أبو حَنيفة يسألُ والإمامُ الكاظمُ عليه السلام يُجيب
عن أبي حنيفة إمام المذهب الحنفي قال: أردتُ أن أسألَ جعفراً الصادق عن مسألة القضاء والقدر،
فدخلتُ داره فرأيتُ موسى بن جعفر وهو صغير السنّ في دهليز أبيه، فقلت: أين يُحِدث الغريب
منكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إليّ ثم قال: يتوارى خلف الجدار، ويتوقى أعين الجار، ويتجنب شطوط
الأنهار، ومساقط الثمار، وأفنية الدور، والطرق النافذة، والمساجد، ولا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها،
ويرفع ويضع بعد ذلك حيث شاء. قال: فلمّا سمعتُ هذا القول منه نبل في عيني، وعظم في قلبي،
فقلت له: جعلتُ فداك ممن المعصية؟ فنظر إليّ ثم قال: اجلس حتى أخبرك فجلست فقال: إنّ
المعصية لا بدّ أن تكون من العبد أو من ربّه أو منهما جميعا، فإن كانت من الله تعالى فهو أعدل
وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله، وإن كانت منهما فهو شريكه، والقوي أولى بإنصاف
عبده الضعيف، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر، وإليه توجه النهي، وله حق الثواب
والعقاب، ووجبت الجنة والنار فقلت: "ذرية بعضها من بعض".
تم نشره في المجلة العدد(58)
عن أبي حنيفة إمام المذهب الحنفي قال: أردتُ أن أسألَ جعفراً الصادق عن مسألة القضاء والقدر،
فدخلتُ داره فرأيتُ موسى بن جعفر وهو صغير السنّ في دهليز أبيه، فقلت: أين يُحِدث الغريب
منكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إليّ ثم قال: يتوارى خلف الجدار، ويتوقى أعين الجار، ويتجنب شطوط
الأنهار، ومساقط الثمار، وأفنية الدور، والطرق النافذة، والمساجد، ولا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها،
ويرفع ويضع بعد ذلك حيث شاء. قال: فلمّا سمعتُ هذا القول منه نبل في عيني، وعظم في قلبي،
فقلت له: جعلتُ فداك ممن المعصية؟ فنظر إليّ ثم قال: اجلس حتى أخبرك فجلست فقال: إنّ
المعصية لا بدّ أن تكون من العبد أو من ربّه أو منهما جميعا، فإن كانت من الله تعالى فهو أعدل
وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله، وإن كانت منهما فهو شريكه، والقوي أولى بإنصاف
عبده الضعيف، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر، وإليه توجه النهي، وله حق الثواب
والعقاب، ووجبت الجنة والنار فقلت: "ذرية بعضها من بعض".
تم نشره في المجلة العدد(58)