اللهم صل على محمد وآل محمد
اشتدّ المرض على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فاُغمي عليه، فلمّا أفاق قال (صلى الله عليه وآله): اُدعوا لي أخي وصاحبي وعاوده الضعف فقالت عائشة: لو بعثت الى أبي بكر، وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر، فاجتمعوا عنده جميعاً فقال (صلى الله عليه وآله): انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث اليكم[تأريخ الطبري: 2 / 439 ط مؤسسة الأعلمي].
ثمّ دُعي عليّ (عليه السلام) فلمّا دنا منه أومأ إليه، فأكبَّ عليه، فناجاه الرسول (صلى الله عليه وآله) طويلاً، ثمّ ثقل النبيّ وحضره الموت، فلمّا قارب خروج نفسه قال لعليّ (عليه السلام): ضع رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك، وامسح بها وجهك، ثمّ وجّهني الى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أوّل الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى[الإرشاد للمفيد: 1 / 186.].
وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الى جوار ربّه راضياً مرضيّاً بعد أن أدّى رسالته بأحسن وجه، وأوضح السبيل للاُمّة من بعده. وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يلازمه ملازمته الظل لذي الظل ويتابعه متابعة التلميذ لاُستاذه