إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو الرجل في رواية الحوض ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو الرجل في رواية الحوض ؟

    رسالة
    في
    من هو الرجل في حديث الحوض ؟





    المقدمة :
    إشكالات كثيرة أخذها العلماء على البخاري وصحيحه ، وكذلك صحيح مسلم القشيري ، لذلك .. فإن مناقشة بعض ما ورد حول الكتاب والكاتب ضرورة ، خصوصا في روايات ذات طابع خاص تدفعك للوقوف عندها .

    أولا :
    مما يؤخذ على البخاري إخفاؤه أسماء أو أجزاء من روايات مهمة ، منها روايات ذات بعد عقائدي مهم ، وقد اعترف بنفسه بأنه لم يدرج كثيرا من الروايات الصحيحة في كتابه ، مع أنه روى روايات مكررة - وأخرى غريبة -عديدة !
    فيا ترى هل امتنع البخاري عن ادراج روايات صحيحة تفيد عقائده ؟
    أم روايات صحيحة تفيد عباداته ؟
    أم روايات صحيحة تخالف عقائده ؟
    الراجح أن البخاري قد ترك ذكر روايات صحيحة تخالف ما يذهب إليه ، وإلا فإن الرجل قد أورد روايات عن زنا القردة ، والحجر الذي يركض بثياب موسى (ع) .. ومكررات غيرها!

    ويمكن أن نعرف هوية البخاري من خلال كتابه :

    أـــ لاحظ ما رواه في فضل معاوية مثلا ، وهو الذي قاتل خليفة عصره ، وقتل الآلاف من الناس وكثير منهم من صحابة النبي (ص) .

    ب ــــ ويمكنك أن تعرف شخصية البخاري أيضا من خلال ما لم يروه من أحاديث صحيحة ، صرح – بنفسه - بأنه ترك منها الكثير متعمدا ، منها : (من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وحديث الثقلين ) وهما حديثان متواتران .

    ج ــــ وقد غيّر البخاري روايات وقطعها ، كرواية بريدة التي صححها الألباني (عن علي) : " أن له في الخمس أكثر" ، وكذلك ما اقتطعه من روايات الغزوات ، ومنها قول ابن عباس عن علي (ع) : " إن عائشة لا تطيب له نفسا بخير " حيث تركها البخاري واكتفى بما قبلها من الحديث جريا على عادته .

    ه ـــ ومما يساعدك على التعرف على هوية البخاري ، من خلال من روى عنه ومن ترك الرواية عنه ، فقد أعرض عن الرواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) بينما روى عن عمران بن حطان .
    ثانيا - حديث الحوض :
    بعد هذه المقدمة القصيرة ، رأينا أن نلفت النظر إلى حديث ورد بألفاظ متعددة :

    6096 - عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ :
    لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الْحَوْضَ حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ أَصْحَابِي ، فَيَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ .

    6097 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ .
    قَالَ أَبُو حَازِمٍ :
    فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، فَقَالَ : هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ ؟
    فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ .
    فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : سُحْقًا بُعْدًا ، يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ .
    وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْ الْحَوْضِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَصْحَابِي ! فَيَقُولُ : إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى .

    6098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ : أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم ) - قَالَ :
    يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي ! فَيَقُولُ : إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى .
    وَقَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ، كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيُجْلَوْنَ ، وَقَالَ عُقَيْلٌ : فَيُحَلَّئُونَ ..
    ثالثا :
    يمكن لكل قاريء أن يقف عند هذه الروايات ويستخرج منها عشرات الحقائق :

    أــ وجود حوض يشرب منه الناس قبل دخول الجنة ، وفي تراث المسلمين اتفاق على أن اسمه حوض الكوثر .

    ب ــ هذه الروايات تقف كالشوكة في حلق من يتبنى النظرية المهلهلة المسماة نظرية عدالة الصحابة ، وتضربها من أساسها فتجعلها كالرماد .

    ج- وأيضا ، أشارت الروايات إلى عدد الداخلين إلى النار ، فعبرت عن مجاميع الصحابة الداخلين إلى النار بالزمر ، وعبرت عن الناجين منهم بهمل النعم .

    د- ونتعرف من هذه الرواية على سبب دخولهم النار وهو تصريح النبي (ص) بأنهم أحدثوا بعده - صلى الله عليه وآله - وارتدادهم على الأعقاب ، تصريحا " ارتدوا على أدبارهم " .
    هـ - وأيضا يستفاد من الرواية أنها قيلت وترددت وتكررت حتى عبر البخاري عن أبي هريرة وعن سعيد أنهما كانا يحدثان بهذا الحديث ، وهذا التعبير : " كان يحدّث " يفيد التكرار.

    و – وأما نقطة البحث ، قال :
    " اختُلجوا دوني " .. " يُحلّئون " .. " فيُجلون " .. " يُحال " .. وأيضا مما ورد قوله (ص) : " ليُذادن " .. " يُذاد " ، وهي كلها بصيغة المبني للمجهول ، وكأنه - صلى الله عليه وآله - أو الراوي أراد أن يتجاوز نقطة فغطاها ، وفضحتها رواية البخاري التالية :
    لاحظ :
    6099 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ ، فَقَالَ : هَلُمَّ ، فَقُلْتُ : أَيْنَ ؟ قَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ ، قُلْتُ : وَمَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ، ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ ، خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ ، فَقَالَ : هَلُمَّ ، قُلْتُ : أَيْنَ ؟
    قَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ ، قُلْتُ : مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ، فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ .


    نقطة البحث هي :
    " خرج رجل من بيني وبينهم " .
    إذن .. فالذود والتحلئة والإجلاء عن الحوض كلها تكون من خلال : رجل ، ولا يقال عن الملائكة رجال ولا نساء ، وليس كما يقول موقع الدكتور محمد صالح المنجد ، في جوابه تحت عنوان : " وقفات مهمة مع حديث الحوض ، وبيان الطوائف التي تردّهم الملائكة عنده " .

    لذا ، على القاريء أن يتوقف عند هذه الرواية التي ضربت بنظرية عدالة الصحابة بأجلى كلام ، وأشارت إلى وجود رجل يقف بين النبي (ص) وبين الصحابة يحول بين أغلبهم وبين الحوض .. فمن هو هذا الرجل ؟
    وليتساءل – القاريء - ما هو هذا المقام العالي الذي يخوّل هذا " الرجل " الوقوف لمنع الصحابة عن ورود الحوض ؟
    ولن نبحث عن بقية معطيات هذا الحديث ، تركيزا منا على هوية الرجل .

    رابعا :
    هل كانت التعمية – عدم ذكر اسم الرجل - مقصودة من قبل النبي (ص) ؟
    ربما يكون الأمر كذلك ، فالتعمية أحيانا قد تكون من قبل :

    أــ الله تعالى ، كما في بعض آيات القرآن ، كما في قصة هوية الرجل الصالح مع موسى (ع) ، وهوية الفاسق الذي جاء بالنبأ .


    ب ــ وأحيانا تكون التعمية من النبي (ص) ، كقوله : رجل أو فلان ، أو كقوله : خاصف النعل .. وكل ذلك لمصلحة وحكمة بلا شك .

    نعم ..
    فقد يعمّي الرسول (ص) أحيانا ويمتنع عن ذكر اسم شخص يتحدث عنه ، كما ورد عن عائشة ، قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقول ؟ ولكن يقول : ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا " رواه أبو داود وصححه الألباني ، وكان ذلك لمصلحة يراها هو - بأبي وأمي - كما ورد :
    عن عائشة - في عتقها لبريرة - واشتراط قومها الولاء لهم ، قالت :
    " قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ، فقال: أما بعدُ ، فما بال أقوامٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ؟ .. " رواه مسلم .

    ج ــ وقد كان بعض الرواة يعبثون في رواياتهم لأسباب ، بعضها لمصالح مذهبية أو مادية ، وبعضها خوفا من سلطة دينية أو سياسية ، لاحظ مثلا :

    1ــ ما روي عن زهير بن الأقمر هذا من رواية اللعن فهي في لعن رسول الله (ص) للحكم ابن أبي العاص ، فلما يرويها ابن عساكر يحاول خلط الروايتين تعمية ًعلى لعن معاوية من قبل رسول الله (ص) ، فيبتر الرواية ولا يكملها ، ثم يزعم أن علي بن الأقمر لم يدرك زمان معاوية ، من دون دليل .

    2ــ وما رواه ابن البزار في مسنده البحر الزخار في مسند " سفينة " مولى رسول الله (ص) ، قال : عن سفينة : أن النبي (ص) كان جالساً ، فمرّ رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق ، فقال : " لعن الله القائد والسائق والراكب " ح 3246 .
    قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه البزار ورجاله ثقات .
    أما البلاذري فرواها بسنده في كتاب " أنساب الأشراف " :
    أن النبي (ص) كان جالسا ً فمر أبو سفيان على بعير ومعاوية وأخ له, أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله (ص) : لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق .

    3 ــ وأيضا ابن عساكر في تاريخه : يروي رواية ، يقول فيها :
    " .. فقام عُبادة بين ظهراني الناس فقال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا القاسم يقول : إنه سيلي أموركم بعدي رجال يُعرّفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة لمن عصى ، فلا تضلوا بربكم . فوالذي نفس عبادة بيده إن ( فلان ) لمن أولئك . فما راجعه عثمان بحرف ."
    أما غير ابن عساكر ، فقد نقلوا الرواية واقتطعوا منها الجزء الأخير ، حتى لا يلفتوا النظر أصلا إلى أن المذكور هو " عثمان " .

    4 ــ وأيضا مما يثبت أنهم يعبثون في الروايات ، أن البخاري ، يروي رواية رزية الخميس المؤلمة التي بكى لها ابن عباس ، فإذا ذكر قول القائل أن رسول الله يهجر امتنع عن ذكر اسم عمر ، وإذا ذكر كلمة " غلبه الوجع " أو " أيهجر " بدلا عن قوله " يهجر" ، ذكر أن القائل هو عمر.

    5 ـــ وعن أبي موسى الأشعري ، قَال :
    سئلَ النَّبِيّ (ص) عن أَشْيَاء كَرهها فلما أُكثروا علَيه غضبَ ، ثم قال للناس : سلوني عما شئتم ، قَال رجل : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبوك حذافة ، فقام آخَر فقَال : من أَبي يا رسول الله ؟ فقالَ : أَبوك سَالم مولَى شَيبة ، فلَما رأَى عمر ما في وجْهه ، قَال : يَا رسُول الله ، إنا نتوبُ إِلَى الله " .

    والغريب هو قول عمر : " نتوب " ! فما هو دوره ؟ ومم كان خائفا ؟


    كانت هذه نماذج تبين كيف أخفى الرواة أسماء الصحابة ، وغيرها العديد مما يثبت وجود تعمية وتغطية متعمدة لأسماء معينة أو أقوال معينة ، لهدفين :
    الهدف الأول : إخفاء فضائل من يحسدون ، إذ من غير المعقول أن يخفوا فضائل من يحبون .
    الهدف الثاني : تغطية مثالب من يحبون ، إذ من غير المعقول أن يكشفوا مثالب من يحبون .


    خامسا : قريش وما أدراك ما قريش ؟
    قريش ! وهي سبب مهم فيما نحن فيه من العبث بالحديث النبوي :

    أ ـــ شكوى العباس بن عبد المطلب - رحمه الله - إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أحاديث كثيرة بألفاظ متفاوتة ومتقاربة :
    قال المطلب بن ربيعة :
    " كنت جالسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل عليه العباس وهو مغضب فقال : يا نبي الله ! ما بال قريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة ، وإذا لقونا ، لقونا بغير ذلك ؟
    قال : فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واحمر وجهه وقال : " لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله " .

    ب ــ وعنه ، قال : " جاء العباس .. إلى رسول الله ( ص) ، فقال : تركت فينا ضغائن منذ صنعت ما صنعت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لن يبلغوا -الإيمان- حتى يحبوكم لله ولقرابتي الحديث " .

    ج ــ وفي الصواعق المحرقة شكى علي ( ع ) حسد الناس ، وفي المسترشد : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما بال أقوام إذا ذكر آل إبراهيم وآل موسى وآل عيسى استبشروا ، وإذا ذكر آل محمد (صلى الله عليه وآله) اشمأزت قلوبهم ؟ " .

    قريش وأمير المؤمنين (ع) :
    قال (ع) :
    " ... فدع عنك قريشا وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق وجماحهم في التيه ، فإنهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبلي " .
    وقال : " ما رأيت رخاء منذ بعث الله محمدا ( صلى الله عليه وآله ) لقد أخافتني قريش صغيرا وأنصبتني كبيرا حتى قبض الله رسوله ، فكانت الطامة الكبرى " .
    وقال : " اللهم إني استعديك على قريش فإنهم أضمروا لرسولك (صلى الله عليه وآله) ضروبا من الشر والغدر ، ففجروا عنها وحلت بينهم وبينها فكانت الوجبة بي والدائرة علي " .
    وقال : " اللهم إني استعديك على قريش ، فإنهم قطعوا رحمي ، وأضاعوا أيامي وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فسلبونيه " . وقال : " مالي ولقريش ولقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنهم مفتونين " .
    وقال : " اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي وأجمعوا على منازعتي .. ".
    قال : " ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما يعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عزوجل ولأهل بيت نبيه " .
    وقال : " اللهم فأجز قريشا عني الجوازي ، فقد قطعت رحمي وتظاهرت علي ودفعتني عن حقي وسلبتني سلطان ابن أمي " .

    لقد منعت قريش - هذه - الكثير من الخير من الوصول إلينا ، لاحظ :
    أ ـ عن عبد الله بن عمرو قال :
    كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أريد حفظه ، فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه ؟ ورسول الله- صلى الله عليه وسلم - بشر ، يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله (ص) فأومأ بأصبعه إلى فيه ، فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق .

    ب ــ قال عمر لابن عباس :
    " كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فتحججوا على الناس بحجج ، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت ، ووفقت وأصابت " .

    سادسا :
    الغدر والبغض والحسد ، دوافع دفعتهم لإخفاء اسم علي (ع) وأوليائه :

    أـــ المستدرك للحاكم ج 3 ص 150 :
    4676 - عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال : إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه و سلم أن الأمة ستغدر بي بعده " . هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه .

    ب ــ يقول يحيى بن معين في ترجمة تليد بن سليمان في تاريخ بغداد :
    " كان – تليد بن سليمان - يشتم عثمان ، و كل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دجال ، لا يكتب عنه ، و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين" .
    ولكن عندما يتحدث عن حريز بن عثمان وهو ناصبي معروف ، يقول عنه : ثقة .

    ج ـ نيل الأوطار - الشوكاني ج 7 ص 110 :
    روى بريدة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا إلى خالد - يعني إلى اليمن - ليقبض الخمس فاصطفى علي منه سبية ، فأصبح وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا ؟ وكنت أبغض عليا ، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت له ذلك ، فقال : يا بريدة أتبغض عليا ؟ فقلت : نعم
    فقال : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك " ، رواه أحمد والبخاري .
    وفي رواية قال بريدة :
    " أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا ، وأحببت رجلا من قريش لم أحببه إلا على بغضه عليا ، قال : فبعث ذلك الرجل على خيل ، فصحبته فأصبنا سبايا ، قال : فكتب إلى رسول الله (ص) ابعث إلينا من يخمسه .
    قال : فبعث إلينا عليا (ع) ، وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي ، قال : فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا : يا أبا الحسن ما هذا ؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي ؟ فإني قسمت وخمست ، فصارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم صارت في آل علي ، ووقعت بها .
    قال : فكتب الرجل إلى نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقلت : ابعثني فبعثني مصدقا ، فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق ، قال : فأمسك يدي والكتاب وقال : أتبغض عليا ؟ قلت : نعم ، قال : فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ، قال : فما كان من الناس أحد بعد قول النبي - صلى الله عليه وآله - أحب إلي من علي " .

    د ــ بل إن بغضهم لعلي (ع) أوصلهم إلى حد أثار غضب ابن عباس كما يروي البيهقي :
    " عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ فَقَالَ : يَا سَعِيدُ مَا لِى لاَ أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ؟ قُلْتُ : يَخَافُونَ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ ابْنُ الْعَبَّاسِ مِنْ فُسْطَاطِهِ فَقَالَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ مُعَاوِيَةَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فَقَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ " .

    هـ ــ أما ابن تيمية فهو يقر بكل ذلك ، ويؤكد أن أكثر الصحابة يبغضون عليا (ع) ، يقول :
    " .. فان عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما ( يقصد أبا بكر وعمر) وكانوا خير القرون ، ولم يكن كذلك علي ، فان كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ، و يسبونه ويقاتلونه .
    وأبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - قد أبغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية والإسماعيلية ، لكن معلوم أن الذين أحبوا ذَينَك ( أبي بكر وعمر) أفضل وأكثر ، وأن الذين أبغضوهما أبعد عن الإسلام ، وأقل ، بخلاف علي ، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خيرٌ من الذين أبغضوا أبا بكر وعمر ... " .

    وـــ روى الطبراني بسنده : عن الحسن قال :
    كان زياد يتتبّع شيعة علي (ع) فيقتلهم ، فبلغ ذلك الحسن بن علي (ع) فقال : " اللهم تفرّد بموته فإنّ القتل كفارة " .

    زـــ وقد ذكر الذهبي عن أبي عبد الرحمن المقرئ ، قوله :
    كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه ، فبلغ ذلك رباحا ، فغير اسم ابنه .


    سابعا :
    بعد أن عرفنا موقف بعض كبار الصحابة من أمير المؤمنين (ع) ، وموقف قريش كذلك ، نعود لرواية الحوض ، لماذا أخفوا هوية الرجل في هذه الرواية ؟

    الجواب : لأن قيمة " الرجل " تظهر جلية في الرواية ، ولا يريدون للإمام علي (ع) أن يكون في هذا المقام العالي الذي يذود زمرا من الصحابة - الذين يقدسونهم - عن الجنة ، وهذا نفسه موقف أنس بن مالك في حديث الطير عندما منع أمير المؤمنين علي (ع) من الدخول إلى بيت النبي (ص) حتى يكون دعاء النبي (ص) من نصيب أحد قومه دون الإمام علي (ع) .

    ثامنا :
    هل كانت هذه أول مرة يخفون فيها فضائل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وأحيانا حتى اسمه المبارك :
    أ ـــ وفي صحيح البخاري ، سأل رجل البراء بن عازب ، وقال :
    " أشهد علي بدرا ؟ " .. وهل كان في بدر بطل كعلي (ع) ؟

    ب ــ أخرج عبد الرزاق في المصنف ، عن سماك الحنفي أنه سمع ابن عباس يقول : كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب - ثم نقل عن معمر - قال سألت عنه الزهري فضحك ، وقال : هو علي بن ابي طالب ، ولو سألت عنه هؤلاء – يعني بني أمية - قالوا : عثمان " .

    ج ـــ الحسكاني في شواهد التنزيل :
    عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله عز وجل :
    ( ومن عنده علم الكتاب ) ، قال :
    [ قال ] رجل من قريش : هو عليٌّ ، ولكنا لا نسميه .

    د- روت أم المؤمنين عائشة فقالت : " لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وآله - واشتد به وجعه ، خرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض ، بين عباس بن عبد المطلب ورجل آخر ، قال المحدث عنها - وهو عبيدالله ابن عبد الله - فأخبرت ابن عباس عما قالت عائشة ، فقال لي ابن عباس : هل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟
    قال : قلت : لا . قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب " !

    ما السبب الذي جعل أم المؤمنين تعبر عن الإمام علي (ع) بلفظ رجل ؟
    لأنها " لا تطيب له نفسا " كما قال ابن عباس ، فراجع مسند أحمد ، وابن حجر في شارح البخاري .

    ه - أخرج الإمام احمد في مسنده عن عطاء بن يسار ، قال : " جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة ، فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا ، وأما عمار ، فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول فيه : لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما " ، فدفاع أم المؤمنين كان عن عمار فقط ، وهو أدنى مقاما من الإمام علي (ع) .

    و- ما رواه البخاري نفسه من قول الإمام علي (ع) يثبت أنه (ع) لم يكن محبوبا عند كثير من الصحابة :
    " أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة " .. فكر في كلمة " أول من يجثو" ! لماذا أنت أول من يشكو ويخاصم يا أمير المؤمنين ؟!
    الجواب عند ابن كثير والذهبي وغيرهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي (ع) : " ستغدر بك الأمة بعدي " .
    ما هي صورة هذا الغدر ؟ الجواب عند ابن تيمية .

    ز ــ في ج 7 من منهاج السنة قال ابن تيمية :
    " .. ان عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما ( أبو بكر وعمر ) وكانوا خير القرون ، ولم يكن كذلك علي ، فان كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ، ويسبونه ويقاتلونه " .
    وهذا يضرب عرض الجدار بكل محاولاتهم بيان المودة والوئام بين الصحابة ، حتى يتخلصوا من لوازمها وهي النفاق لبغضهم عليا صلوات ربي عليه .

    ح ـــ روى الحافظ الخوارزمي بإسناده عن سليمان بن مهران الأعمش، قال :
    بينا أنا نائم في الليل ، إذ انتبهت بالجرس على بابي ، فناديت الغلام فقلت : من هذا ؟ قال : رسول أبي جعفر أمير المؤمنين وكان إذ ذاك – الحاكمة – [من بني العباس] قال: فنهضت من نومي فزعاً مرعوباً ، فقلت للرسول : ما وراءك ؟ هل علمت لم بعث إليّ أمير المؤمنين في هذا الوقت ؟
    قال: لا علم لي ، فقمت متفكّراً لا أدري على ماذا أنزل الأمر، أفكِّر فيما بيني وبين نفسي على ماذا أصير إليه وأقول لِمَ بعث إليّ في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم ؟! ففكرت ساعة ، ثم ساعة ، فقلت : إنّما بعث إليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب (ع) فإنْ أنا أخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبي ، فأيست والله من نفسيّ وكتبت وصيّتي ، والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي…» ، مما يدل على استمرار بغضهم لهذا الرجل المطهر .

    ط ـــ اعتراضهم على أحمد بن حنبل يثبت موقفهم السلبي من مناقب علي (ع) :
    حيث اعترضوا على رواية علي قسيم الجنة والنار ، التي رواها محمد بن منصور الطوسي ، قال : كنا عند أحمد بن حنبل ، فقال له رجل: يا أبا عبدالله ، ما تقول في هذا الحديث الذي روي أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال: ما تنكرون من ذا ؟ أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي: لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ؟
    قلنا : بلى ، قال : فأين المؤمن ؟ قلنا : في الجنة ، قال : فأين المنافق؟ قلنا: في النار، قال : فعلي قسيم الجنة والنار [1].

    ي ــ لاحظ ما جاء في السنة للخلال(510/3):
    تحت باب : التغليظ على من كتب الأحاديث التي فيها طعن على أصحاب رسول الله ، " أخبرني موسى بن حمدون ، قال :
    ثنا حنبل قال : سمعت أبا عبدالله يقول : كان سلام بن أبي مطيع أخذ كتاب أبي عوانة الذي فيه ذكر أصحاب النبي ، فأحرق أحاديث الأعمش تلك ، وكان من جملتها قول علي : " أنا قسيم الجنة والنار " .

    ك ـــ وروى الخلال في كتاب السنة أيضا : عن خالد بن خداش قال :
    جاء سلام بن أبي مطيع إلى أبي عوانة ، فقال : هات هذه البدع التي قد جئتنا بها من الكوفة . قال : فأخرج إليه أبو عوانة كتبه ، فألقاها في التنور !
    فسألت خالدا : ما كان فيها ؟ قال : حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان ، قال : قال رسول الله : استقيموا لقريش وأشباهه ، قلت لخالد : وأيش ؟ قال : حديث علي أنا قسيم النار !

    ك ــ " روى العقيلي بإسناد صحيح عن عبد الله بن داود الخريبي ، قال :
    كنا عند الأعمش فجاء يوماً وهو مغضب فقال: ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي: أنا قسيم النار؟! " .
    لماذا الغضب من رواية ضعيفة بنظره ؟
    فهل يغضب من كل رواية ضعيفة تروى أمامه ؟
    أم أن له الرواية خصوصية تقتضي منع انتشارها ؟
    أليس منهج علماء الحديث – كما يقول الألباني - تقوية الروايات الضعيفة بالشواهد والمتابعات ؟
    إلا إذا كان الأمر يختص بأمير المؤمنين (ع) فيسعون عندذلك لتضعيف الأحاديث كما هو ظاهر عند علمائهم فضلا عن سفهائهم في المنتديات ؟

    ك ـــ ولعل الأعمش عرف ما فعلوه في محدثهم ابن السقا الذي غسلوا مكانه عندما روى في فضل الإمام علي (ع) ، وهتكهم الحاكم النيسابوري حافظهم ، وقتلهم النسائي صاحب السنن بضرب خصيتيه عندما ذكروا فضائل أمير المؤمنين ليثبت استمرار بغضهم لأمير المؤمنين علي (ع) ، وهذا حالهم اليوم مستمر وهم يضعفون أغلب الروايات التي وردت في مناقبه (ع) .


    تاسعا :
    لاشك أن أمير المؤمنين علي (ع) هو الرجل في رواية البخاري ، بدليل :
    أــ رواية صحيح مسلم : " لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " يفيد بأن الإمام علي (ع) هو الرجل على الحوض .

    ب ـــ أخرج الطبراني بإسنادٍ رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض " .

    ج ـــ أخرج أحمد في " المناقب " بإسناده عن عبد الله بن إجارة قال :
    سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو على المنبر يقول : أنا أذود عن حوض رسول الله صلى بيدي هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم . ورواه الطبراني في الأوسط .

    د ـــ عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال لعلي : أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليك وأنت تذود الناس عن حوضي " ، وقد ذكره السيوطي في " الجمع " كما في ترتيبه 6 ص 400 وفي ص 393 عن ابن عباس عن عمر في حديث طويل عنه صلى الله عليه وآله : وأنت تتقدمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي .

    ه ــ أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة في حديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كأني بك ( يا علي ) وأنت على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرير متقابلين أنت معي وشيعتك في الجنة .

    و ـــ في [ مجمع الزوايد 9 ص 173 ] عن جابر بن عبد الله في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا علي ؟ والذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج وكأني أنظر إلى مقامك من حوضي .

    ز ــ أخرج الحاكم في " المستدرك " 3 ص 138 بإسناده وصححه عن علي بن أبي طلحة قال : حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج - بالتصغير - فقيل للحسن :
    إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي . فقال : علي به فأتي به ، فقال : أنت الساب لعلي ؟ ! فقال : ما فعلت . فقال : والله إن لقيته وما أحسبك تلقاه يوم القيامة لتجده قائما على حوض رسول الله صلى الله عليه وآله يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج ، حدثنيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وقد خاب من افترى .

    وأخرجه الطبراني وفي لفظه :
    لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه وآله قول الصادق المصدوق محمد .

    ح – ذكر أبو اسحق الاسفرايني شعرا عن الإمام الحسين يوم الطف :
    جدي المرسل مصباح الدجى وأبي المعروف يوم الوقعتين
    عروة الدين علي ذو العلا ساقي الحوض أمام الخافقين

    ط - أخرج عبد الله بن أحمد عن أبيه في فضائل الصحابة عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعطيت في علي خمسا هو أحب إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة : فهو تكأتي بين يدي الله - عز وجل - حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية : فلواء الحمد بيده آدم و من ولده تحته ، وأما الثالثة : فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي .

    إذن ، فالرجل الذي يخرج بين زمر الصحابة والحوض ويمنعهم عن الورود هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولكن الحسد أوالبغض منعا من بيان اسمه .
    أنشد السيد الحميري رحمه الله ، قال :
    قول علي لحارثٍ عجبٌ كم ثم اعجوبةً له حملا
    يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قبلا
    يعرفني طرفه وأعرفه بنعته واسمه وما عملا
    وأنت عند الصراط تعرفني فلا تخف عثرة ولا زللا
    أسقيك من بارد على ظمأ تخاله في الحلاوة العسلا
    أقول للنار حين توقف لل‍ عرض دعيه لا تقربي الرجلا
    دعيه لا تقربيه إن له حبلا بحبل الوصي متصلا

    ومن هنا يتبين بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) هو الرجل الذي يطرد عن حوض الكوثر كل منافق وكافر ويشفع لمن اتصل بحبله (ع) .
    والحمد لله رب العالمين

    [1] - المنهج الأحمد في طبقات أصحاب أحمد، الجزء: 1ـ رقم الصفحة: 130، كفاية الطالب الكنجي رقم الصفحة: 22، ابن قتيبة غريب الحديث الجزء: 1 رقم الصفحة: 377، وقال في قول علي: أنا قسيم النار، يرويه عبد الله بن داود عن الأعمش، عن موسى بن طريف، أراد أن الناس فريقان ..

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X