بسم الله الرحمن الرحيم
من جملة ما أوصى به مولانا الإمام أبو عبد الله جعفر بن مُحمد الصادق عليهما السلام صاحبه النجيب عبد الله بن جندب الكوفي أن حكى له وصيّة السيّد المسيح عليه السلام لأصحابه عندما حذّرهم قائلاً: "وإيّاكم والنظرة فإنّها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه، ولم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة العبيد، إنّما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية".
صاحب الموعظة والوصيّة التي سنتشرّف بخدمتها هو روح الله وكلمته التي ألقاها إلى البتول العذراء مريم ابنة عمران عليهما السلام، ورابع أولي العزم من الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم سيّدنا المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام الذي جاء داعياً إلى الله تعالى من لحظة إطلالته على الوجود حين نادى أمّه المصطفاة الطاهرة:
﴿مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّ﴾، وكان عليه السلام يسير في سبيل الدعوة إلى الله سيراً حثيثاً "يتوسّد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشِبَ، وكان إدامُهُ الجوع، وسِراجُهُ بالليل القَمَر، وظِلالُهُ في الشتاء مشارِقُ الأرضِ ومغارِبُها، وفاكهتُهُ وريْحانُهُ بالليل ما تُنْبِتُ الأرضُ للبهائم، ولم تكن له زوجة ٌ تَفْتِنُهُ، ولا وَلَدٌ يُحْزِنُهُ، ولا مالٌ يَلْفِتُهُ، ولا طَمَعٌ يُذِلُّهُ، دابَّتُهُ رجْلاه، وخادمهُ يداه".
وأمّا وصيّته المباركة، فكانت للحواريّين الذين قال لهم: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ﴾، أوصاهم بها كي يأخذوا العبرة من مضامينها، ومن ثم ينقلوها إلى سائر الأمم، فيُخاطبوا بها ذوي القلوب الواعية، والنفوس المتطلّعة إلى ما عند الله، في أن يبذلوا جهودهم من أجل تحرير عقولهم، وتطهير نفوسهم.
وقد وصلت إلينا هذه الوصيّة المباركة عبر الرجل النجيب عبد الله بن جندب، وهو قد نقلها لنا عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وهو الذي إذا أردنا أن نُسلّم عليه أو على أحد من آبائه الطيّبين الطاهرين قلنا السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.
------------------------
يتبع
من جملة ما أوصى به مولانا الإمام أبو عبد الله جعفر بن مُحمد الصادق عليهما السلام صاحبه النجيب عبد الله بن جندب الكوفي أن حكى له وصيّة السيّد المسيح عليه السلام لأصحابه عندما حذّرهم قائلاً: "وإيّاكم والنظرة فإنّها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه، ولم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة العبيد، إنّما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية".
صاحب الموعظة والوصيّة التي سنتشرّف بخدمتها هو روح الله وكلمته التي ألقاها إلى البتول العذراء مريم ابنة عمران عليهما السلام، ورابع أولي العزم من الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم سيّدنا المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام الذي جاء داعياً إلى الله تعالى من لحظة إطلالته على الوجود حين نادى أمّه المصطفاة الطاهرة:
﴿مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّ﴾، وكان عليه السلام يسير في سبيل الدعوة إلى الله سيراً حثيثاً "يتوسّد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشِبَ، وكان إدامُهُ الجوع، وسِراجُهُ بالليل القَمَر، وظِلالُهُ في الشتاء مشارِقُ الأرضِ ومغارِبُها، وفاكهتُهُ وريْحانُهُ بالليل ما تُنْبِتُ الأرضُ للبهائم، ولم تكن له زوجة ٌ تَفْتِنُهُ، ولا وَلَدٌ يُحْزِنُهُ، ولا مالٌ يَلْفِتُهُ، ولا طَمَعٌ يُذِلُّهُ، دابَّتُهُ رجْلاه، وخادمهُ يداه".
وأمّا وصيّته المباركة، فكانت للحواريّين الذين قال لهم: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ﴾، أوصاهم بها كي يأخذوا العبرة من مضامينها، ومن ثم ينقلوها إلى سائر الأمم، فيُخاطبوا بها ذوي القلوب الواعية، والنفوس المتطلّعة إلى ما عند الله، في أن يبذلوا جهودهم من أجل تحرير عقولهم، وتطهير نفوسهم.
وقد وصلت إلينا هذه الوصيّة المباركة عبر الرجل النجيب عبد الله بن جندب، وهو قد نقلها لنا عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وهو الذي إذا أردنا أن نُسلّم عليه أو على أحد من آبائه الطيّبين الطاهرين قلنا السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.
------------------------
يتبع