اللهم صل على محمد وآل محمد
تحتوي الدنيا على عناصر ومواد، ولكل مادة خاصية معينة كما هي خواص الأطعمة، فهناك أطعمة محرمة وأخرى محللة، وهناك بقاع مباركة كما يوجد بقاع ملعونة كوادي برهوت، كل هذه التفصيلات تكشف عن وجود قوة نورانية وأخرى ظلمانية في كل عنصر في الكون، فهذه المواد مرتبطة بحقائق مغيبة في الملكوت.
إن أكل الإنسان لطعام مكتسب بمال محرم يسبب ظلمة في القلب علم ذلك أم لم يعلم، وكذلك إذا ابتاع له شخص طعام ولم يكن هذا الشخص راضٍ في قرارة ذاته فإن له أثر إما أن تنتقل صفاته إليك إذا كان راغباً في الطعام فقط، أو تنتقل نقمته إليك إذا كان ساخطاً لصرف مالا يريد صرفه لأجلك.
وكذلك الأمكنة والألوان، يوجد ألوان باهتة وأخرى مشعة، إن جمع الألوان النورانية وترتيب المكان بشكل معين يورث حالة من النشاط والنور، فيوجد قوة تنبعث من هذه الألوان والموجودات.
فعلك الذي تفعله ينطوي على نية إما أن تكون نور أو ظلمة، رمي القاذورات في الغرفة يصاحبه رمي لظلمة الإهمال أيضاً فيسبب ذلك كسل وضيق مزاج لكل من يدخل هذه الغرفة أو هذا البيت، فحفظ الترتيب أمر مهم لأجل تنشيط النفس والتكامل كما حث عليه الشرع، إحرص على ترتيب خزانتك وأدواتك وغرفتك وبيتك بشكل يورث الراحة في قلبك، ويستحسن تخصيص سلة للمهملات وجعل مكان مخصص لكل شيء مهمل لحصر الظلمات في مكان واحد فقط.
فما يخطه الإنسان بيده بالقلم أو بالكتابة في الأجهزة يحوي على مكنوناته يمكن للقارئ أن يستشف شيئاً منها بقدر توجهه، وما يستمع إليه من غناء يترك أثره في القلب أيضاً، فهو يتوجه وبحواسه لما يسمع فيرث -بقدر توجهه وتفاعله- من ذاك المغني ظلماته التي حصرها في مقطعه الصوتي أو الصوري.
لذلك ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله عز وجل: "فلينظر الإنسان إلى طعامه"، قلت: ما طعامه؟ قال: "علمه الذي يأخذه ممن يأخذه".