اللهم صل على محمد وآل محمد
التقوى : لغة : الحفظ والحراسة ، وأما إصطلاحاً : فهي (حفظ النفس عن مخالفة الله (تعالى) بفعل ماأوجبه وترك ماحرمه )(1).
ومما لا شك فيه إن مواظبة الانسان على فعل الواجبات وترك المحرمات توجب حصول ملكة في النفس يسهل عليه الإتيان بالافعال والإنتهاء عن التروك وان كانت مخالفة لميله وهواه .
والتقوى كلمة أطلقها علماء الأخلاق على : الملكة الحاصلة في النفس ، والباعثة على الأفعال الخارجية تارة ، وعلى نفس الاعمال والتروك تارة أخرى . والملكة هي الأثر والنتيجة التي تتحقق بسبب تكرار المواظبة على الأفعال الخارجية ،فالبحث عن الأفعال إذن لأنها تورث في النفس حصول الملكة .
وللتقوى آثار جمة في حياة المؤمن في الدنيا والآخرة ولعل من أهم تلك الآثار هو تقبل العمل ، فمقياس القبول عند الله (تبارك وتعالى) ليس عظمة الفعل أو مركز الفاعل أو ما أنفقه من أموال كثيرة أو ثروة طائلة في سبيله أو ما بذل عليه من الجهد الجسيم في سبيل إيجاده في الخارج وإنما سبب القبول أمر واحد وهو التقوى ، والتي تستبطن الإخلاص وعدم الرياء وعدم حب السمعة والشهرة وعدم المن والأذى و ما الى ذلك ..
وقد ذكر القرآن الكريم التقوى في مواضع كثيرة كما أكد على آثارها الجميلة أيضا ، حيث قال (تعالى) : " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) "(2) ، وقال (عز من قائل) : " لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْم أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْينَهُ عَلَى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوَن خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَنَهُ عَلى شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْظَّلِمِينَ (109) "(3).
يتبع ...
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(1) دروس في الأخلاق ج1 ص41*
*(2) المائدة 27*
*(3) التوبة 108و109*