إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح قضية رزية الخميس الكاملة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح قضية رزية الخميس الكاملة

    عُمَر يقول أنّ النبي محمد يهجر وحسبنا كتاب الله !
    ويمنع كتابة النبي للوصية العاصمة للأُمّة من الضلال !
    وبدوره يطردهم النبي محمد ويقول لهم (قوموا عني) !

    رزية الخميس ، إنّ معنى رزية هي المصيبة العظيمة .
    أخرج البخاري (3168) ومسلم (1637) من حديث سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ :
    قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ : يَومُ الخَمِيسِ وَمَا يَومُ الخَمِيسِ ! ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمعُهُ الحَصَى .
    في يوم 25 صفر سنة 11 هــ كان النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مريضاً جداً ، لن نتطرق إلى اسباب مرض النبي (ص) ولكن حينها طلب قلم ودواة لكي يكتب كتاباً يكون حافظاً وواقياً للمسلمين من الانحراف والضلال من بعده إلى الأبد . ولكن خالف الحاضرين وصية النبي (ص) وقال أحدهم (عُمَر بن الخطاب) : إنَّ نبي الله ليهجر !
    ولقد صرّح جملة علماء مذاهب السنّة والجماعة بذلك وقالوا : (ليس من قائل لتلك الكلمة القارصة سوى عمر بن الخطاب) . كتصريح ابن تيمية في منهاج السنّة : الجزء (6) , الصفحة (315) . وابن الأثير في نهاية غريب الحديث : الجزء (5) ، الصفحة (246) . وأيضاً صرّح بذلك اللغوي الشهير ابن المنظور الأفريقي في لسان العرب : الجزء (5) ، الصفحة (250) . وكذلك ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص : الصفحة (99) . والغزالي في سر العالمين : الصفحة (40) . والشهاب الخفاجي في شرحه على الشفا نسيم الرياض : الجزء (4) ، الصفحة (278) . وابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري : الجزء ( 8 ) ، الصفحة ( 101 / 102 ) .
    بل نجد أنّ البخاري قد سدّ على القوم هذه التأويلات والتمحلات وذكر رواية له في باب جوائز الوفد من كتاب السير والجهاد : الجزء (4) ، الصفحة (31) . تفيد بأنّ هذه الكلمة قد قيلت في وجه النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلّم) إخباراً لا إنشاءً : ((... فقال : اشتدّ برسول الله (ص) وجعه يوم الخميس , فقال : (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) , فتنازعوا, ولا ينبغي عند نبي تنازع , فقالوا : هجر رسول الله!) . وقد تقدّمت رواية مسلم التي تشير بأنّ هذه اللفظة قد قيلت بالإخبار إنّ رسول الله ليهجر دون الإنشاء .

    وهذا بيان معنى كلمة (يهجر) : قال الجوهري في الصحاح في اللغة من باب (الراء) فصل (الهاء) , الهجر : الهذيان , وقال ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحق . (صحاح 2: 851) .
    وهذا يعني أنّ عُمَر يتهم النبي محمد (صَلّى الله عليه وآله وسلّم) بالهذيان وقول غير الحقّ بُحجّة المرض ! في حين أنّ النبي : قَالَ تَعَالَى : ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
    * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى - [سُّورَةُ النَّجْمِ : 1 - 18.]
    فنبينا محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يضلّ أبداً عن جادّة الصواب ولم ينحرف أبداً عن طريق الحق وما حادّ عن أوامر السماء وما صار غويًّا ولم يتكلم بما لا يرضي الله أبداً وفؤاد قلبه لم يكذب قط ! بل قد نزل الروح الأمين على قلبه :
    ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 193 - 194.] وقد قاب النبيُّ قوسين أو أدنى من الدرجات العاليّة الرفيعة الإلهية وأوطأه الله مشارق الأرض ومغاربها وعرج به إلى السماوات عند سدرة المنتهى . فما زاغ قلبه عن الحقّ قط ! إن هو إلّا رشيدٌ راسخٌ مُعلّمٌ من شديد القوى يوحى إليه كل شيء ، وذكرٌ وقرآنٌ ناطقٌ مبينٌ .
    وأيضاً جاء في الحديث الصحيح : أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب كلّ ما يسمعه من رسول الله (ص) , ورسول الله بشر يتكلم في الرضا والغضب, فذكر ذلك لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال له : (أكتب فو الذي بعثني بالحقّ ما يخرج منه إلّا الحقّ) , وأشار إلى لسانه . المصدر : (أنظر مسند أحمد 2: 162, المستدرك على الصحيحين 1: 186 صححه الحاكم ووافقه الذهبي) .
    وكلامه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هنا عامٌ ومطلق , وهو لا يبقي لأهل التأويل أي شيء يمكنهم الاستناد إليه في تمرير العثرة المتقدمة !
    بل ورد عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه حتى في حالات الممازحة والمداعبة لا يقول إلّا حقّاً . قال (ص) : (إني لا أقول إلا حقّ) . المصدر : (مجمع الزوائد 9/17 قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن) .
    وهذا الحديث كسابقه في الدلالة على أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يعتريه ما يعتري بقية الناس من حالات الاضطراب في الكلام , أو يكون ضحية لمزاجه , أو هواه في حالات معينة كحالة الغضب والممازحة , أو حالات الوجع والمرض , مع أنَّ حالات الغضب والممازحة هي أشد من غيرها في تحقيق الإضطراب عند المتكلم منها في حالة المرض , ومع هذا فقد أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه حتّى في هذه الحالات لا يقول إلا حقّاً . قال المباركفوري في شرحه للحديث : (لا أقول إلّا حقّ) ، أي عدلاً وصدقاً لعصمتي من الزلل في القول والفعل , ولا كلّ أحد منكم قادر على هذا الحصر لعدم العصمة فيكم . المصدر : (تحفة الأحوذي في شرح الترمذي 6: 108) .

    وقال عُمَر بن الخطاب حينها بعد ان اتهم النبي بالهجران : (أنّ النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله) ! وهذا الله رفضٌ صريحٌ لسنة النبي الكريم جُملتاً وتفصيلاً ، بل سوء أدب واخلاق وتنافي مع الخُلُق القرآني الذي أمر الله الصحابة وسائر الناس بأن يتأدبوا به مع النبي عند مخاطبتهم له . قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ - [سُّورَةُ الْحُجُرَاتِ : 2.]
    ولقد أجمع علماء المسلمين على أنّ المسلم الذي يأخذ دينه فقط من القرآن الكريم ولا يأخذ بالسنة ولا بآثار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصحيحة يُعتبر ضال مضل وأنه قد كذب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . إضافةً إلى ما سبق فإن القرآن الكريم قد أمر باتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأخذ من آثاره واتباع سنته الشريفة :
    1- قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ - [سُّورَةُ الْحَشْرِ : 7.]
    2- قَالَ تَعَالَى :
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 59.]
    3- قَالَ تَعَالَى :
    ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 80.]
    فحديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يُعتبر ككلام الله عَزَّ وجَلَّ في الحجية ولزوم الأخذ به ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى أبداً . ومن المعروف أنّ القرآن قد جمعه عثمان عند توليه للخلافة سنة 24 للهجرة . فأين كان أبو بكر وعمر بن الخطاب عن جمع القرآن ؟ إذ لا كتاب ولا سُنة فبأي شيءٍ كانوا يحكمون في دين الله ؟! ومن ثم أنّ كتاب الله لا يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم . قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 7.] فلقد قطعت هذه الآية الكريمة الطريق على كلِّ من يريد التفسير والتأويل للقرآن الكريم بغير عِلْمٍ من الراسخين في العلم . وإنّ معنى الرسوخ الثبات ، أي ثبت الشيء في الذهن . والراسخون في العلم : أي الثابتون فيه والعارفون ببواطنه . والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) . فالوحيد الذي يعلم علوم القرآن هو النبي محمد (ص) ومن بعده عترته (ع) ؛ وذلك لأنّ الآية جاءت بصيغة الجمع بمعنى (راسخون) ولم تأتِ بصيغة المفرد (راسخ) .
    فهل عُمَر بن الخطاب راسخٌ في العلم ومُطهرٌ من الرِّجس حتى يأتي ويحكم في القرآن بل ويرفض سُنة النبي الكريم جملتاً وتفصيلاً ؟! بل ويُظهر نفسه أعرف من رسول الله (ص) بالقرآن وآياته !. قَالَ تَعَالَى :
    ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ - [سُّورَةُ الْوَاقِعَةِ : 77 - 79.] . والمس أعمُّ من لمس المتوضئ لكلمات القرآن بيده ؛ بل المسّ يشمل الإطلاع الكامل على حقيقة معانيه وأسراره وهو أمرٌ لا يتيسر إلّا للنبي محمد وعترته لأنّهم طاهرون مُطهرون من الرّجس تطهيراً ، ومن الأدلة على ذلك هي آية التطهير المباركة . قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [سُّورَةُ الْأَحْزَابِ : 33.]
    فاختلف الحاضرون في المجلس حينها بين الأصحاب الذين كانوا عند النبي (ص) واختصموا ، فمنهم من قَبِلَ باستجابة ما يطلبه النبي (صلّی الله عليه وآله وسلّم) ومنهم من وافق عُمَر على رأيه . فطردهم رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وأمرهم بالخروج من محضره بعد أن غَضِبَ عليهم لَمَّا أكثروا اللغو والاختلاف عنده ، و‏قال (صلّی الله عليه وآله وسلّم) :‏ ‏(قوموا ‏عني ! ولا ينبغي عند نبي تنازع) .
    قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 114.] وهذا يعني أنّ الذين طردهم النبي من محضره ليسوا بمؤمنين . وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 24.] وليسوا بمستجيبين لأمر الله ولا رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . ذلك بعد أن رفعوا صوتهم فوق النبي وخرجت كلمة كبيرة من عُمَر بن الخطاب (الهجر) . قَالَ تَعَالَى : ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا - [سُّورَةُ الْكَهْفِ : 5.] رافضين بذلك كتابة وصية رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) التي أمر الله تعالى عباده أن يكتبوها إذا حضرت وفاتهم . قَالَ تَعَالَى : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ - [سُّورَةُ الْبَقَرَةِ : 180.]
    وقد يسأل سائل : أين كان علي (ع) في حادثة رزية الخميس ؟
    فنجيبه :-
    أنّ الأمير (ع) كان مُلازماً للنبي (ص) في كُلِّ مكانٍ وزمانٍ ، وكيف لا وهو الذي تولّى غسل النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتكفينه وتدريجه في الأكفان ودفنه !. ولكن أمير المؤمنين علي (ع) لم يجابه القوم الذين حالوا دون كتابة الكتاب بقول أو عمل ؛ لأنّه كان في محضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وليس له أن يفعل فعلاً أو يقول قولاً إلّا بأمره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبإذنه ، فإذا لم يأمره النبي بشيءٍ فإنّ أمير المؤمنين لا يؤاخَذ بأي مؤاخذة ولا يلام بأي لومٍ .

    يتبين أنَّ النبي مُحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أراد كتابة كتاب يؤكّد فيه على خلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بعده ، ولكن بعض الحاضرين عرف بهذا الأمر فعارضه ومنعه ، وهذا ما دار في الحديث بين ابن عباس وعُمَر بن الخطاب ، حيث قال عمر بن الخطاب لابن عباسٍ :
    يا ابن عباس أتدري ما منع الناس منكم ؟
    قال ابن عباسٍ : لا، يا أمير المؤمنين .
    قال عُمر : لكنّي أدري .
    قال ابن عباسٍ : ما هو يا أمير المؤمنين ؟
    قال عُمر : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فتُجْحفوا الناس جحفاً ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت .
    قال ابن عباسٍ : أيَميطُ أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟
    قال عُمر : تكلم يا ابن عبّاس .
    قال ابن عباسٍ : أما قولك يا أمير المؤمنين : اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت فإنّ اللّه تعالى يقول :
    ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ . وقد علمت يا أمير المؤمنين أن اللّه اختار من خلقه لذلك من اختار ، فلو أن قريشا اختارت لانفسها حيث اختار اللّه عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود .
    وأمّا قولك : انهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة ، فان اللّه عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال :
    ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ .
    وأمّا قولك انا كنا نجحف ، فلو جحفنا بالخلافة لجحفنا بالقرابة ، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) الذي قال اللّه تعالى:
    ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ . وقال له : ﴿وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
    فقال عُمر : هيهات واللّه يا ابن عبّاس ! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرك عنها فتزيل منزلتك مني !
    قال ابن عباسٍ : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ فان كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، وان كانت باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه .
    فقال عمر : بلغني أنك تقول انما صرفوها عنا حسداً وظلماً ؟
    قال ابن عباسٍ : أما قولك يا أمير المؤمنين : ظلماً ، فقد تبين للجاهل والحليم وأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو ، وأمّا قولك : حسداً ، فان إبليس حسد آدم ، فنحن ولده المحسودون .
    فقال عمر : هيهات ! أبت واللّه قلوبكم يا بني هاشم الّا حسداً [حقداً] ما يحول ، وضغثاً وغشاً ما يزول .
    قال ابن عباسٍ : مهلاً يا أمير المؤمنين ! لا تصف قلوب قوم أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً بالحسد [بالحقد] والغش ، فانّ قلب رسول الله (ص) من قلوب بني هاشم . وأمّا قولك حقداً فكيف لا يحقد من غُصِبَ شيئه ويراه في يد غيره ؟
    فقال عمر : اليك عني يا ابن عبّاس !
    قال ابن عباسٍ : أفعل ! فلما ذهبت لأقوم استحيي منه قال : يا ابن عبّاس مكانك ! فو اللّه إني لراع لحقك ، محب لما سرّك . فقلت : يا أمير المؤمنين ان لي عليك حقاً وعلى كل مسلم . فمن حفظه فحظه أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى‏ .
    فقال عمر لجلسائه : واهاً لابن عبّاس ما رأيته لاحاً أحدا قطُّ الّا خصمه .
    المصادر : { الكامل في التاريخ : الجزء (2) ، الصفحة (458) . وشرح النهج لابن ابي الحديد : الجزء (12) ، الصفحة (52) . وتاريخ الطبري : الجزء (4) ، الصفحة (223) . والكامل لابن الاثير : الجزء (3) الصفحة (62) . والايضاح لابن شاذان : الصفحة (87) } .

    لقد اعترف عمر بأنّ ابن عباس قد لاحاه وخصمه وجبهه بأنّه غاصب لحق أهل البيت (عليهم السلام) ظالمٌ لهم ، وأنّه ما رضى باختيار اللّه عزّ وجلّ حيث اختار بني عبد المطلب على غيرهم ، ثمّ اختار منهم عليّاً علماً هادياً ، بل ردّ اختيار اللّه واختار لقريش من اختار . بل جبهه بالكفر حيث استشهد بقوله عزّ وجلّ‏ ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ﴾ ومعلوم أنّ ذلك اشارة الى ما في الآية قبلها : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ . ولعلّ ابن عبّاس ذكر الآيتين كملاً وأسقطها الرواة .
    قال النبي محمد (ص) لعلي (ع) : (أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلّا أنك لست بنبي ، وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي) . ولقد نزلت آية التبليغ الكريمة على النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة المصادف يوم الخميس ، لدى رجوع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع في مكان يسمى بـ"غدير خم" وكان عدد الحضور آنذاك هائلاً جداً من الناس . حيث أمر الله تعالى أن يخبر الناس بولاية ابن عمّه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فتخوّف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه .
    فأوحى الله تعالى إليه :
    قَالَ تَعَالَى :
    ﴿۞يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ - [سُّورَةُ الْمَائِدَةِ : 67.]
    فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال :
    أَلَسْتُ‏ أَوْلَى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ ؟
    قالوا : بلى يا رسول الله !
    فأخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد الإمام علي (عليه السلام) وقال :
    « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ،
    اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ » .
    وتكملة في بعض النُسخ :
    « وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ » .
    ولقد بلغت المصادر (450) مصدر سني قد بيّن ذلك الحدث العظيم .

    اختلفت الروايات في تحديد يوم ووقت وفاة النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فقِيلَ في يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته ؛ حين زاغت الشمس أي ظهراً ، وقيل قبل أن ينتصف النهار . أيضاً في وقت دفنه فقِيلَ دُفِنَ يوم الثلاثاء حين زالت الشمس ، وقِيلَ ليلة الثلاثاء ، وقِيلَ دُفِنَ يوم الأربعاء ، وقِيلَ ليلة الأربعاء ، وقِيلَ توفي في الضحى .
    فمات رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) في ذلك اليوم وتولّى غسله وكان الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يغسله والفضل بن العباس وأسامة بن زيد يناولانه الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين . فشقَّ (عليه السلام) قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته ، وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه ، فلما فَرِغَ من غسله وتجهيزه تقدم فصلّى عليه وحده لم يشركه معه أحدٌ في الصلاة عليه ، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لهم : إن رسول الله إمامنا حيًّا وميتًا ، فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمامٍ وينصرفون ، وانّ الله لم يقبض نبيًا في مكانٍ إلّا وقد ارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي لدافنه في حجرته التي قُبِضَ فيها . فسلم القوم لذلك ورضوا به . قال ابن هشام : فصلّى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان . وقال ابن عبد البر : صلّى عليه عليٌّ (عليه السلام) والعباس وبنو هاشم ثم خرجوا ، ثم دخل المهاجرون ثم الأنصار ثم الناس يصلون عليه أفذاذاً لا يؤمهم أحد ، ثم النساء والغلمان ، وجُعِلَ قبره مسطوحاً ورُشَ الماء عليه رشاً . ولم يحضر دفنه (صلّی الله عليه وآله وسلّم) أكثر الناس ؛ لِمَا جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة ، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك .
    وأَنّهُ لَمَّا دُفِنَ رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) قالت فاطمة (عليها الصّلاة والسّلام) : أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ التُّرَابَ ؟ وأخذت من تراب القبر الشريف ووضعته على عينيها وأنشأت تقول :
    مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدَ * * * أَنْ لَا يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
    صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبُ لَوْ أَنَّهَا * * * صُبَّتْ عَلَى الْأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيَا

    وهذه مجموعة من المصادر الصحيحة :
    1 - صحيح البخاري - كتاب العلم - باب كتابة العلم - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 36 / 37 ) : ‏114 - حدثنا : ‏يحيى بن سليمان ، قال : حدثني : ‏‏ابن وهب ‏، ‏قال : أخبرني : ‏‏يونس ‏، عن ‏ابن شهاب ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : ‏ لما اشتد بالنبي ‏(ص) ‏وجعه ، قال : ‏ ‏ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏، ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏ابن عباس ،‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين كتابه.
    2 - صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 137 ) : ‏4168 - حدثنا : قتيبه ، حدثنا : سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد ابن جبير ، قال : قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث ، قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ، أو قال : فنسيتها.
    3 - صحيح البخاري - كتاب الأشربة - باب قول المريض قوموا عني - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 9 ) : ‏5345 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏‏، عن ‏‏معمر ، ‏‏وحدثني : ‏‏عبد الله بن محمد ، حدثنا : ‏عبد الرزاق ‏، أخبرنا : ‏‏معمر ‏‏، عن ‏الزهري ‏‏، عن ‏‏عبيد الله بن عبد الله ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ‏‏(ر) ‏‏قال : ‏لما حضر رسول الله ‏(ص) ‏‏وفي البيت رجال فيهم ‏‏عمر بن الخطاب ‏، قال النبي ‏(ص) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر ‏: ‏أن النبي ‏(ص) ‏قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي ‏(ص) ‏‏كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ‏‏، فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والاختلاف عند النبي ‏(ص) ، قال رسول الله ‏(ص) : قوموا ، قال عبيد الله ‏: ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    4 - صحيح البخاري - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب كراهية الخلاف - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 161 ) : ‏6932 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : لما حضر النبي ‏ (ص) ‏، ‏قال : وفي البيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏، ‏قال : ‏ ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ‏، ‏فلما أكثروا اللغط ‏ ‏والاختلاف عند النبي ‏ (ص) ‏، ‏قال : قوموا عني ، قال عبيد الله ‏: ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    5 - صحيح مسلم - كتاب الوصية - باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 76 ) : 1637 - وحدثني : محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، قال : عبد ، أخبرنا : وقال : ابن رافع ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معتمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا ، قال عبيد الله : فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    6 - ابن حجر العسقلاني - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي (ص) ووفاته - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 101 / 102 ) - .... قوله : ( فقالوا ما شأنه ، أهجر ) : .... وقال النووي ‏:‏ اتفق قول العلماء على أن قول عمر : حسبنا كتاب الله ‏‏من قوة فقهه ودقيق نظره ، لأنه خشي أن يكتب أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة ، وأراد أن لا ينسد باب الاجتهاد على العلماء‏.
    7 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم - بدايه مسند عبد الله بن عباس (ر) - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 324 / 325 ) : ‏2983 - حدثنا : ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبي ،‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏يونس ‏ ‏يحدث ، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : ‏لما حضرت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏الوفاة ، قال : ‏ ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده وفي البيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ،‏ ‏فقال : ‏ ‏ عمر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، قال : فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أو قال : قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏ومنهم من يقول ما قال عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغط ‏ ‏والاختلاف وغم رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال : قوموا عني ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏يقول ‏: ‏إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    8 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم - بدايه مسند عبد الله بن عباس (ر) - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 336 ) : ‏3101 - حدثنا : ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ، حدثنا : ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : ‏لما حضر رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وفي البيت رجال وفيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏(ر) ‏، ‏قال النبي ‏ (ص) ‏ ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال عمر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص)‏ ‏قد غلب عليه الوجع وعندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، وفيهم من يقول ما قال عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والاختلاف عند رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قوموا ‏قال عبيد الله ‏: ‏وكان ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏ ‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ‏ ‏ولغطهم.
    9 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل - باقي مسند المكثرين - مسند جابر ابن عبد الله (ر) - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 346 ) : ‏14316 - حدثنا : ‏ ‏موسى بن داود ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ابن لهيعة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏، عن ‏ ‏جابر : أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ، قال : فخالف عليها ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏حتى رفضها.
    10 - الهيثمي - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - كتاب الوصايا - باب وصية رسول الله (ص) - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 214 / 215 ) : 7108 - عن جابر : أن رسول الله (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ولا يضلون‏ ، وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله (ص)‏ ، رواه أبو يعلي وعند رواية يكتب فيها كتابا لأمته ، قال :‏ ‏‏لا يظلمون ولا يظلمون‏‏‏ ، ورجال الجميع رجال الصحيح‏.
    11 - النسائي - السنن الكبرى - كتاب العلم - كتابة العلم - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 366 ) : 5821 - أنبأ : زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا : إسحاق بن ابراهيم ، قال : أنبأ : عبد الرزاق ، قال : حدثنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاجتمعوا في البيت ، فقال : قوم قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، وقال قوم ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال لهم : قوموا ، قال عبيد الله فكان ابن عباس ، يقول : الرزية كل الرزية ما فات من الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) إن يكتب أن لا يضلوا بعده أبدا لما كثر لغطهم واختلافهم .
    12 - النسائي - السنن الكبرى - كتاب العلم - كتابة العلم في الصحف - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 368 ) : 5825 - أنبأ : محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ، عن عثمان بن عمر ، قال : أنبأ : قرة بن خالد ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله (ص) دعا بصحيفة في مرضه ليكتب فيها كتابا لأمته لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط ، وتكلم عمر فتركه.
    13 - النسائي - السنن الكبرى - كتاب الطب - قول المريض قوموا عني - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 63 ) : 7474 - أخبرني : زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا : إسحاق بن ابراهيم ، قال : أخبرنا : عبد الرزاق ، قال : حدثنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاجتمعوا في البيت ، فقال : قوم قوموا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، وقال قوم ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال لهم : قوموا عني ، قال عبيد الله : وكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما فات من الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) إن يكتب أن لا تضلوا بعده أبدا لما كثر لغطهم واختلافهم .
    14 - ابن سعد - الطبقات الكبرى - السيرة النبوية - ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 243 ) - أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب ، قال : كنا عند النبي (ص) وبيننا وبين النساء حجاب ، فقال رسول الله (ص) : اغسلوني بسبع قرب وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال : النسوة ائتوا رسول الله (ص) بحاجته ، قال عمر : فقلت أسكتهن فانكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح أخذتن بعنقه ، فقال رسول الله (ص) هن خير منكم .
    15 - ابن سعد - الطبقات الكبرى - السيرة النبوية - ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله (ص) أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 244 ) - أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : أسامة بن زيد الليثي ومعمر بن راشد ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (ص) : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، فقال عمر : أن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما كثر اللغط والاختلاف وغموا رسول الله (ص) ، فقال : قوموا عني ، فقال عبيد الله : فكان ابن عباس ، يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
    16 - الصنعاني - المصنف - كتاب المغازي - بدء مرض رسول الله (ص) - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 438 ) : 9757 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما احتضر رسول الله (ص) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب (ر) ، فقال النبي (ص) : هل أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت ، واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتابا لا تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا ، قال عبد الله : فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب ، من اختلافهم ولغطهم .
    17 - البيهقي - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة - الشمائل ونحوها - باب ما جاء في همه بأن يكتب لأصحابه كتابا حين اشتد به الوجع يوم الخميس - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 183 ) - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا : أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني ، قال : حدثنا : إسحاق بن ابراهيم بن عباد ، قال : أخبرنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال النبي (ص) : قوموا ، قال عبد الله : فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية ، كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم ، رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن المديني وغيره ، ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع وغيره .
    18 - أبو عوانة - مستخرج أبي عوانة - بيان الخبر المبين أن النبي (ص) لم يوص شيئا إلى أحد - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 476 ) : 5757 - حدثنا : محمد بن يحيى ، قثنا : عبد الرزاق ، ح وحدثنا : الدبري ، عن عبد الرزاق ، قال : أنبأ : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، فقال عمر بن الخطاب : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو ، والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا زاد الدبري ، قال عبيد الله : فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ، حدثنا : أبو أمية ، قثنا : يعقوب بن محمد الزهري ، قثنا : عبد الله بن معاذ ، عن معمر ، بإسناده مثله ، حدثنا : محمد بن عبد الحكم ، قثنا : أبو زرعة ، قثنا : يونس بن يزيد ، قال : حدثني : محمد بن مسلم ، قال : حدثني : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله (ص) الوفاة ، قال : وفي البيت رجال فذكر مثله بطوله.
    19 - ابن حبان - صحيح ابن حبان - كتاب التاريخ - باب مرض النبي (ص) - ذكر إرادة المصطفى (ص) كتبة الكتاب لأمته لئلا - الجزء : ( 14 ) - رقم الصفحة : ( 562 ) : 6597 - أخبرنا : ابن قتيبه ، حدثنا : ابن أبي السري ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضر النبي (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، فقال (ص) : أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، قال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، قال : فاختلف أهل البيت ، واختصموا لما أكثروا اللغط والأحاديث عند رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : قوموا ، فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
    20 - اللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - باب جماع فضائل الصحابة (ر) - سياق ما روي في بيعة أبي بكر وترتيب الخلافة وكيفية البيعة - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 1367 ) - أخبرنا : أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني ، قال : أنا : عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : نا : أحمد بن عبد الرحمن الوهبي ، قال : نا : ابن وهب ، عن أويس ، عن الزهري ، أخبرني : عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة وفي البيت رجال منهم عمر ، فقال : هلموا لكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا له يكتب لكم رسول الله (ص) ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله (ص) ، قال : قوموا عني ، قال عبيد الله : فكان ابن عباس ، يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب باختلافهم ولغطهم ، أخرجه البخاري ، عن يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	7777777777.jpg 
مشاهدات:	1542 
الحجم:	288.3 كيلوبايت 
الهوية:	906630
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X