أَبتاه
هناك في مدينة ضمّت في ثناياها شذى عطر النبوة..
في مسجدٍ ضمّ قبر سيّد الرسل صلى الله عليه وآله..
وقف هارون متبختراً مختالاً ينادي أمام الملأ يا بن العم..
ظناً منه أنه سيضفي شرعية على ظلمه وجوره بقرابته برسول الله صلى الله عليه وآله..
وهنا ظهر نور جليّ يشقّ صفوف الوافدين على قبر الرسول صلى الله عليه وآله..
منادياً: يا أبتاه.. يا أبتاه..
سيّدي ناديتَ محمداً أبتاه.. أيّ نصل مرهف..
طعنت به هارون.. بل قل أيّ صاعقة نزلت على أمّ رأسه..
يا أبتاه..
نارٌ سرت في قلبه الحاقد.. ومنذ ذلك اليوم بدأ بتهيئة السجون والطوامير..
لخنق صوت الحقّ المدوّي على مرِّ العصور..
يا أبتاه.. يا أبتاه..
ظنوا أنهم سيقيدونك..
قيدوك وإنما قيدوا أنفسهم.. عاشوا بقصور فارهة حسبوا أنهم يخلدون..
حجبوك بطامورة ظلماء ظنوا أنهم سيقيدونك وينهون ذكرك..
مخالبُ الوحوشِ تنهشُ في جسر التاريخ، تعساً لتاريخٍ تشمئزّ منه النفوس..
تاريخٌ أضاع حقّ محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله ومجّد اللعناء..
ولكن )يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(/ (التوبة:32).
تعليق