بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
فن الانصات::
سمعنا منذ أن كنا صغاراً حكمة قديمة تقول إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...
وهذه الحكمة لها مداليلها الواقعية (طبعاً في الأمور التي يكون السكوت فيها أولى)، بحيث تجعل الساكت على قدر من التفاعل مع المتحدث...
والمنصت ينبغي أن يتحلى بامور تجعل من انصاته انصاتا إيجابيا، ليحبه المقابل...
فهذا الأسلوب يعتبر أسلوبا راقيا وحضاريا، لأنه يعطي للمقابل شرح مشكلته او قضيته بشكل مريح وبكل التفاصيل، وفي نفس الوقت يعطيك الوقت لدراسة الموضوع المطروح والتفكير في الجوانب التي يمكنك المساعدة فيها...
بالإضافة الى ذلك فان المنصت باسلوبه هذا قد فرض على من يعرفونه بانه اذا تكلم عليهم ان يستمعوا له، من باب احترام موقفه تجاههم، فهو قد فرض عليهم احترامه وشخصيته، فيكون محبوبا عند مجالسيه ولا يُسأم منه أبداً، بل يتمنون حضوره في كل مناسبة، بل قد يلجئون اليه عندما يحتاجون الى منصت إيجابي...
على أن لا ننسى ان هناك أمورا ينبغي مراعاتها بالنسبة لمن يريد أن يُنصت اليه، وهو مراعاة الزمان والمكان المناسبين، أي بعبارة أخرى مراعاة حالة من نريد أن ينصت الينا، ونقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي انه مثلما نريد ان يُنصت الينا بكل جوارحه علينا ان نبادله بنفس الشئ...
فادب المحادثة والمناقشة هو ان يستمع كل واحد الى المتحدث الى ان ينتهي من كلامه من غير مقاطعة التي قد لا يكمل موضوعه او يفقد بعض جوانبه التي استحضرها حينها فلا يتسنى له العودة اليها عند معاودة الحديث، وفي أحيان كثيرة قد لا يعودون الى نفس الموضوع، بل يتشعب ويتفرع، خاصة اذا كثرت المقاطعة ولاكثر من واحد...
اذن ينبغي علينا مراعاة ادبيات الانصات، فهي سر من اسرار الاحترام فيما بيننا، وفوق ذلك كله فهي من اخلاقيات النبي واهل بيته صلوات الله عليهم فقد روي عن النبي الأعظم صلوات الله عليه انه كان "لا يقطع على أحد كلامه، حتى يفرغ منه"، وكان عليه الصلاة والسلام "يساوي في النظر والاستماع للناس"...
نعلم من ذلك ان من صفات المؤمن هي الانصات وخاصة اذا ما تدبرنا قول الرسول الأعظم صلوات الله عليه حينما قال "إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه فإنه يلقي الحكمة"...
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
فن الانصات::
سمعنا منذ أن كنا صغاراً حكمة قديمة تقول إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...
وهذه الحكمة لها مداليلها الواقعية (طبعاً في الأمور التي يكون السكوت فيها أولى)، بحيث تجعل الساكت على قدر من التفاعل مع المتحدث...
والمنصت ينبغي أن يتحلى بامور تجعل من انصاته انصاتا إيجابيا، ليحبه المقابل...
فهذا الأسلوب يعتبر أسلوبا راقيا وحضاريا، لأنه يعطي للمقابل شرح مشكلته او قضيته بشكل مريح وبكل التفاصيل، وفي نفس الوقت يعطيك الوقت لدراسة الموضوع المطروح والتفكير في الجوانب التي يمكنك المساعدة فيها...
بالإضافة الى ذلك فان المنصت باسلوبه هذا قد فرض على من يعرفونه بانه اذا تكلم عليهم ان يستمعوا له، من باب احترام موقفه تجاههم، فهو قد فرض عليهم احترامه وشخصيته، فيكون محبوبا عند مجالسيه ولا يُسأم منه أبداً، بل يتمنون حضوره في كل مناسبة، بل قد يلجئون اليه عندما يحتاجون الى منصت إيجابي...
على أن لا ننسى ان هناك أمورا ينبغي مراعاتها بالنسبة لمن يريد أن يُنصت اليه، وهو مراعاة الزمان والمكان المناسبين، أي بعبارة أخرى مراعاة حالة من نريد أن ينصت الينا، ونقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي انه مثلما نريد ان يُنصت الينا بكل جوارحه علينا ان نبادله بنفس الشئ...
فادب المحادثة والمناقشة هو ان يستمع كل واحد الى المتحدث الى ان ينتهي من كلامه من غير مقاطعة التي قد لا يكمل موضوعه او يفقد بعض جوانبه التي استحضرها حينها فلا يتسنى له العودة اليها عند معاودة الحديث، وفي أحيان كثيرة قد لا يعودون الى نفس الموضوع، بل يتشعب ويتفرع، خاصة اذا كثرت المقاطعة ولاكثر من واحد...
اذن ينبغي علينا مراعاة ادبيات الانصات، فهي سر من اسرار الاحترام فيما بيننا، وفوق ذلك كله فهي من اخلاقيات النبي واهل بيته صلوات الله عليهم فقد روي عن النبي الأعظم صلوات الله عليه انه كان "لا يقطع على أحد كلامه، حتى يفرغ منه"، وكان عليه الصلاة والسلام "يساوي في النظر والاستماع للناس"...
نعلم من ذلك ان من صفات المؤمن هي الانصات وخاصة اذا ما تدبرنا قول الرسول الأعظم صلوات الله عليه حينما قال "إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه فإنه يلقي الحكمة"...