تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🔹 ونعني بالثقافة الدينيّة اللازمة: الاطلّاع المناسب والانتباه العميق والإيمان الراسخ بالمبادئ الاعتقاديّة والسلوكيّة التي يتضمّنها الدين والتي تتضمّن بطبيعة الحال التأكيد على المبادئ الإنسانيّة الراشدة ، وتتقوّم الثقافة بركنين:
الركن الأوّل: التعلمّ والتعليم: ويحصل بالاطّلاع الكافي اطّلاعاً يوجب الثقة ويخلو عن الريبة والشبهة.
الركن الثاني: التربية: فهي تحصل بأن يحلّ الإنسان المعاني التي تعلّمها في محلّها من قلبه ونفسه،
وتتمثّل في سلوكه، حتّى تكون سيرة له وعادة من عاداته، فيسهل عليه مراعاتها، ويسهل عليه مقاومة غرائزه وميوله المخالفة معها.
🔹 وعوامل التربية والتعليم تبتني على البيئة الذهنيّة للإنسان والموادّ التي يطّلع عليها ويتفاعل معها، وذلك ضمن أمور:
الأوّل: الاطّلاع الملائم على النصوص الدينيّة المقدّسة من القرآن الكريم وكتاب نهج البلاغة والصحيفة السجّاديّة ونحوها من آثار أهل البيت (عليهم السلام)، فهذا الاطّلاع مع الممارسة لهذه النصوص يسهم في تنوير الإنسان من جهة وتزكيته من جهة أخرى.
الثاني: ارتباط الإنسان بالمثل العليا، ذلك أنّ الإنسان بطبيعة تكوينه النفسيّ يتأثّر برؤية الآخرين على وجه معيّن، فيدعوه ذلك إلى أن يقتدي بهم ويقتفي خطاهم ولذلك نجد القرآن الكريم دائماً يوصي الإنسان باستحضار السائرين قبله في الدرب السالك والراشد في هذه الحياة، حتّى إنّنا لنتلو في اليوم والليلة مكرّراً في ضمن سورة الحمد: [اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ].
🔹وتتمثّل القدوة الصالحة على وجه أخصّ في هذه الأمّة بالنبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وكذلك ما نجده عند المصطفين من عترته كالإمام أمير المؤمنين (صلوات الله تعالى عليه)، وكذلك تمثّل في سيرة سائر أئمّة أهل البيت (صلوات الله تعالى عليهم) ولا سيّما سيّد الشهداء بأبي هو وأمّي والخيرة من أهل بيته وأصحابه الذين ضربوا المثل الأعلى في جميع القيم السامية الإلهيّة والإنسانيّة.
الثالث: معاشرة بيئة أسريّة واجتماعيّة مناسبة تستبطن المعاني المتقدّمة الراشدة. فإنّ البيئة المستدامة التي يعيش الإنسان فيها لا محالة تؤدّي ولو بشكل تدريجيّ وناعم إلى تأثّر الإنسان بها واقتفائه لما يجده فيها.
الرابع: ـ والأخير ـ هو أن يمتلك الإنسان الإرادة الكافية للاتّجاه الصائب في الحياة تعلّماً وتزكيةً لنفسه. فإنّ المسيرة الصحيحة والصائبة في الحياة تحتاج إلى العزيمة والثبات والصبر.
📚: مقتبس من محاضرة القيت على مجموعة من الطالبات
السيد محمد باقر السيستاني.
تعليق