إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعاء الإنسان على من ظلمهُ أو ظلم المسلمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعاء الإنسان على من ظلمهُ أو ظلم المسلمين





    قال الله تعالى (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ)(النساء/148). قال القرطبي: الذي يقتضيهِ ظاهر الأية أنّ للمظلوم أن ينتصر مَن ظالمهُ، ولكن مع إقتصاد إن كان الظّالم مؤمناً، كما قال الحسن، وإن كان كافراً فأرسل لسانك وادعُ بما شئتَ من الهلكة وبكلّ دعاء، كما فعل النّبي (ص) حيث قال: (اللّهم اشدد وطأتكَ على مضر. اللّهم إجعلها عليهم سنينَ كسني يوسفَ) رواه البخاري. وقال: (اللّهم عليك بفلان وفلان سمّاهم) رواه البخاري. وإن كان مجاهراً بالظّلم دعا عليهِ جهراً، ولم يكن لهُ عرض محترم، ولا بدن محترم، ولا مال محترم. وقد روى أبو داود عن عائشة قال: سرق لها شيء فجعلت تدعوا عليهِ، فقال (ص) (لاتسبخي عنهُ) رواه أبو داوود، أي لا تخففي عنهُ العقوبةَ بدعائكِ عليهِ. القرطبي 6/2 . قال النّووي: إعلم أنّ هذا الباب واسعٌ جداً، وقد تظاهر على جوازهِ نصوص الكتاب والسّنة، وأفعال سلف الأمّة وخلفها، وقد أخبر الله سبحانهُ وتعالى في مواضيع كثيرة معلومة من القرآن عن الأنبياء صلوات الله وسلامهُ عليهم بدعائهم على الكفّار. الأذكار، ص 479. وإليكم مثالان من أدعية الصّحابة:
    1ـ عن علي (ع) أنّ النّبي (ص) قال يوم الأحزاب (ملاْ الله قبورهم وبيوتهم ناراً كما حبسونا وشغلونا عن الصّلاة الوسطى). رواه البخاري.
    2ـ عن سلمة بن الأكوع (رض) : أنّ رجلاً أكل بشمالهِ عند رسول الله (ص) فقال: (كُل بيمينك) قال : لا أستطيع، قال : (لا إستطعتَ) ما منعهُ إلاّ الكِبر قال : فما رفعها إلى فيهِ. رواه مسلم.
    قال النّووي : هذا الرّجل هو بُسر، إبن راعي العير الأشجعي، صحابي، فقيه جواز الدّعاء على من خالفَ الحُكم الشّرعي، وأمثلة كثيرة على ذلك.
    أمّا دّعاء الإنسان على نفسهِ وأولادهِ لقد نهاه الرسول (ص)، فقال (لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيبَ لكم) رواه البخاري ومسلم.
    بعض الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعاء:
    منها شهر رمضان المبارك وخاصّة عند إفطار الصائم، وفي الإعتكاف عند العشر الأواخر ومن ضمنها ليلة القدر وفي السّحور (وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(الذاريات/18)، ويوم عرفة، وفي الطّواف، وعند شرب ماء زمزم، وعند نزول الغيث. وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند نزول المصائب والبلاء، وعند وقوع الظّلم، وفي الثلث الأخير من الليل، وساعة من كل ليلة، وعند الأستيقاظ من الليل وفي التّهجّد والسحر، ودُبر الصّلوات. (الدّعاء يُسمع في جوف اللّيل الأخر، ودُبر الصّلوات المكتوبات) رواه التّرمذي، وعند النداء للصلوات المكتوبة، وبين الأذان والإقامة (الدّعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة) رواه أحمد وأبو داود والتّرمذي والنّسائي.، وفي السجود والرّكوع، (أقرب ما يكون العبد من ربّهِ وهو ساجد، فأكثروا الدّعاء) رواه مسلم، ودُبر الصلوات المكتوبة، وساعة الجمعة وأرجح الأقوال أنها أخر ساعة من عصر الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة، ويوم وليلة الجمعة .

    تذكرة للمسلمين :
    ما دُمتَ تعلم بأنّ الدّعاء عبادة عظيمَة، لذا عليك أنْ تكون دائمًا ملازمًا للدّعاء، متعلّقًا قلبك بالله تعالى، وارغَب إلى الله عزّ وجلّ لقضاءِ حاجاتِك كلّها؛ فإنّه على كلِّ شيء قدير، إذا أراد شيئًا خلقَ أسبابَه، أو أوجدَه بقدرتِه ومشيئتِه. وأشرِك في دعائك الإسلامَ والمسلمين بالدّعوة الصالحة، أئمّتَهم وعامَّتهم، بأن يعزَّ الله الإسلامَ وأهلَه، ويحفظَ الإسلامَ وأهلَه من كلّ سوءٍ ومكروه في كلّ زمان ومكان، وأنْ يخذلَ أعداءَ الإسلام، ويكفَّ شرَّهم، ويبطِل كيدَهم ومكرَهم، وأن يوحّد صفوف المسلمين وينصر جيوشهم وأن يكونوا دولة إسلاميّة موحدة، لا سيّما في هذا العصر الذي تعدّدت فيه مصائبُ المسلمين، وكثرَت همومهم وغُمومُهم، ووصلوا إلى حالةٍ لا يقدِر أن ينجيَهم إلا الله، اقتداءً برسولِ الله (ص) حيث أمره الله تعالى بقوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)(محمد/19)، وفي الحديث: (من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليسَ منهم). وليسألِ المسلمُ ربَّه كلَّ حاجةٍ له، صغيرةً أو كبيرة، كما قال (ص): (ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجتَه حتّى شسعَ نعلِه) أخرجه التّرمذي والطّبراني وغيرهم.



    نظام الدين أوغلو

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X