طال تأثير جائحة فيروس (كورونا) في عام 2019-2020 النظمَ التعليميّة في جميع أنحاء العالم، وأدّى إلى إغلاق جميع المراكز الثقافيّة والتعليميّة على نطاق واسع، وكان لهذا الانقطاع تأثير كبير على المكتبات التي تعدّ الشريان الرئيسيّ لعمليات التعليم والبحث العلميّ عن طريق تقديم خدماتها المتنوعة لأبناء المجتمع، وأدّت الجهود المبذولة من قِبل مكتبة السيّدة أمّ البنين عليها السلام النسويّة إلى تخطّي آثار هذا الانقطاع باستخدام خدمة إعارة المصادر عن بُعد (eLending Service)، عن طريق مجموعة من الإجراءات والوسائل لتوفير مصادر المعلومات والخدمات التي من شأنها دعم البحوث العلميّة، والنهوض بها إلى أرقى المستويات.
وبيّنت المنتسبة في وَحدة المكتبة الإلكترونيّة (زهراء جواد)أنّ هذه الخدمة تُقدّم مجّاناً بوصفها بديلاً استثنائيّاً عن إغلاق المكتبة بسبب الظرف الصحيّ الطارئ؛ لضمان ديمومة استفادة الباحثين من مصادر المكتبة وهم في بيوتهم، حيث شرعت الملاكات النسويّة منذ مطلع الشهر التاسع من العام الماضي وحتى يومنا الحالي بالعمل على تجميع ما يقارب الـ 10 آلاف نسخة من الرسائل والأطاريح الجامعيّة، وتبويبها وتوفيرها بصيغة أوعية إلكترونية الـ (pdf)، والتي تتميّز بسهولة إيصالها واستخدامها من قِبل الباحثين، وقد شملت مواضيع متنوّعة من قبيل: الكيمياء والرياضيّات والتاريخ والعلوم المتنوّعة، فضلاً عن الرياضة والتاريخ وعلم النفس، وجميعها يخضع لضوابط حقوق الملكيّة الفكريّة العالميّة، فضلاً عن ضوابط الإعارة المعتمدة في المكتبة، مضيفةً أنّ العمل تمّ بروح الفريق الواحد، وشاركت فيه مجموعة من ملاكات المكتبة النسويّة من وَحدات الإعارة والاستنساخ واللغة العربيّة.
وفي السياق ذاته بيّنت المنتسبة في وَحدة الإلكترونيّة (زينب عبد الحميد) أنّ تزويد الباحثين بمصادر المعلومات الرقميّة يتمّ عن طريق بريدهم الإلكترونيّ، عن طريق استمارةٍ خاصّة أُعدّت لهذا الغرض بعد اطلاعهم على عناوين الموادّ التي يحتاجونها عبر الفهرس الإلكترونيّ الموجود في ضمن الموقع الإلكترونيّ للمكتبة، وقد تمّ تعميم نشر هذه الاستمارة ورابط الفهرس الإلكترونيّ على جميع نوافذ المكتبة الإلكترونيّة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للباحثين. وعن أعداد الباحثين الذين استفادوا من هذه الخدمة قالت: قمنا بتزويد ما يقارب الـ( 400) باحث وباحثة بالمصادر التي يحتاجونها منذ بدء الجائحة، والتي نالت إقبالاً وإشادة كبيرين من قِبل طلاب الجامعات والأساتذة وبخاصّة طلاب الدراسات العليا المستمرّين في الدراسة وطلب المصادر والبحوث في ظلّ هذه الأزمة.
وبهذا تكون مكتبة السيّدة أمّ البنين عليها السلام النسويّة قد حقّقت الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة ألا وهو(الصناعة والبنية التحتيّة والابتكار)، عن طريق استمرارها في أداء مهمّتها الأساسيّة في تسهيل الوصول، وتوفير مصادر المعرفة إلى محتاجيها "