مقدمة :

المبدأ الأول في الأخلاق هو "انتخاب الإنسان وإرادته"

ويصدق الإنتخاب حينما يلاحظ جهتين أو أكثر لموضوع ما، فينتخب أحدها بوعي بعد الاختبار والمقارنة فيما بينها.

وعلى هذا فان "الشرط الأساس للإنتخاب الصحيح" هو أن يلاحظ الإنسان "جهات الموضوع."


الغفلة الآفة الأولى*

• نتيجةً لاتباع "الغرائز الحيوانية" لا يُلاحظ بعض الناس جهات الموضوع حتى يعرف الأصلح ويختاره.

فالميول الغريزية تدفعهم لممارسة أعمال دون الالتفات أبداً الى وجود هدف أفضل أو طريق أصلح مما يجدر سلوك ذلك الطريق للوصول الى ذلك الهدف، أو أن هناك حقاً يجب الإقرار به وباطلا يجب رفضه وطريقاً صحيحاً ينبغي انتخابه وطريقا خاطئا يجب اجتنابه.

• لا يلتفت الغافلون الى هذه الحقائق، بل تثير الغرائز فيهم - بمساعدة الظروف والأجواء الخارجيّة - دوافع يتحركون باتجاهها، وحياتهم هي في الواقع حياة حيوانية.

• ويعبّر القرآن الكريم عن هؤلاء ب"الغافلين" ويعدهم من قبيل "الانعام" قال تعالى:

(وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوب لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُن لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَان لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ) [سورة الأعراف 179]

• إن الغفلة توصد طرق المعرفة التي فتحها الله للإنسان وتُعدم افادتها لقد سخر سبحانه للإنسان البصر والسمع والقلب لكي يستعين بها في طريق المعرفة، ولكن الغافل لا يستخدمها لتمييز الصحيح من غير الصحيح، بل يعمل مطرقا بمقتضى الغريزة العمياء وبدون ملاحظة الحق والباطل، ولذا عبّر سبحانه عنهم بـ: (أولئك كالأنعام).

*يُتبع ان شاء الله ..*
-------------------------
اية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي حفظه الله ||*
المصدر : الأخلاق في القران الكريم ج1 ص149*