إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آفة سوء الظنّ وآثارها الاجتماعية - الجزء الثالث :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آفة سوء الظنّ وآثارها الاجتماعية - الجزء الثالث :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الآية الثانية: سوء الظن بالله تعالى: قال تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾9.
    تتحدّث هذه الآية عن سوء الظن بالنسبة إلى ساحة الربوبية، والحقيقة المقدّسة الإلهية، فتقول: إنّ سوء الظن بالله تعالى من جانب هؤلاء، هو لأنّهم كانوا يتصوّرون أنّ الوعود الإلهية للنبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم سوف لن تتحقّق أبداً، وأنّ المسلمين مضافاً إلى عدم انتصارهم على العدو، فإنّهم لن يعودوا إلى المدينة إطلاقاً،

    كما كان في ظن المشركين أيضاً حيث توهّموا أنّهم سوف يهزمون رسول الله وأصحابه، لقلّة عددهم وعدم توفّر الأسلحة الكافية في أيديهم، وأنّ نجم الإسلام منذر بالزوال والأفول، في حين أنّ الله تعالى وعد المسلمين النصر الأكيد، وتحقّق لهم ذلك، بحيث إنّ المشركين لم يتجرّؤوا أبداً على الهجوم على المسلمين مع أنّ المسلمين في الحديبية وعلى مقربة من مكّة كانوا تحت يدهم، ولم يكونوا يحملون أيّ سلاح، لأنّهم كانوا قاصدين زيارة بيت الله الحرام، وهكذا ألقى الله تعالى الرعب والخوف في قلوب المشركين، إلى درجة أنّهم خضعوا ووجدوا أنفسهم ملزمين بكتابة الصلح المعروف بصلح الحديبية، ذلك الصلح الذي مهّد الطريق للانتصارات الباهرة التي نالها المسلمون فيما بعد.

    والملفت للنظر في هذه الآية أنّ مسألة سوء الظن بالله تعالى كانت بمثابة القدر المشترك بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، وبيّنت هذه الآية أنّ جميع هذه الفئات والطوائف شركاء في هذا الأمر، بخلاف المؤمنين الذين يحسنون الظنّ بالله تعالى وبوعده وبرسوله الكريم، ويعلمون أنّ هذه الوعود سوف تتحقّق قطعاً، ولعلّ تحقّقها قد يتأخّر فترة من الوقت لمصالح معيّنة، ولكنها أمر حتمي في حركة عالم الوجود؛ لأنّ الله تعالى العالم بكل شيء والقادر على كل شيء لا يمكن مع هذا العلم المطلق والقدرة اللاّمتناهية أن يتخلّف في وعده.
    ولا شك أنّ سوء الظن بالله تعالى يختلف كثيراً عن سوء الظن بالناس؛ لأنّ سوء الظن بالناس غالباً ما ينتهي بارتكاب الإثم أو سلوك طريق خاطئ في التعامل مع الطرف الآخر، في حين أنّ سوء الظن بالله تعالى يتسبّب في تزلزل دعائم الإيمان وأركان التوحيد في قلب المؤمن، أو أنّه يكون دافعاً وعاملاً من العوامل لذلك؛ لأنّ الاعتقاد بأنّ الله تعالى قد يخلف وعده يقع في دائرة الكفر، فخلف الوعد إمّا ناشئ من الجهل أو العجز أو الكذب، ومعلوم أنّ كل واحد من هذه الأمور محال على الله تعالى، وأنّ الذات المقدّسة منزّهة عن هذه الأمور السلبية؛ ولهذا السبب فإنّ الآيات محل البحث التي تستعرض سوء الظن بالله تذمّ هذه الحالة بشدّة وعنف.

    ---------------
    يتبع ...







المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X