اللهم صل على محمد وآل محمد
روي انه يؤتي بالمراة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها ، فتقول: يا رب حسّنت خَلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم عليها السلام فيقال: انت أحسن أو هذه ؟ قد حسناها فلم تفتتن.
ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتنه في حسنه ، فيقول: يا رب حسّنت خَلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت ، فيجاء بيوسف ويقال: أنت أحسن أو هذا ؟
قد حسّناه فلم يفتتن.
ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شدّدت عليّ البلاء حتى افتتنت ، فيؤتى بأيوب عليه السلام فيقال: أبليّتُك أشدّ أو بليّة هذا ؟ فقد ابتلي فلم يفتتن. (1)
وروي ان إبليس تمثّل للنبي أيوب بأحد عبيده وجاء إليه وقال له: يا أيوب: هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترته وعبدته بإبلك ورعاتها ؟ قال أيوب: إنها ماله أعارنيه ، وهو أولى به إذا شاء تركه وإن شاء نزعه ، وقديما ما وطّنتُ نفسي ومالي على الفناء.
فقال إبليس: وإن ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها.
قال أيوب: الحمد لله حين أعطاني ، وحين نزع مني ، عريانا خرجت من بطن أمي ، وعريانا أعود في التراب ، وعريانا أحشر إلى الله تعالى.
ليس ينبغي لك ان تفرح حين أعارك الله ، وتجزع حين قبض عاريته. (2)
---------------------------
1 ـ روضة الكافي: ص 228.
2 ـ قصص الانبياء للجزائري: ص 235.