نكث بيعة أبي بكر ، وتحث على بيعة أمير المؤمنين {عليه السلام} ، فبلغ ابو بكر فأحظرها
استتابها فأبت عليه ، فقال : ياعدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون ؟؟
فما قولك في إمامتي ؟ قالت : ما أنت بإمام ، قال : فمن أنا ؟؟ قالت : أمير قومك ،
اختارك قومك وولوك ، فإذا كرهوك عزلوك ،فالأمام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور
وعلى الأمير والإمام المخصوص أن يعلم الظاهر والباطن ، وما يحدث في المشرق والمغرب
من الخير والشر ولا تجوز الإمامة لعابد وثن ، ولا لمن كفر ثم أسلم ،
فمن أيهما أنت يابن أبي قحافة ؟؟؟
قال : أنا من الأئمة الذين أختارهم الله لعباده ، فقالت : كذبت على الله ،
فقال ياعدوة الله والله لأقتلنك ، فقالت : بالقتل تهددني والله لا أبالي أيجري قتلي
على يد مثلك ، فقال لها : ما تقولين في علي ؟؟؟
قالت : وما عسى أن أقول في إمام الأئمة ووصي الأوصياء ، ومن أشرقت بنوره الأرض والسماء
،ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته ، ولكنك نكثت واستبدلت ، وبعت دينك بدنياك ،
فقال أبو بكر : أقتلوها أرتدت ، فقتلت
وكان الإمام علي {عليه السلام} في ضيعة له بوادي القرى، فلما قدم بلغه قتل أم فروة ، خرج الى قبرها ، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيضاء مناقيرها حمر ، في منقار كل واحدة حبة رمان ، وهي
تدخل في فرجة القبر ، فلما راينه رفرفن وقرقرن ،
فأجابهن بكلام يشبه كلامهن ، وقال : أفعل إن شاء الله
ووقف {عليه السلام} على قبرها وقال : يامحي النفوس بعد الموت ، يامنشئ العظام الدارسات ، أحي لنا أم فروة ، وأجعلها عبرة لمن عصاك ، فإذا بهاتف يقول : أمض لأمرك يا أمير المؤمنين
وخرجت أم فروة ملتحفة بريطة خضراء من السندس الأخضر وقالت :
يامولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء
وبلغ عمر وابي بكر ذلك فتعجبا ، فقال لهما سلمان : لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحي الأولين والأخرين لأحياهم ، وردها أمير المؤمنين {عليها السلام} إلى زوجها وولدت غلامين له ، وعاشت بعد
علي {عليه السلام} بستة أشهر
(( البحار:ج41:ص199))