بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

الانسان السماوي:
يمكن لنا ان نتناول تاريخية المسالة المطروحة اي قبل ولوج الانسان غابات الارض ودهاليزها المظلمة، بعبارة ثانية تعامل السماء مع الانسان في السماء قبل الارض مع الاعتقاد بعدم رجحان الانسان سماوياً عنه اذا صار ارضياً بل على ما ثبت من النصوص يغاير ذلك تماماً فان الارض دار بلاء وابتلاء ومحن واختبار وامتحان.

الانسان آدم:
في عالم الارواح فضل الانسان على الجميع بلا استثناء مما حدى بإبليس ان يقر بالتكبر على امر الله تعالى بعيداً عن السجود، ومن المهم ان تشرق علينا الآيات الان بحديثها عن آدم (عليه السلام)
الآية الاولى: قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

الخلافة
دون اي شك ان هذا المقال لا يناله اي شخص ابداً، فهؤلاء الذين اختيروا لهذا المنصب قد اصطفاهم ربهم قبل ذلك وعرف انهم أفضل خلقه على الاطلاق فمع جلالة قدر الملائكة ورفعة مكانتهم الا انهم طلبوا هذا المقام وهذا الشرف العظيم كما هو ظاهر، وخلافة الله ليس بذاك الامر البسيط، ان آدم يخلف جبار السماوات والارض واي خطأ يرتكبه في الارض كأخطاء افراد البشر سوف يهز العرش الفكري لدى الناس عن المنظومة الدينية من هنا تتضح ولو احتمالاً اهمية القول بالعصمة وهي اول درجات حفظ مقام الخليفة الالهي، ثم ان الملائكة على قول بعضهم تمنت هذا المقام كما استظهر ذلك من السياق الا يدل دلالة ناصعة على اهمية مقام الخلافة وانه سر من اسرار الله تعالى.

هذا المقام السامي حدث عليه صراع رهيب بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لما له من اثر مهم في حياة الناس والمجتمع ككل، لكنهم واجهوا مشكلة لم تحل الى الان نحصرها بهذه المفردات (شرعية الخليفة) فمن جهة لا يمكن ان يقولوا بمعنى الخلاقة القرآنية فقد ختمت النبوة بسيد المرسلين ولم يوجد نص عليها عندهم اطلاقاً غير بعض الاستحسانات والذوقيات والامارات التي لا يعترف بها كدليل ابداً وهي مرفوضة عندهم قبل غيرهم ثم ان النصوص الواردة من طرقهم حول عدد الخلفاء لا تؤيد ما يذهبون اليه منا هنا تمسكوا جلهم بنظرية الشورى فجاءت الاحاديث المعلقة في اذهان الوضاعين فكتبوا وشرعنوا وانتهت المسالة وغلق الباب مدة من الزمن وفتحت مرة أخرى وغلقت مرة أخرى وهكذا كلعبة صارت بيد الناس كرة تتلقفها الارجل.

هذه ليست خلافة الله عز وجل، ولم تمت اليها باي صلةٍ، ومتى عُقِلَ ان تتساوى افراد البشر بالأنبياء والمرسلين، ويعجب الانسان المفكر والعاقل من ذاك الذي يسخف مقام الخلافة ويقلل منه بحجج واهية فبعضهم يريه بالمقام الدنيوي وانه مسألة جزئية لا قيمة لها يعتد بها سوى ادارة العباد والبلاد ليس اكثر ، يريد ان يقول انها مقام اعتباري كالملكية وما شابهها.