اعتقد ان اختيار هذا الإسم من قبل الشريف الرضي رضوان الله تعالى عليه لكتاب يجمع فيه خطب ورسائل وكلمات أمير المؤمنين ع بما فيها من مس لبعض العقائد المنحرفة وتعريض لبعض الجهات الاسلامية والنيل من بعض الرموز ، والتي اغلبها كانت تتبناها الدولة العباسية التي عُرفت بعدائها لاهل البيت ع وشيعتهم ، اعتقد ان هذا الشيء فيه من البلاغة والحنكة الشيئ الكبير والكثير .
فما بين عنوان الكتاب ومتنه تورية واضحة وكأن الرضي اراد منها صرف ذهن القارىء ( الذي يتربص بالمؤمنين الدوائر ) الى البلاغة والفصاحة وعلوم اللغة ويتناسى ما فيه من كلام آخر قد يعرّض المؤمنين المتعاطين مع هذا السفر الشريف الى مساءلة الدولة وأذى السلطة .
وطالما كان لهذا العنوان الأثر الإيجابي على مضمونه وعلى من يقتنيه .
ولقد عزز جامع الكتاب رضوان الله عليه فكرة العنوان وانصراف ذهن القارىء اليه دون غيره من المعاني في مقدمة الكتاب ايضاً : ( ورأيتُ من بعد تسمية هذا الكتاب بـ «نهج البلاغة» إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها ، ويقرّب عليه طِلابها، وفيه حاجة العالم والمتعلّم وبغية البليغ والزاهد ، ويمضي في أثنائه من عجيب الكلام في التوحيد والعدل ، وتنزيه الله سبحانه عن شَبَهِ الخلق ، ما هو بِلال كلّ غلّة ، وشفاء كلّ علّة وجِلاء كلّ شبهة ) .
تعليق