تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
الصلاة هي الشكل النهائي لإتمام جهاد النفس فكلما كانت مراعاة شروطها أكثر كانت قوة علو الإنسان في الدرجات أكبر، ولا تتم هذه المعادلة إلا بإتمام طرفيها؛ الفقهي والمعنوي، من قبيل تجنب كل مبطلات الصلاة ومراعاة الطهارة والإطمئنان وحضور القلب والتوجه نحو الله بالمعاني والكلمات التي يرددها الإنسان في الصلاة.
إن لحركات الصلاة أثر في ضبط قوى النفس بقدر التزام الإنسان بحدودها وشروطها، حتى وإن لم يكن توجهه نحو الله بمقدار يعتد به، إن هذه الحركات بمثابة القالب والبدن الذي ينقصه روح، فروحه هو حضور القلب، يعني أن هذه الحركات والحدود إذا ما ضبطت فإن توجهه سيكون أشد إذا توجه لله في صلاته.
الصلاة كلها لأجل الوصول للسجود وحقيقته، فالإنسان عندما يسجد يضع كل أعضاء بدنه ويسلمها لله في حال سكون واستسلام واضعاً جبهته وكل بدنه على الأرض، فقواه منقبضة لله ويعلم الله ما للسجود من أثر على القلب وما فيه من نور.
فالصلاة جعلت لأجل نظم قوى البدن والنفس، وعند حصول الإنتظام ينتبه الإنسان بأنه مرتبط بالله مفتقر إليه يستفيض منه وجوده واستمراريته، فالمطلوب من الإنسان من تكرار الصلاة خمس مرات في اليوم هو أن يكون على اتصال دائم بالله عز وجل ليأمن من آلام المكدرات التي تحيط به من قبيل الحزن والقلق والغضب والإرهاق النفسي.
ولا يصل الإنسان لحقيقة الصلاة والسجود إلا بضمان شروط تعد دعامات من شأنها أن ترفع الصلاة؛ عن الإمام الباقر عليه السلام: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها" فالصلاة تنظم سلوك الإنسان وكل ما في الشرع إنما هو لأجل إقامة هذه الصلاة والوصول لحقيقتها.