اللهم صل على محمد وآل محمد
الله تعالى يحب اهتمام الناس بالشأن العام وحرصهم عليه ، فأذا وجد الله تعالى من الناس هذا الحرص ، والصدق ، والعزم، والوعي، والعطاء ، والاحساس بالمسؤولية تجاه مايجري في الساحة وضع يده على ايديهم ومع ايديهم ، وحيث تكون يد الله تكون القوة والنصر والسداد ان شاء الله
ان تجمعات مثل صلاة الجمعة ، وصلوات الجماعة ، والحج ، والاعياد الاسلامية، ومناسبات اهل البيت (ع ) وزياراتهم ، ومجالس العزاء، والدعاء ، والمسيرات السياسية الدينية - مثل مسيرات التأييد والاحتجاج وامثال ذلك - هي تجمعات مباركة تنزل فيها رحمة الله وتشعر جمهور المؤمنين بالقوة والكثرة وتنفي عنهم الاحساس بالوحشة والقلة وترهب اعدائهم.
وشرط هذا الحضور من قبل الجمهور ان يكون حضورا ((واعيا)) و((مسؤولا)) وهذان شرطان اساسيان في الحضور ((الوعي والاحساس بالمسؤولية ))
فأذا فقدنا الوعي في الحضور كان الحضور غوغائيا انفعاليا وكان ضرره اكبر من نفعه ويتحول الحضور عندئذ الى حالة قطيعية عائمة غير موجهة ...
فالوعي السياسي يعطي للامة ثقلا وتشخيصا صحيحا وبصيرة سياسية وبعكسه تكون الامة عرضة للشعارات السياسية المضللة وللاعلام المضلل
واذا فقدنا الاحساس بالمسؤولية في الحضور كان الحضور اشبه شئ بحضور المتفرجين الذين ينفرطون عند الازمات والشدة
ويقع على عهدة العلماء والخطباء والمفكرين توجيه هذه الاجتماعات واثراءها بالافكار والتوجهيات