تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
- يحكى أن رجلاً ميسوراً عاش قبل نحو مائة عام وكان له خادم يخدمه في جميع شؤونه فإذا أذّن مؤذن المسجد لصلاة الفجر أيقظه مملوكه وقدم له إبريق الوضوء وأشعل الفانوس، ومشی امامه نحو المسجد ..
فلما رأى ذلك الميسور تفاني مملوكه وخادمه قال له ذات يوم : اسمع يا سعيد قد كتبت في وصيتي الموجهة لورثتي أن تصبح حراً بعد وفاتي مكافأة لك على إخلاصك في خدمتي لعشرات السنوات فسكت الخادم ولم يعلق على ما سمعه من سيده !..
وفي فجر اليوم التالي قام كعادته وأسرج الفانوس ومشى به خلف الرجل الميسور فتعجب من فعلته وقال له : ما لك يا سعيد لماذا لا تتقدم بالفانوس حتی تنير لي الطريق نحو المسجد ؟! ....
فأجابه خادمه بقوله : أنت يا سيدي الذي جعلت نورك وراءك عندما وعدتني بالحرية بعد مماتك ولم تقم بذلك في حياتك، ولماذا تجعلني أتمنى موتك حتى أنال حريتي بدل أن أتمنى لك طول العمر في طاعة الله ألا تعلم أني سأظل أخدمك وفياً لك حتى لو نلت على يديك حريتي ؟!.
وفهم الرجل الدرس جيداً وقال له : انت یا سعید حر من هذه اللحظة فرد عليه قائلا : وأنا خادمك البر من هذه اللحظة .
إشراقة : قرر تنفيذ أي عمل خيري في حياتك بدل أن توصي به بعد وفاتك حتى تجعل نورك أمامك بدل أن تجعله خلفك خذ مصباحك معك ولا تتركه خلفك ؟!
فلنجتهد ليكون نورنا أمامنا .