إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

🔶️🔆🔶️ فاطمة الزهراء تلك المرأة الإستثنائيّة 🔷️🔆🔷️

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 🔶️🔆🔶️ فاطمة الزهراء تلك المرأة الإستثنائيّة 🔷️🔆🔷️

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    🔷️🔆🔷️🔆🔷️🔆🔷️🔆🔷️



    فاطمة الزهراء تلك المرأة الإستثنائيّة
    وبالقطع واليقين فإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليست امرأة عادية بل هي استثنائيّة في جوهر تكوينها كما هي استثنائيّة في مواقفها وجهادها وعبادتها وإيمانها وطاعتها أيضاً . فقد جرت سنّة الله تعالى على أن يخلق من الرجال من هم استثنائيّون كالأنبياء ، حيث يخلقهم بشكل مختلف كما فعل بالنسبة إلى آدم وعيسى بن مريم ، أو يتدخّل في شؤونهم ، ويحافظ على وجودهم مثل موسى بن عمران . وكما في الرجال كذلك في النساء فقد اختار الله مريم لتكون سيّدة نساء زمانها ، فكان ربّ العباد يطعمها كما يقول القرآن الكريم : ( كلّما دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقاً قال أنّى لك هذا قالت هو من عند الله ) . وإذا كان الله تعالى يتقبّل مريموينبتها نباتاً حسناً وهي سيّدة نساء زمانها ، فكيف بمن أرادها الله تعالى لتكون سيّدة نساء العالمين ؟
    لقد خلق الله فاطمة لتؤدّي دوراً إلهيّاً ... وتكون سيّدة النساء ، ونموذجاً للمؤمنين والمؤمنات في الحياة الدنيا ... ولولا أنّ فاطمة إمرأة استثنائيّة لما جعل الله رضاه معلّقاً على رضا فاطمة . وغضبه كذلك معلّقاً على غضب فاطمة .
    *يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : رضا الله من رضا فاطمة وغضبه من غضبها .
    *ويقول : من أرضاها فقد أرضى الله ، ومن أغضبها فقد أغضب الله .
    ولو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : رضا فاطمة من رضا الله ، وغضبها من غضبه لكان أمراً مهمّاً حيث كان يعني إلتزام فاطمة برضا الله ، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال العكس ، فعلّق رضا الله على رضا فاطمة ، وغضب الله على غضبها ، فقال : رضا الله من رضا فاطمة ، وغضبه من غضبها ... وذلك أمر إستثنائي ... لامرأة استثنائيّة ... وهكذا فإنّ في فاطمة سرّاً عظيماً ، لن يكشف لأحد ...
    ألا نقرأ في الدعاء المأثور : اللهم بحقّ فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها ... ؟ فمهما بحثنا ودرسنا وقلنا في حقّ هذه السيّدة العظيمة فإنّنا سوف لا نصل إلى بيان سوى جزء قليل جدّاً من مقامها الشريف والعالي .
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) : وإنّما سمّيت فاطمة (عليها السلام) لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها(1) .

    وهل للمحدود أن يحيط باللامحدود ؟ وهل للجزء الضئيل الضئيل أن يستوعب الكل والمطلق ؟ وهل لملعقة فنجان أن تهضم مياه محيطات الأرض ؟ كلاّ ... وألف كلاّ ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطباً فاطمة (عليها السلام) : ما عرفك إلاّ الله وأنا . لقد عجز الإنسان رغم كلّ التقدّم العلمي المبهر عن أن يعرف حقيقة الجن والملائكة والشياطين ... وسائر الحقائق الغيبيّة الميتافيزيقيّة . ولقد عجز أيضاً عن معرفة مالا يحصى من الحقائق الطبيعيّة حتّى تلك التي يعايشها في حياته اليوميّة . ولقد عجز ـ وسيبقى عاجزاً ـ عن إدراك حقيقة النفس وكنه الروح كما قال الرب جلّ وعلا : ( ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أُوتيتم من العلم إلاّ قليلا ) .
    وفاطمة الزهراء هي روح الروح وجوهر الحقيقة ، أوليست هي التي قال فيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) : فاطمة روحي التي بين جنبي ؟ وهو الذي قال فيه الوحي الإلهي : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى ) ؟ ومع كلّ ذلك قد يُنكر ضياء الشمس ولكن : هل يضرّ باهرة الحسن والجمال أن يتحفّظ في جمالها الأعمى أو عديم الذوق ؟ وهل يضير المجرّة أن تتضاحك عليها الذرّة ؟ وهل يضير أزهار الربيع النضرة أن تسخر منها الحشائش والطفيليّات ؟ وهل يضير عمالقة البشريّة على مرّ التاريخ ـ موسى وعيسى ومحمّد (عليه السلام) ـ أن يجهل عظمتهم محدودوا الأفق وضيّقوا الفكر ؟ وهل يضير فاطمة الزهراء وهي أم أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحور الكون وقطب رحى أصحاب الكساء هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها أن ينكر فضلها من قد أنكر ؟
    القرآن الكريم هو كتاب الله الصامت وأهل البيت (عليهم السلام) هم كتاب الله الناطق وكما أنّ للقرآن ظهراً وبطناً فهم بطناً إلى سبعين بطناً . وكما أنّ القرآن الكريم ظاهره أنيق وباطنه عميقوكما له لبّ ولبّ اللب وكما يتضمّن رموزاً وإشارات وكما قد يعبّر رمز قرآني ـ مهما بدى لدى النظرة السطحيّة بسيطاً ـ عن بحار من المعرفة وآفاق شاسعة لا متناهية عن الحقائق والرقائق والدقائق . وإذا توهّم الجاهل بنظرة ساذجة إلى ظاهر القرآن الكريم ، إنّه امتلك المقدرة على مجاراة كتاب الله ، فإنّه لا يفضح إلاّ جهله ، كذلك تماماً السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)أو لم تكن محطة أسرار رسول ربّ العالمين ؟ أوليست هي التي قال عنها الإمام العسكري (عليه السلام) : نحن حجج الله على خلقه ، وجدّتنا فاطمة حجّة الله علينا ؟
    فكفاكن ـ يا نساء الأرض ـ فخراً وشموخاً أن تكون منكنّ إمرأة كـ الزهراء ـ شمس عقول البشريّة والنور المتألّق على عرش الرب منذ بدأ الخلق ، وذروة المجد الشامخ في أعلى قمم السجايا الإنسانيّة والفضائل الروحانيّة . وحسب المرأة عزّاً وشرفاً ومجداً وعظمة أن
    تقتبس شعاعاً من نور السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لقد كانت صلوات الله عليها كـ زوجة نموذجيّة وكـ أم مثاليّة وكـ إمرأة القمّة في العفة والحياء والطهر والنقاء وكانت ـ في مكارم الأخلاق ـ المثل الأعلى للبشريّة على مرّ التاريخ في : الزهد والإيثار ، وحسن الخلق ، وفي التهجّد والتضرّع والعبادة وغير ذلك وكانت تنام وزوجها (عليه السلام) على جلد كبش لأكثر من خمس سنوات ، وكانت تطحن الشعير بيديها حتّى جرى الدم منهما ، وكانت تقوم على رجليها في محراب العبادة حتّى لقد ورمت رجلاها من كثر الوقوف وكانت ذلك البحر الموّاج من علوم الرسالة وكانت ذلك الشلال المتدفّق والنهر الجاري من العطاء ـ في مواجهة الطغاة قمة في الشجاعة ، أنموذجاً لا يضاهي في الصبر والإباء والتضحية والفداء ، وكانت الجلمود الذي تحطّمت عليه رؤوس الفتن والضلال ، وكانت الملجأ الذي يركن إليه طلاّب الحقيقة وروّاد المعرفة ، والفقراء والمساكين والمستضعفين وحتّى رسول ربّ العالمين ... كانت الكهف الحصين للأمّة في مواجهة أعاصير الفتن المدويّة في ليل الإستبداد وصرخة الحق .
    ولو أنّ الأنثى في خطى الزهراء لأذهلت إبليس وجنوده ولصعقت شياطين الرجال ولتربّعت على قمّة المجد والخلود ... ولو أنّها اقتدت بـ فاطمة لتحوّلت الأرض إلى فردوس ... إلى جنّة غنّاء : وارفة الظلال شهية الثمار ... ولخيّمت السعادة على ربوع الأرض ، ولعاد الربيع والأزهار والورد والياسمين ، بأريجها الزاكي ، وعطرها الفوّاح ...




    (1) تفسير فرات ، البحار ج43 ، العوالم
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة ام أبيها; الساعة 03-02-2021, 09:59 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X