السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
من هي زينب (عليها السلام)
وكيف لنا أن نعرّف زينب (عليها السلام) وهي أشهر من نار على علم؟
ابنة من تكون زينب؟ وأخت من وعمّة من؟
وكيف لكلماتنا القاصرة أن ترتقي للتعريف ببطلة الطفّ وهي التي كانت رمز كلّ مظلوميّة ثائرة وأرجوزة كلّ أم صابرة.. زينب وما أدراك ما زينب؟ العالمة غير المعلمة التي نشأت وترعرعت في بيت العصمة والطهارة تغذت بلبان من أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتجمّلت بشمائل أبيها علي بن أبي طالب (عليه السلام) فجاءت ثمرة غضّة يانعة قد اشتدّ عودها وقوت جذورها.. فكانت بحقّ هبة السماء إلى الأرض. فما أعظمك من سليلة للبيت العلوي وما أجلّ قدرك يا ابنة الزهراء البتول وأنت تتقلبين في أحضان بيت هو خير بيوتات المسلمين تتعهّدك يد السماء لتكوني في يوم ما رزءً وسنداً لأخيك الحسين(عليه السلام) في عرصات كربلاء.
وزينب (عليها السلام) كانت ولا تزال رمز كلّ مكرمة وعنوان كلّ فضيلة وشموخ كلّ ثورة.. وإذا أردنا أن ننصف زينب (عليها السلام) في كلمة جامعة مانعة وان لم نقدر فلنقل: إذا كان ولابدّ للمصائب من أم فأمها زينب لذا يقال في زيارتها(السلام عليك يا أم المصائب يا زينب) تلك المصائب التي لا تقدر على حملها الجبال الرواسي فلا غرابة إذن أن نجد اللبوة الهاشمية تزأر كزئير الأسد في وجه العتاة الظالمين بعد أن قتلوا أخوتها وأبنائها وأهل بيتها وكانت تلك تشكل نقطة انطلاق لتحرّك العقيلة زينب (عليها السلام) في مسيرة الطفّ الدامي مسيرة الدم والشهادة.
(لبّيك يا داعي الله)
لم يزرع طريق الجهاد بالرياحين والورود بل هو كان ولايزال طريقاً محفوفاً بالمخاطر والصعوبات وهذه الحقيقة لم تغب عن بال سيدتنا العقيلة (عليها السلام) فهي تعلم على اليقين أنّ قبولها بدعوة الاستنفار الحسينية سيكلفها الكثير من التضحيات وكانت (سلام الله عليها) تعلم بما يحلّ عليها من مصائب يندى لها جبين الإنسانية وكان بإمكانها أن تخلق لنفسها المعاذير والتبريرات كي تتخلف عن ركب الجهاد فهي أنثى والأنثى ضعيفة بطبعها وليس لها القدرة على تحمّل مشاق السفر والهجرة كما أن الجهاد ساقط عن المرأة في الأساس أضف إلى ذلك أنّ الله سبحانه قد أمر النساء بملازمة البيت إذ قال(وَقرْنَ فِي بيُوتِكُنّ) نعم كان بإمكانها أن تتشبّث بهذه التبريرات الواهية والتي تتشبّث بها معظم النساء إلا أنّ زينب (عليها السلام) لم تكن من هذا الصنف الذي يستسلم للوهن والضعف أو أن تركن إلى شريحة المتقاعسين وما أكثرهم الذين تثاقلوا إلى الأرض فلا يهمّهم سوى ذواتهم وراحتهم كما أنها (عليها السلام) لم تكن لتبقي نداء الحسين (عليه السلام) بلا جواب فجاء قبولها بمثابة التلبية لنداء الواجب الذي لم يسقط عن عنق أحد من العالمين ولأنه نداء من إمام واجب الطاعة لذا نجد العقيلة قد هبّت لمؤازرة أخيها الإمام غير عابئة بما تلاقيه من محن وصعوبات وتسلحت بسلاح الإيمان والتقوى وهي بعد كل ذلك على ثقة من ربّها بما وعد الصالحين والمجاهدين.. فجاء جوابها لبّيك يا داعي الله.
(دور العقيلة زينب (عليها السلام) في الثورة الحسينية)
لانجد غضاضة في أن يكون اسم زينب (عليها السلام) مقروناً باسم سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) فهي التي عاشت قصة كربلاء على أرض الواقع بكلّ تفاصيلها وصورها وهي التي شاهدت بأم عينيها مصارع الرجال الأبطال من أهل بيتها ومن الأصحاب وكانت (عليها السلام) في جميع الأحوال راضية مطمئنة، لأنها تعلم أنّ كلّ ذلك كان بعين الله وفي سبيل الله.. وقد استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) بعد ان روّى شجرة الإسلام بدمه الزكي ودماء أهل بيته وأصحابه المخلصين ولكن من يوصل مظلومية هذه الدماء الطاهرة إلى أسماع العالم؟ ومن يقوم بدور الإعلام للثورة الحسينية؟ كانت العقيلة زينب (عليها السلام) هي رائدة الإعلام في الثورة الحسينية وهي التي اضطلعت بهذا الدور العظيم إذ لولا صرختها بوجه السلطة الأموية الحاقدة لذهبت دماء أهل البيت هدراً ولما بقيت الثورة الحسينية خالدة إلى يومنا هذا... فقد جاء الدّور الزينبي مكملاً للدّور الحسيني فكانت (سلام الله عليها) السبّاقة إلى كشف تورّط السلطة الأموية الظالمة في قتل سبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة كما أنها أزالت الأقنعة التي يتستر خلفها خلفاء بني أمية فقد تستروا بالإسلام ليخفوا سوءات أنفسهم وقتلوا الإمام الحسين (عليه السلام) باسم الإسلام بعد أن روّجوا عنه أنه خارجي.. إلا أن خطابات العقيلة (عليها السلام) في الكوفة وفي الشام تلك الخطابات اللاهبة كشفت زيف السلطة الغاشمة وبيّنت للناس أن الأمويين هم المارقين عن الدين وليس الحسين (عليه السلام) فتقول في إحدى خطبها أمام يزيد اللعين(فكد كيدك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وهل أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المناد ألا لعنة الله على الظالمين)
(العقيلة زينب القدوة والأسوة)
هناك حقيقة تاريخية تأتي في هذا السياق ولا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال وهذه الحقيقة هي: أنّ التاريخ لا يخلد اسماً من الأسماء عبثاً واعتباطاً لولا أنّ ذلك الاسم قد سجّل موقفاً عظيماً يستحق البقاء والخلود وإن كان هذا الاسم في عداد الموتى في الغابرين فلتلتمس قبر يزيد (الطاغية) لن نجد سوى خربة موحشة تطمسها لعنات التاريخ والموالين بينما قبر العقيلة زينب (عليها السلام) يكتظ بالزائرين والمحبين من كلّ بقاع الأرض وشتان ما بين الثريّا والثرى ولازال اسم زينب خالداً أبد الدهر.
وحريٌ بنا نحن جميعاً خاصة النساء أن نتأسّى بهذه المرأة الخالدة وأن نقتدي بسيرتها العظيمة ولكن قبل أن نمهّد الطريق للاقتداء والتأسّي لابدّ أن نعرّج على وضع المرأة اليوم وما وصلت إليه من انتكاسات في واقعها المتردي.
نحن لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إنّ ما تعيشه المرأة اليوم تحت يافطة التحرر والمساواة مع الرجل وغيرها من صيحات العصر الحديث ما هو إلا وهم كبير صنعته لها أيادي تسللت خفية في ظلّ غياب الوعي الديني وللأسف الشديد قد انطلت هذه اللعبة على شرائح كبيرة من نساء أمتنا وانجرفت الفتيات في سلك الابتذال والإباحية دون رادع من ضمير أو دين والعامل الرئيسي الذي ساعد على تردّي الوضع النسوي أكثر هو غياب المرأة الرمز ولابدّ من الاعتراف بهذا الفراغ الهائل الذي تركته القيادة النسوية المسؤولة.
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
من هي زينب (عليها السلام)
وكيف لنا أن نعرّف زينب (عليها السلام) وهي أشهر من نار على علم؟
ابنة من تكون زينب؟ وأخت من وعمّة من؟
وكيف لكلماتنا القاصرة أن ترتقي للتعريف ببطلة الطفّ وهي التي كانت رمز كلّ مظلوميّة ثائرة وأرجوزة كلّ أم صابرة.. زينب وما أدراك ما زينب؟ العالمة غير المعلمة التي نشأت وترعرعت في بيت العصمة والطهارة تغذت بلبان من أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتجمّلت بشمائل أبيها علي بن أبي طالب (عليه السلام) فجاءت ثمرة غضّة يانعة قد اشتدّ عودها وقوت جذورها.. فكانت بحقّ هبة السماء إلى الأرض. فما أعظمك من سليلة للبيت العلوي وما أجلّ قدرك يا ابنة الزهراء البتول وأنت تتقلبين في أحضان بيت هو خير بيوتات المسلمين تتعهّدك يد السماء لتكوني في يوم ما رزءً وسنداً لأخيك الحسين(عليه السلام) في عرصات كربلاء.
وزينب (عليها السلام) كانت ولا تزال رمز كلّ مكرمة وعنوان كلّ فضيلة وشموخ كلّ ثورة.. وإذا أردنا أن ننصف زينب (عليها السلام) في كلمة جامعة مانعة وان لم نقدر فلنقل: إذا كان ولابدّ للمصائب من أم فأمها زينب لذا يقال في زيارتها(السلام عليك يا أم المصائب يا زينب) تلك المصائب التي لا تقدر على حملها الجبال الرواسي فلا غرابة إذن أن نجد اللبوة الهاشمية تزأر كزئير الأسد في وجه العتاة الظالمين بعد أن قتلوا أخوتها وأبنائها وأهل بيتها وكانت تلك تشكل نقطة انطلاق لتحرّك العقيلة زينب (عليها السلام) في مسيرة الطفّ الدامي مسيرة الدم والشهادة.
(لبّيك يا داعي الله)
لم يزرع طريق الجهاد بالرياحين والورود بل هو كان ولايزال طريقاً محفوفاً بالمخاطر والصعوبات وهذه الحقيقة لم تغب عن بال سيدتنا العقيلة (عليها السلام) فهي تعلم على اليقين أنّ قبولها بدعوة الاستنفار الحسينية سيكلفها الكثير من التضحيات وكانت (سلام الله عليها) تعلم بما يحلّ عليها من مصائب يندى لها جبين الإنسانية وكان بإمكانها أن تخلق لنفسها المعاذير والتبريرات كي تتخلف عن ركب الجهاد فهي أنثى والأنثى ضعيفة بطبعها وليس لها القدرة على تحمّل مشاق السفر والهجرة كما أن الجهاد ساقط عن المرأة في الأساس أضف إلى ذلك أنّ الله سبحانه قد أمر النساء بملازمة البيت إذ قال(وَقرْنَ فِي بيُوتِكُنّ) نعم كان بإمكانها أن تتشبّث بهذه التبريرات الواهية والتي تتشبّث بها معظم النساء إلا أنّ زينب (عليها السلام) لم تكن من هذا الصنف الذي يستسلم للوهن والضعف أو أن تركن إلى شريحة المتقاعسين وما أكثرهم الذين تثاقلوا إلى الأرض فلا يهمّهم سوى ذواتهم وراحتهم كما أنها (عليها السلام) لم تكن لتبقي نداء الحسين (عليه السلام) بلا جواب فجاء قبولها بمثابة التلبية لنداء الواجب الذي لم يسقط عن عنق أحد من العالمين ولأنه نداء من إمام واجب الطاعة لذا نجد العقيلة قد هبّت لمؤازرة أخيها الإمام غير عابئة بما تلاقيه من محن وصعوبات وتسلحت بسلاح الإيمان والتقوى وهي بعد كل ذلك على ثقة من ربّها بما وعد الصالحين والمجاهدين.. فجاء جوابها لبّيك يا داعي الله.
(دور العقيلة زينب (عليها السلام) في الثورة الحسينية)
لانجد غضاضة في أن يكون اسم زينب (عليها السلام) مقروناً باسم سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) فهي التي عاشت قصة كربلاء على أرض الواقع بكلّ تفاصيلها وصورها وهي التي شاهدت بأم عينيها مصارع الرجال الأبطال من أهل بيتها ومن الأصحاب وكانت (عليها السلام) في جميع الأحوال راضية مطمئنة، لأنها تعلم أنّ كلّ ذلك كان بعين الله وفي سبيل الله.. وقد استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) بعد ان روّى شجرة الإسلام بدمه الزكي ودماء أهل بيته وأصحابه المخلصين ولكن من يوصل مظلومية هذه الدماء الطاهرة إلى أسماع العالم؟ ومن يقوم بدور الإعلام للثورة الحسينية؟ كانت العقيلة زينب (عليها السلام) هي رائدة الإعلام في الثورة الحسينية وهي التي اضطلعت بهذا الدور العظيم إذ لولا صرختها بوجه السلطة الأموية الحاقدة لذهبت دماء أهل البيت هدراً ولما بقيت الثورة الحسينية خالدة إلى يومنا هذا... فقد جاء الدّور الزينبي مكملاً للدّور الحسيني فكانت (سلام الله عليها) السبّاقة إلى كشف تورّط السلطة الأموية الظالمة في قتل سبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة كما أنها أزالت الأقنعة التي يتستر خلفها خلفاء بني أمية فقد تستروا بالإسلام ليخفوا سوءات أنفسهم وقتلوا الإمام الحسين (عليه السلام) باسم الإسلام بعد أن روّجوا عنه أنه خارجي.. إلا أن خطابات العقيلة (عليها السلام) في الكوفة وفي الشام تلك الخطابات اللاهبة كشفت زيف السلطة الغاشمة وبيّنت للناس أن الأمويين هم المارقين عن الدين وليس الحسين (عليه السلام) فتقول في إحدى خطبها أمام يزيد اللعين(فكد كيدك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وهل أيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المناد ألا لعنة الله على الظالمين)
(العقيلة زينب القدوة والأسوة)
هناك حقيقة تاريخية تأتي في هذا السياق ولا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال وهذه الحقيقة هي: أنّ التاريخ لا يخلد اسماً من الأسماء عبثاً واعتباطاً لولا أنّ ذلك الاسم قد سجّل موقفاً عظيماً يستحق البقاء والخلود وإن كان هذا الاسم في عداد الموتى في الغابرين فلتلتمس قبر يزيد (الطاغية) لن نجد سوى خربة موحشة تطمسها لعنات التاريخ والموالين بينما قبر العقيلة زينب (عليها السلام) يكتظ بالزائرين والمحبين من كلّ بقاع الأرض وشتان ما بين الثريّا والثرى ولازال اسم زينب خالداً أبد الدهر.
وحريٌ بنا نحن جميعاً خاصة النساء أن نتأسّى بهذه المرأة الخالدة وأن نقتدي بسيرتها العظيمة ولكن قبل أن نمهّد الطريق للاقتداء والتأسّي لابدّ أن نعرّج على وضع المرأة اليوم وما وصلت إليه من انتكاسات في واقعها المتردي.
نحن لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إنّ ما تعيشه المرأة اليوم تحت يافطة التحرر والمساواة مع الرجل وغيرها من صيحات العصر الحديث ما هو إلا وهم كبير صنعته لها أيادي تسللت خفية في ظلّ غياب الوعي الديني وللأسف الشديد قد انطلت هذه اللعبة على شرائح كبيرة من نساء أمتنا وانجرفت الفتيات في سلك الابتذال والإباحية دون رادع من ضمير أو دين والعامل الرئيسي الذي ساعد على تردّي الوضع النسوي أكثر هو غياب المرأة الرمز ولابدّ من الاعتراف بهذا الفراغ الهائل الذي تركته القيادة النسوية المسؤولة.