خَيرُ الْهُدَى فِي نُزُولِ هَلْ أَتَى؟
كلمات ولائية في أسباب نزول السورة الكريمة
تقديم ولائي
، نقف عند سورة هي تشبه عقداً من النور تتزين به الحور في قصور الجنان ألا وهي سورة الإنسان (الدهر) الخاصَّة بهم.
فالله تعالى جعل لنا من أنفسنا أنبياء ورسل ليدلونا على خالقنا سبحانه وتعالى، ويُرشدونا إلى سُبل الهدى والخلاص، وجعل لكل نبي وصياً على أمته ليقوم بها من بعده فيُرشدها، ويُعلمها الكتاب والحكمة ويُزكيها، حتى لا تضل عن الصراط المستقيم، والطريق القويم الذي رسمه لها رسولها قبل أن يغادرها إلى ربه.
ورسول الله (ص) قال في حديثه المتواتر الذي ورد في أصول الكافي الذي يعدّ أهم الكتب الروائية الشيعية بلفظ، قال (ص): (إِنِّي تَارِك فِيكمْ أَمْرَينِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا- كتَابَ اللَّهِ عَزَ ّوَجَلَّ، وَأَهْلَ بَيتِي عِتْرَتِي؛ أَيهَا النَّاسُ؛ اسْمَعُوا وَقَدْ بَلَّغْتُ إِنَّكمْ سَتَرِدُونَ عَلَيّ الْحَوْضَ فَأَسْأَلُكمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَينِ، وَالثَّقَلَانِ كتَابُ اللَّهِ جَلَّ ذِكرُهُ وَأَهْلُ بَيتِي) (الكافي، ج1، ص294)
وروي في سنن النسائي من أهل السنة بلفظ قال (ص): (كأني قد دُعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) (سنن النسائي: ح 8148)
وهي مروية في مسند أحمد، وابن راهويه، وأبي يعلي، والترمذي، وطبقات ابن سعد، والمعجم الكبير، ومصابيح السنة للبغوي، وجامع الأصول لابن الأثير، وطرقه كثيرة ومفصلة وقد أُلِّفت كتبٌ مستقلة عن هذا الحديث الشريف التي تُثبتُ تواتره لفظاً ومعناً عند الفريقين.
فأهل البيت الأطهار الأبرار (ع) هم عِدل القرآن الحكيم في هذه الأمة ولا يمكن فصلهما عن بعضهما بأي شكل من اشكال الفصل، لأن الإقتران بالنص الجلي إلى يوم القيامة وورود الحوض على رسول الله (ص)، ولكن الأمة وبقيادتها القرشية فصلت بينهما منذ رزية يوم الخميس حيث قال رسول الله (ص)، فرُفضَ قوله مُنع من كتابة الوصية العاصمة من الضلال، وقال ممثِّل قريش: (إن نبيَّكم يهجر، وغلب عليه الوجع، حسبنا كتاب الله)، أي أنه عَرَفَ أن رسول الله (ص) سيكتب نص يؤكد فيه حديث الثقلين، لأنه كثيراً ما كرره في أيام حجة الوداع في خطبه الثلاثة المروية وفي يوم الغدير، فرفض الرجل الثقلان واكتفى بالقرآن، ولكنه جهل –وهو الجاهل بالقرآن– أن القرآن الحكيم نص مكتوب صامت ولا بدَّ له من مفسِّر ومؤول لهذا الكتاب الحكيم في حياة المسلمين، وهو الذي مات وما عرف الكلالة، ولا سهم الجد والجدة، وكان يقول على المنبر: كل الناس أفقه منه حتى ربات الخدور، أو الحجال، وكثيراً ما كان يقول: لولا علي لهلك، فلماذا لم يُسلِّم الأمر إلى علي منذ الأول، وهو الذي قال له يوماً: "سأستقيل واقذفها في عنقك"، ولكن أمير المؤمنين رفض أن يُقيله، وأن يشيلها عنه ليتحمَّلها بثقلها ووزرها.
سورة الدَّهر (الإنسان)
وأما الإمام علي (ع) الذي يقول عبد الله بن عباس: "أنه نزل فيه ثلاثمائة آية"، ولكن الروايات الشريف تؤكد؛ "بأن ثلث القرآن نزل في أهل البيت (ع)"، وأمير المؤمنين (ع) راسهم بعد رسول الله (ص) وهو الذي عنده علم الكتاب كله، والذي احتجَّ به الله تعالى على الخلق جميعاً، ومن تلك الآيات المباركات، بل السورة كلها توثِّق مناقب خاصة بأمير المؤمنين (ع) وأهل بيته، هي سورة الدَّهر، أو سورة الإنسان، وهي بها أليق لأنها تصوِّر لنا، وتعطي الصورة الحقيقية للإنسان الكامل في إنسانيته وفي رسالته ويمكن لنا أن نُطلق عليه : إنسان الله، بكل جدارة وصدارة.
قال ابن عباس: إنَّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول (ص) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إنْ برئا مّما بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام؛ فشفيا وما كان معهم شيء، فاستقرض علي (ع) ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (وباتوا مرة أُخرى لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً) ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله (ص)، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: (ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم) فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل (ع) وقال: (خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك).
قال: (وما آخذ يا جبريل)؟ فاقرأه: هل أتى على الإنسان السورة).(تفسير الآلوسي: ج ٢٩ ص ١٥٧)
ونأخذها مفصَّلة مما يرويه الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (رحمة الله عليه ورضوانه) حيث يرويها مفصَّلة مع الشعر الذي فيها، ولكن هنا سننقل الرواية دون الشعر، يروي سماحته عن الإمام الصادق جعفر بن محمد (ع)، عن أبيه (ع) في قوله عز وجل: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) قال: (مرض الحسن والحسين (ع) وهما صبيان صغيران، فعَادَهما رسول الله (ص) ومعه رجلان. (في بعض الروايات تقول: من الصحابة وهما أبو بكر وعمر).
فقال أحدهما: يا أبا الحسن، لو نذرتَ في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عز وجل، وكذلك قالت فاطمة (ع)، وقال الصبيان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضة.. فألبسهما الله عافيةً، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام، فانطلق علي (ع) إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف.
فقال: هل لك أن تعطيني جِزَّة من صوف تغزلها لك ابنة محمد (ص) بثلاثة أصوع من شعير؟
قال: نعم.
فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة (ع)، فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصاً.
وصلى علي (ع) مع النبي (ص) المغرب ثم أتى منزله، فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوَّل لقمةً كسرها علي (ع)، إذا مسكين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني مما تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنة.
فوضع اللقمة من يده، فأقبلت فاطمة (ع) وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقرصة لكل واحد قرصاً، وصلى علي (ع) المغرب مع النبي (ص)، ثم أتى منزله.
فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي (ع)، إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
فوضع علي (ع) اللقمة من يده، فأقبلت فاطمة (ع) ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلا الماء القراح، وأصبحوا صياماً.
وعمدت فاطمة (ع) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصاً، وصلى علي (ع) المغرب مع النبي (ص)، ثم أتى منزله.
فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي (ع)، إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا.
فوضع علي (ع) اللقمة من يده، فأقبلت فاطمة (ع) وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأتوه، وباتوا جياعاً وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
قال شعيب: (وأقبل علي (ع) بالحسن والحسين (ع) نحو رسول الله (ص)، وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بَصَرَ بهم النبي (ص).
قال: يا أبا الحسن، شدَّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة (ع).
فانطلقوا إليها وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها، فلما رآها رسول الله (ص) ضمها إليه، وقال: وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
فهبط جبرئيل (ع) فقال: يا محمد، خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
قال: وما آخذ يا جبرئيل؟
قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) حتى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)
وقال الحسن بن مهران: فوثب النبي (ص) حتى دخل منزل فاطمة (ع) فرأى ما بهم، فجمعهم ثم انكب عليهم يبكي، ويقول: أنتم منذ ثلاث أيام فيما أرى، وأنا غافل عنكم.
فهبط عليه جبرئيل (ع) بهذه الآيات: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)
قال: هي عين في دار النبي (ص) يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين، (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يعني علياً وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم (ع)، (وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) يقولون: عابساً كلوحاً، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له (مِسْكِينًا) من مساكين المسلمين، (وَيَتِيمًا) من يتامى المسلمين، (وَأَسِيرًا) من أسارى المشركين.
ويقول: إذا أطعموهم (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم، فأخبر الله بإضمارهم يقولون: لا نريد جزاءً تكلفوننا به، ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه، قال الله تعالى ذكره: (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه، (وَسُرُورًا) في القلوب، (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها، (وَحَرِيرًا) يفترشونه ويلبسونه، (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ) والأريكة السرير عليه الحَجلة (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا).
وقال ابن عباس: فبينا أهل الجنة في الجنة، إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنة: يا رب، إنك قلت في كتابك: (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا)!
فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل، فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن علياً وفاطمة (ع) ضحكا، فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت [هَلْ أَتَى] فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا). (فاطمة الزهراء في السنة المطهرة السيد محمد الشيرازي: ص125، عن الأمالي للصدوق: ص256)
عظمة هذه السورة المباركة
كل القرآن كلام الله العظيم، وهو بنسق واحد ومن الواحد الأحد، نزل على رسوله الكريم (ص) ليهدي به البشر ويُخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وهدايته لهم، ولكن لا يخفى أن هناك كنوزاً من الآيات، بل هناك من كنوز العرش كسورة الكرسي، وهناك ربيع في القرآن، وعرائس، وهذه السورة الكريمة تخصُّ أهل القرآن، والذِّكر، بشكل مفصَّل تذكر هذا الموقف القيمي الرفيع من هذه العائلة المثالية في المجتمعات الإنسانية.
وبعض العلماء انتبهوا إلى أن هناك خصوصية راقية جداً في هذه السورة المباركة، وذلك لن الله تعالى أشد ما يذكر من نعيم الجنان الحور العين، ولكن في هذه السورة الكريمة لم يذكر الحور العين أصلاً وذلك لأن سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) وهي الحوراء الإنسية موجودة بكل عظمتها وجمالها وكمالها ودلالها فاحتراماً لها لم تذكر السورة أعظم النعم في الجنة.
والعجيب أن مَنْ يتدبَّر في هذه السورة كاملة يشعر وكأنها قلادة من نور نزع منها قلبها وواسطتها فلو ان –ومن باب التفسير والجمع الموضوعي– نضع فيها آية التطهير المباركة التي جاءت كجملة معترضة في سياق آيات سورة الأحزاب، لكانت لم تنقص شيء من سورة الأحزاب، وظهر رونقها وكمالها في سياق سورة الدهر بحيث تكون في سياق قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)
هذا يعطينا الكثير من البركات، ويُغدق علينا الخيرات، ويفتح لنا أبواب الرحمة المهداة، من رب البريات وذلك لن الحديث عن أهل البيت الأطهار (ع) هو حديث عن رسول الله (ص)، ولكن هذه الأمة ضيَّعت نفسها حينما أضاعت بوصلتها في هذه الحياة، واتبعت أهل الدنيا من الحكام والسلاطين فصار عمل الحاكم الباطل والظالم ديناً يُدان به، فقتلوا أهل الدين والقرآن بأمر الحاكم ولو أمرهم يزيد بقتل رسول الله (ص) لقتلوه، إذ لا فرق بين الإمام الحسين (ع) وجدَّه، أليس هو الذي يقول عنه بالمتواتر: (حسين مني وأنا من حسين أحب الله مَنْ أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط)؟
ألم يقتلوا الحسين وأهل بيته وإخوته وأصحابه وفيهم من فيهم من الصحابة الأجلاء لإرضاء يزيد الشر، ونسوا ما قاله رسول الله (ص) في حديث صحيح يرويه الترمذي عن ابن عمر: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)؟
فالحاكم الذي ليس من الدين شيء، ولا العروبة، ولا حتى الإنسانية كيزيد الأموي من أصل رومي، وأمه ميسون نصرانية كلبية، وتربى عند أخواله فلا يعرف من الإسلام أي قيمة وكانت حياته صورة فاقعة عن كل أنواع اللهو والاستهتار بكل القيم، وأكبر همَّه ملاعبة القرود، يحكم دولة القيم والدِّين والإسلام ويقتل ابن رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة ويسبي نساءه، أليست تلك هي الكارثة العظمى التي لم تفق منها هذه الأمة على اليوم؟
ونحن على أبواب محرَّم الحرام أهيب بكم أيها الكرام التدبر في هذه المسألة جديَّاً، كيف وصل يزيد الشر إلى الحكم، وكيف للأمة الإسلامية أن تشاركه جريمته بقتل الإمام الحسين (ع) سبط رسوله الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة؟
المصدر
شبكة النبا المعلوماتية