بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذاَ قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا)(1).
الحاكم: أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الشيباني من أصل كتابه، ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر، ثنا الحسن بن حمّاد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسّام الصيرفي، عن الحسن بن عمر الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذرّ، قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني).
ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي.
[الحاكم: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان البرنسي، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسّام الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذرّ ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ بن أبي طالب: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني).
ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي().
2[ابن عديّ: أنا عليّ بن سعيد الرّازي، ثنا الحسن بن حمّاد سجادة، ثنا يحيى بن يعلى، عن بسّام بن عبد الله الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفـقـيمي، عـن معاوية بن ثعلـبة، عـن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من أطاعني أطاع الله، ومن عصاني عصى الله، ومن أطاع عليّاً أطاعني، ومن عصى عليّاً عصاني)(3).
وأخرجه ابن عساكر من طُرق ؛ عن يحيى بن يعلى بسنده المذكور ; فجاء في أحد ألفاظه: (من أطاعك أطاعني، ومن أطاعني أطاع الله، ومن عصاك عصاني، ومن عصاني عصى الله عزّوجلّ).
وفي لفظ آخر: (من أطاعك أطاعني، ومن عصاك عصاني، ومن عصاني عصى الله عزّوجلّ).
وفي لفظ ثالث: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاعك أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصاك فقد عصاني).
ولفظه الرّابع، هو عين لفظ ابن عديّ بسنده المذكور في الكامل. وأورده المحبّ الطبري في الرياض، وعزاه للإسماعيلي والخجندي(4).
ويحيى بن يعلى هذا، هو المحاربي، ثقة، من رجال الصحيح ؛ روى له البخاري وغيره. وشيخه بسّام بن عبد الله الصيرفي، أيضاً من الثقات، كما حكم بذلك يحيى بن معين وغيره. وقال الذّهبي: ثقة، بقي إلى بعد الخمسين ومائة(5).
وقد تقدّم ما أخرجه ابن عديّ وابن عساكر ؛ عن يعلى بن مرّة الثقفي، حيث قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (من أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ كافر أو منافق)(6) .
[ابن المغازلي: أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسين بن عبد الرّحمن العلوي رحمه الله فيما كتب به إليّ، ثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين التيملي البزّار، ثنا الحسين بن علي السلوالي، ثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر الرّازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه قال في حديث: (إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتقين، من أحبّه أحبّني، ومن أطاعه أطاعني...) (7).
[ابن المغازلي: بسنده المذكور في الفصل الأوّل عن أبي الطفيل: أنّ عليّاً(عليه السلام) قال لأصحاب الشورى: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه لبني وليعة: (لتنتهنّ أولأبعث إليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي، ومعصيته كمـعـصيتي، يـغشاكم بالسيـف)، غيري؟ قالوا: اللّهمّ، لا(8).
[ابن عقدة: ثنا محمّد بن عبيد والحسن بن عليّ بن بزيع، قالا: ثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا حبيب بن أبي راشد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (عليّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي).
هكذا أخرجه الحموئي بسنده في الفرائد ؛ من طريق ابن عقدة(9).
وروى ابن أعثم المحاورة الّتي جرت بين أم سلمة وعائشة يوم خروجها على الإمام عليّ (عليه السلام)، وجاء فيها أنّها قالت لعبد الله بن الزبير: أتطمع أن يرضى المهاجرون والأنصار بأبيك الزبير وصاحبه طلحة، وعليّ بن أبي طالب حيّ، وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة ؟ فقال عبد الله بن الزبير: ما سمعنا هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساعة قط، فقالت أمّ سلمة رحمة الله عليها: إن لم تكن أنت سمعتَه فقد سمعَتْه خالتك عائشة، وها هي، فاسألها ؛ فقد سمعَتْه (صلى الله عليه وآله) يقول: (عليّ خليفتي عليكم في حياتي ومماتي، فمن عصاه فقد عصاني). أتشهدين يا عائشة بهذا أم لا ؟ فقالت عائشة: اللّهم نعم (10).
ولا شكّ في وجوب إطاعة الله وإطاعة نبيّه(صلى الله عليه وآله)، وحرمة معصيتهما، على جميع العباد، وفي جميع القرون، وبعد أن قرن الله تعالى طاعةَ عليّ(عليه السلام) على لسان نبيّه(صلى الله عليه وآله) بطاعته وطاعة نبيّه، فيستفاد منه: أنّ طاعته(عليه السلام) واجبة، ومعصيته محرّمة على جميع المسلمين، وفي كلّ قرن، من دون استثناء.
ثمّ إن فتّشت في التاريخ - أيّها القارئ الكريم - فستقف على عدد كبير من الّذين كانوا يحسبهم الجاهل من أعظم أولياء الله، ويجعلهم أُسوة لدينه، في حين أنّهم كانوا في رأس
العصاة لعليّ(عليه السلام)، وبالتالي ستميّز مطيع الله من عاصيه.
1) سورة الأحزاب : 36 .
(2) المستدرك : 3 / 128 ، كنز العمّال : 11 / 614 ح : 32973 .
(3) الكامل لابن عديّ : 9 / 87 - 88 م : 2132 .
(4) تاريخ دمشق : 42 / 306 - 307 ، الرياض النضرة : 3 / 106 ح : 1321.
(5) تهذيب الكمال : 3 / 34 - 35 م : 653 ، و 20 / 262 - 263 م : 7543 ، ميزان الاعتدال : 1 / 308 م : 1166 ، و 4 / 415 م : 9659 .
(6) الكامل لابن عديّ : 5 / 560 م : 1182 ، تاريخ دمشق : 42 / 270 .
(7) المناقب لابن المغازلي : 46 - 47 ح : 69 .
(8) المناقب : 112 - 118 ح : 155 .
(9) فرائد السمطين : 1 / 178 - 179 ح : 142 .
(10) الفتوح : 2 / 281 – 283 .
أقول : حكم رسول الله « صلى الله عليه وآله » بتساوي طاعته وعصيانه مع طاعة علي « عليه السلام » وعصيانه ، فمن عصى عليا فقد عصى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فهو في هذه الجهة بمنزلة النبي « صلى الله عليه وآله »
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذاَ قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا)(1).
الحاكم: أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الشيباني من أصل كتابه، ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر، ثنا الحسن بن حمّاد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسّام الصيرفي، عن الحسن بن عمر الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذرّ، قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني).
ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي.
[الحاكم: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان البرنسي، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسّام الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذرّ ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ بن أبي طالب: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني).
ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي().
2[ابن عديّ: أنا عليّ بن سعيد الرّازي، ثنا الحسن بن حمّاد سجادة، ثنا يحيى بن يعلى، عن بسّام بن عبد الله الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفـقـيمي، عـن معاوية بن ثعلـبة، عـن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من أطاعني أطاع الله، ومن عصاني عصى الله، ومن أطاع عليّاً أطاعني، ومن عصى عليّاً عصاني)(3).
وأخرجه ابن عساكر من طُرق ؛ عن يحيى بن يعلى بسنده المذكور ; فجاء في أحد ألفاظه: (من أطاعك أطاعني، ومن أطاعني أطاع الله، ومن عصاك عصاني، ومن عصاني عصى الله عزّوجلّ).
وفي لفظ آخر: (من أطاعك أطاعني، ومن عصاك عصاني، ومن عصاني عصى الله عزّوجلّ).
وفي لفظ ثالث: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاعك أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصاك فقد عصاني).
ولفظه الرّابع، هو عين لفظ ابن عديّ بسنده المذكور في الكامل. وأورده المحبّ الطبري في الرياض، وعزاه للإسماعيلي والخجندي(4).
ويحيى بن يعلى هذا، هو المحاربي، ثقة، من رجال الصحيح ؛ روى له البخاري وغيره. وشيخه بسّام بن عبد الله الصيرفي، أيضاً من الثقات، كما حكم بذلك يحيى بن معين وغيره. وقال الذّهبي: ثقة، بقي إلى بعد الخمسين ومائة(5).
وقد تقدّم ما أخرجه ابن عديّ وابن عساكر ؛ عن يعلى بن مرّة الثقفي، حيث قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (من أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ كافر أو منافق)(6) .
[ابن المغازلي: أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسين بن عبد الرّحمن العلوي رحمه الله فيما كتب به إليّ، ثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين التيملي البزّار، ثنا الحسين بن علي السلوالي، ثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر الرّازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه قال في حديث: (إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتقين، من أحبّه أحبّني، ومن أطاعه أطاعني...) (7).
[ابن المغازلي: بسنده المذكور في الفصل الأوّل عن أبي الطفيل: أنّ عليّاً(عليه السلام) قال لأصحاب الشورى: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه لبني وليعة: (لتنتهنّ أولأبعث إليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي، ومعصيته كمـعـصيتي، يـغشاكم بالسيـف)، غيري؟ قالوا: اللّهمّ، لا(8).
[ابن عقدة: ثنا محمّد بن عبيد والحسن بن عليّ بن بزيع، قالا: ثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا حبيب بن أبي راشد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (عليّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي).
هكذا أخرجه الحموئي بسنده في الفرائد ؛ من طريق ابن عقدة(9).
وروى ابن أعثم المحاورة الّتي جرت بين أم سلمة وعائشة يوم خروجها على الإمام عليّ (عليه السلام)، وجاء فيها أنّها قالت لعبد الله بن الزبير: أتطمع أن يرضى المهاجرون والأنصار بأبيك الزبير وصاحبه طلحة، وعليّ بن أبي طالب حيّ، وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة ؟ فقال عبد الله بن الزبير: ما سمعنا هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساعة قط، فقالت أمّ سلمة رحمة الله عليها: إن لم تكن أنت سمعتَه فقد سمعَتْه خالتك عائشة، وها هي، فاسألها ؛ فقد سمعَتْه (صلى الله عليه وآله) يقول: (عليّ خليفتي عليكم في حياتي ومماتي، فمن عصاه فقد عصاني). أتشهدين يا عائشة بهذا أم لا ؟ فقالت عائشة: اللّهم نعم (10).
ولا شكّ في وجوب إطاعة الله وإطاعة نبيّه(صلى الله عليه وآله)، وحرمة معصيتهما، على جميع العباد، وفي جميع القرون، وبعد أن قرن الله تعالى طاعةَ عليّ(عليه السلام) على لسان نبيّه(صلى الله عليه وآله) بطاعته وطاعة نبيّه، فيستفاد منه: أنّ طاعته(عليه السلام) واجبة، ومعصيته محرّمة على جميع المسلمين، وفي كلّ قرن، من دون استثناء.
ثمّ إن فتّشت في التاريخ - أيّها القارئ الكريم - فستقف على عدد كبير من الّذين كانوا يحسبهم الجاهل من أعظم أولياء الله، ويجعلهم أُسوة لدينه، في حين أنّهم كانوا في رأس
العصاة لعليّ(عليه السلام)، وبالتالي ستميّز مطيع الله من عاصيه.
1) سورة الأحزاب : 36 .
(2) المستدرك : 3 / 128 ، كنز العمّال : 11 / 614 ح : 32973 .
(3) الكامل لابن عديّ : 9 / 87 - 88 م : 2132 .
(4) تاريخ دمشق : 42 / 306 - 307 ، الرياض النضرة : 3 / 106 ح : 1321.
(5) تهذيب الكمال : 3 / 34 - 35 م : 653 ، و 20 / 262 - 263 م : 7543 ، ميزان الاعتدال : 1 / 308 م : 1166 ، و 4 / 415 م : 9659 .
(6) الكامل لابن عديّ : 5 / 560 م : 1182 ، تاريخ دمشق : 42 / 270 .
(7) المناقب لابن المغازلي : 46 - 47 ح : 69 .
(8) المناقب : 112 - 118 ح : 155 .
(9) فرائد السمطين : 1 / 178 - 179 ح : 142 .
(10) الفتوح : 2 / 281 – 283 .
أقول : حكم رسول الله « صلى الله عليه وآله » بتساوي طاعته وعصيانه مع طاعة علي « عليه السلام » وعصيانه ، فمن عصى عليا فقد عصى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فهو في هذه الجهة بمنزلة النبي « صلى الله عليه وآله »