أقامت المكتبة النسويّة حلقتها النقاشيّة الأسبوعيّة على موقعها في شبكة الكفيل حول النصوص الفائزة بمسابقة (أفضل نصّ) يخصّ استشهاد الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) التي تضمّنت انطباعات نقديّة قدّمها الأستاذ الأديب عليّ حسين الخبّاز عن النصوص الفائزة في المسابقة يوم الأحد: 25/10/2020 م الموافق لـ 7/ ربيع الأول/1442 هجري، قائلاً: الكتابة الإبداعيّة فن التمكّن التعبيريّ عن الأفكار والمشاعر والعواطف بدلاً من ثقل المعلومات المجرّدة.
الكتابة للأئمة عليهم السلام إيمان لكن المهمّ كيف نجعل لهذا الإيمان القبول الإنسانيّ؟ كيف نصوغ الإبداع؟ كيف نؤثّر في المتلقّي لأنّنا نتناول حياة أصحاب فكر وعقيدة وإيمان؟
وعن الأساليب والعناصر التي استخدمتها المشاركات في بنية نصوصهم الفائزة تابع قائلاً: مسابقة نصيّة تعمل على الاحتفاء بإمام معصوم هو الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام بما يمتلك من تجليّات واعية مضيئة، نقصد مفهوم تقديم هذا الاحتفاء في ضمن المبنى الحكائيّ، ولكلّ نصّ من النصوص الفائزة كان له سبله التدوينيّة التي لا تكتفي بتسجيل الوقائع وتسجيل الحدث، وإنّما كلّ نصّ من هذه النصوص له فاعليته وأساليبه المتنوّعة والمؤثّرة، قراءة هذه التجارب تقدّم الأساليب التفصيليّة التي اعتمدها كلّ نصّ. مثلما بارك (الأديب الخبّاز) مساعي المكتبة النسويّة وجميع الكاتبات اللواتي شاركن في المسابقة من أجل تكوين أدب ملتزم.
وقد شاركت في المسابقة شرائح أدبيّة مختلفة من الأقلام النسويّة فازت فيها بالمرتبة الأولى الأديبة اللبنانيّة (رجاء البيطار)، التي عبّرت عن غبطتها في أن تستخدم الصور البيانيّة للولوج إلى عالم الشهداء الأقدس قائلةً: أن تكتب بقلم هو مداد من ذاك البحر الذي تمدّه سبعة أبحر ... فذاك فضل عظيم، وأن تكتب في فناء أبي الإمام المنتظر، وهو الإمام الحادي عشر، آخر الشهداء الغُرر من بني فاطمة وحيدر، فذاك فضل لا يدانيه فضل...
والحمد لله الذي حبانا بهذه الثلّة الطيّبة من أهل الولاء، الذين نذروا أنفسهم وأنفسهنّ لإحياء ثناء آل محمّد (صلوات الله عليهم) وعزائهم، فهي فرصة للغوص في يمّهم الزاخر الذي لا يدخله عاشقٌ إلّا وخرج بثوب ثائر، ولا غاص فيه شائقٌ إلّا ورفع راية الناصر... فالحمد لله الذي جعل من أقلامنا ذخراً ومداداً لسيّد اللوح والقلم، حتى غدت تخطّ بيمينه نون جدّه الأعظم، فتغدو في فلك نجاته ترتقي وتتكرّم بآي الذكر المكنون، من "نون والقلم وما يسطرون".
يحمل السرد القصصيّ في صفحاته الكثير من القضايا التي يريد أن يطرحها الكاتب من الأسس الحضاريّة والتاريخيّة وصولاً إلى الأصول العقائديّة التي تدور في أغلبها تنوّعات أسلوبيّة عبر مستوى اللغة والتراكيب الفنيّة، وعلى مستوى المضامين والأفكار هي هويّته التدوينيّة ليصل بشفافيّته وقريحته إلى التلاقح الفكريّ بين النصّ والمتلقّي.