يَنْهَى وَ لاَ يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي

[خادم أبي الفضل]

بسم الله


" يَنْهَى وَ لاَ يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي "

ويفسر هذه العبارة الدقيقة التي وردت في نهج البلاغة من مواعظ امير المؤمنين صلوات الله عليه .. الشعر المعروف :
لا تنه عن خلق و تأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم

وهذا التلون يكون أكثر سوء في رب الاسرة

حيث هو القدوة وهو الاسوة في اسرته

فإن أمر بطاعة فينبغي ان يكون هو أول المبادرين

وان نهاهم عن منكر او معصية فعليه ان يكون هو اول المنتهين

وهذا له اثره الاجتماعي

فإن الاسرة هي العالم الاول الذي تنمو فيه شخصية الانسان

وهي المصبغة التي سيصطبغ بصبغتها ويترك بصماته في المجتمع

وسيترك أثره الذي رُبي َ عليه

فمن هنا ظهرت لنا شخصيات تحكم العباد والبلاد في التاريخ وعالمنا المعصر

تعيش الازدواجية تلك

تأمر ولا تأتمر وتنهى ولاتنتهي ...

وكأنهم لا يرعون الى منهج ال محمد الاطهار في التربية والتوجيه :

جاء في كتاب مستدرك الوسائل :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ص أن نفرا أتوه من الكوفة من شيعته يسمعون منه ويأخذون عنه فأقاموا بالمدينة ما أمكنهم المقام وهم يختلفون إليه ويترددون عليه ويسمعون منه ويأخذون عنه فلما حضرهم الانصراف وودعوه قال له بعضهم أوصنا يا ابن رسول الله فقال أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه وأن تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا يا ابن رسول الله وكيف ندعو إليكم ونحن صموت قال تعملون ما أمرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عما نهيناكم عنه من ارتكاب محارم الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الأمانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطلع الناس منكم إلا على خير ....)

وان الانسان المؤدب الناس بفعله هو الذي يستحق الاجلال والاحترام لانه يمزج العلم بالعمل

والا فإنه لا قيمة للعلم بدون التطبيق .. وان العلم لا يطلب لذاته بل لغرض العمل

فالاب
او الام
او المعلم
........
او اي مربي وذي مسؤولية في الحياة عليه ان يغرز القيم في ذاته ويجسدها في أرض الواقع من ثم يمر بها

وينهى لكي يكون هناك تأثير حقيقي في موعظته